أبو مازن يؤكد على تمسكه بالمصالحة «خيارا استراتيجيا» في وجه الضغوط

24 شخصية دبلوماسية: لا سلام من دون حماس

من اليسار إلى اليمين: جهاد نخالة عضو جبهة الجهاد الإسلامي وأحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في مؤتمر صحافي في دمشق يوم الأربعاء الماضي (إ.ب.أ)
TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إن المصالحة الفلسطينية «خيار وطني استراتيجي»، مؤكدا رفضه لكل الضغوط التي مورست قبل وبعد المصالحة لإفشالها. وجاء حديث عباس قبل 3 أيام من اجتماع يفترض أن يضم وفدي فتح وحماس في القاهرة، لتشكيل حكومة وحدة متفق عليها تضم مستقلين. وناقشت حركة فتح في وقت متأخر أمس تشكيلة الحكومة وخياراتها في هذا المجال. وقبل الاجتماع أمر أبو مازن بحل مجموعة من المشكلات التي تواجه أهالي قطاع غزة، وأهمها الممنوعون من الحصول على جوازات سفر لأسباب أمنية.

وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الدولية لحركة فتح، إن أبو مازن أمر بمجموعة من التسهيلات لسكان قطاع غزة. وأكد شعث في بيان وزعه مكتب مفوضية العلاقات الدولية للحركة أن «الرئيس محمود عباس قد أمر بحل مشكلة الممنوعين من جوازات السفر». كما أكد شعث على قرار بإرسال مجموعة من شحنات الأدوية إلى القطاع لسد حاجة مستشفيات القطاع العاجلة، وتشمل أدوية تخدير وأمراض مزمنة، والأدوية الخاصة بغرف العمليات، وخلافها من الاحتياجات الضرورية لمستشفيات القطاع. ويقول الرئيس الفلسطيني إن المصالحة مع حماس هي بوابة تحقيق السلام، بخلاف ما تقوله إسرائيل من أن المصالحة بين فتح وحماس تقوض جهود السلام، وأنها لن تفاوض حكومة تجلس فيها حماس. وفيما يؤكد أبو مازن على دور المصالحة في دعم السلام، وتؤكد إسرائيل على دورها في تقويضه، تفضل الولايات المتحدة انتظار تشكيل الحكومة لاتخاذ موقف منها بحسب شخوصها وبرنامجها السياسي.

وحتى ذلك الوقت، قالت مجموعة من كبار المسؤولين والدبلوماسيين السابقين، في رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية، إن السلام الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن أن يتحقق إذا لم تشارك فيه حماس. وحذرت 24 شخصية دبلوماسية في الرسالة الموجهة إلى هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، من خطر رفض اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أبرم مؤخرا بهدف إنهاء سنوات من العداء بين حركتي فتح وحماس. وقالت الرسالة إن السلام الدائم لن يتحقق إلا بقيادة فلسطينية موحدة، الأمر الذي يجعل المصالحة «شرطا مسبقا» لإنهاء الصراع. وجاء في الرسالة أن «المصالحة هي شرط مسبق لتحقيق حل الدولتين وليست عائقا أمامه». وحذرت الرسالة من أن «الطلب من فتح الاختيار بين السلام مع حماس أو صنع السلام مع إسرائيل يقدم خيارا زائفا، فالسلام الدائم مع إسرائيل لن يكون ممكنا إلا إذا شاركت فيه حماس». وأضاف الموقعون على الرسالة «بوصفنا زعماء دوليين ومفاوضي سلام سابقين، فقد تعلمنا بأنفسنا أن تحقيق سلام دائم يتطلب نهجا شموليا». وجاء في الرسالة أنه من «الحتمي» أن تقوم واشنطن وبروكسل «بالتعامل بشكل بناء مع الحكومة الانتقالية، وكذلك مع القيادة الفلسطينية التي ستنتجها انتخابات العام المقبل». وأكدت الرسالة أن عدم القيام بذلك ستكون له عواقب بعيدة الأمد. وحذرت الرسالة كذلك من تكرار أخطاء الماضي، واستذكرت قرارا اتخذته واشنطن وبروكسل لمقاطعة حماس سياسيا وماليا بعد أن فازت في الانتخابات التشريعية في عام 2006. وقالت «بالنظر إلى الوراء، فإن هذه السياسات شكلت نكسة لعملية السلام».

ومن بين الموقعين على الرسالة أربعة وزراء خارجية سابقين في الاتحاد الأوروبي، منهم الإيطالي ماسيمو داليما، والدنماركي بول راسموسن، و11 وزير خارجية سابقا، منهم الفرنسي هوبير فيدرين، والأسترالي غاريث إيفانز. كما وقعها كل من وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بن عامي، والسياسية الفلسطينية حنان عشراوي.