شبكة الإنترنت في سوريا إما خارج الخدمة.. وإما تعمل ببطء قاتل

المشتركون يرون ذلك سببا إضافيا للاحتجاج

TT

سألت أماني، وهي تسدد فاتورة هاتفها المحمول، الموظفة في شركة الاتصالات: «متى يتم تشغيل خدمة الإنترنت على الجوال؟»، لكنها لم تتوقع أن تقول لها الموظفة بكل ثقة: «إن الخدمة لم تنقطع يوما»، لتتبعها بسؤال عن مكان إقامتها، لتوضح لها أن «الخدمة متواصلة في بعض أحياء العاصمة، وهي مقطوعة فقط في ريف دمشق والمحافظات». فردت أماني بغضب: «شكرا للتوضيح، ومن الجيد أن الشبكة شغالة».

أماني يئست من تشغيل خدمة (3G) و«المخدم السريع ADSL» وحتى «Dial - up»، شأنها شأن سائر المشتركين السوريين في شبكة الإنترنت، فعدا انقطاع الإنترنت لأيام وحتى أسابيع من دون تبرير من شركات الاتصال الخاصة ولا حتى من المؤسسة العامة للاتصالات سوى التذرع بخلل فني، فإن الإنترنت حتى لو تم توصيلها فتكون بسرعات بطيئة إلى درجة تسبب الإصابة بالملل والسأم. يقول هاني على صفحته في موقع «تويتر»: «إن الحكومة بهذا التصرف تعطي سببا للناس كي تخرج إلى الشارع وتحتج».

وتعاني شبكة الإنترنت في سوريا منذ أيام من بطء شديد وعدم استقرار في السرعات، مما زاد من انزعاج مستخدمي الشبكة في سوريا؛ إذ اشتكوا من بطء السرعة وعملية التصفح والتحميل. ولا يجيب أي من موظفي خدمة المشتركين على هواتف الشكاوى التي تصلهم، وإذا حصل وردوا فيكون أن هناك «عطلا فنيا»، بينما الواقع أن العطل ليس بفني بقدر ما هو إجراء لتعطيل دخول السوريين إلى الإنترنت، وتقول رولا ساخرة: «أشعر بأن هناك قرارا بإبادة مستخدمي الإنترنت في سوريا، فهي لا تفتح إلا بشق الأنفس أو بطلوع الروح»، وتضحك: «لا شك أنها وسيلة فعالة وآمنة أكثر من استخدام الرصاص للتخلص من السوريين المزعجين.. على الأقل لن تكون هناك إدانة دولية للقتل بهذه الطريقة».

أما محمد (طالب كلية الطب) فهو يعتبر أعطال الإنترنت (قطع، بطء، تفاوت السرعات) «وسيلة لمنع تحميل مقاطع الفيديو، وأيضا لإعاقة مشاهدتها في الداخل، فالتصفح صعب جدا سواء باستخدام البروكسي أو من دونه» ومنذ يوم الأربعاء كانت هناك مشكلات في الوصول إلى مواقع معينة مثل «فيس بوك» و«جي ميل» و«تويتر» و«يوتيوب»، وفي بعض الأيام تقطع 24 ساعة.

ويقول محمد بعد أسئلة ملحة وشكاوى كثيرة «قالوا لي في مؤسسة الاتصالات: إن هناك مشكلة ويعملون على حلها». ويتابع محمد: «طبعا المشكلة هي الاحتجاجات في البلد، وهي تضاف إلى المشكلات المزمنة المتعلقة بالفساد والبنية التحتية الرديئة لخدمة الإنترنت في بلدنا»، ولا يتوقع محمد أن يتم حل هذه المشكلات قريبا؛ لذا ينصح المستخدمين «بتناول حبوب مهدئة للأعصاب قبل كل محاولة لدخول الإنترنت».

كانت شركتا الاتصالات الخلوية «سيرياتيل» و«إم تي إن» قد وعدتا مشتركيهما بتعويضهم عن الخسائر المالية التي دفعوها مقابل خدمة لم يستفيدوا منها، من خلال تخفيض الأسعار، لا تحسين الخدمة.