الناشطون السوريون يدعون الطائفة العلوية للتظاهر إلى جانبهم

أطلقوا على يوم الجمعة المقبل اسم «صالح العلي»

TT

اختار الناشطون على «صفحة الثورة السورية»، في موقع «فيس بوك»، تسمية يوم الجمعة المقبل، باسم صالح العلي، وهو علوي وأحد رموز الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي. وكتبوا في شعار يوم الجمعة الذي حمل صورة صالح العلي: «سلمية.. وحدة وطنية» وذلك تأكيدا لعدم طائفيته. وجاء ذلك بعد مناقشات لإرسال تطمينات لأبناء الطائفة التي ينتمي إليها الشيخ صالح العلي، بأن الانتفاضة السورية ليس لها طابع طائفي، من جانب، ومن جانب آخر حض أبناء هذه الطائفة للتخلي عن مخاوفهم والانخراط في الاحتجاجات خاصة أن نخبة من المثقفين العلمانيين بينهم علويون يؤيدون الانتفاضة ويشاركون فيها بشكل أو بآخر.

ومن هنا جاء استحضار الشيخ صالح العلي كرمز وطني فوق الطائفية يعتز به كل السوريين ليكون جامعا لكل مكونات المجتمع. فالشيخ العلي المولود عام 1883 في قرية المريقب ناحية الشيخ بدر في محافظة طرطوس، وكان في طليعة الذين لبوا نداء الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من الحجاز بزعامة الشريف حسين 1916 ضد الحكم التركي.

ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى أنزل الفرنسيون قواتهم في بيروت وفي الساحل السوري فبادر الشيخ صالح العلي إلى دعوة زعماء ووجهاء المنطقة الساحلية إلى اجتماع في قرية الشيخ بدر ونتج عنه قرار إيقاد الثورة في الجبال الساحلية وتكليف الشيخ صالح العلي ليكون قائدا للثورة، ومراسلة الحكومة المركزية لتقوم بمدّ الثورة بما تحتاجه من وسلاح وعتاد ومؤن. وعندما وصل نبأ الاجتماع إلى قادة الجيش الفرنسي قاموا بعمليات المداهمة وألقوا القبض على بعض الزعماء الذين حضروا الاجتماع وزجوهم في سجن بانياس. وفي الوقت نفسه، وجِّهت للشيخ صالح العلي دعوة لمقابلة قائد حامية بانياس إلا أنه تجاهلها، فعزم الفرنسيون على احتلال قرية الشيخ بدر واعتقال قائد الثورة. ولما وصلت أنباء الحملة للشيخ صالح العلي جمع عددا من الرجال وخرج باتجاه الحملة في أحراج وصخور «النيحا» وحصلت معركة دامية كرسته قائدا للثورة ليواجه بعدها العديد من المعارك بعدما استقطب الثوار في كل الساحل السوري، وخاض معهم معركة «بابنَّا» شرقي اللاذقية 16 أبريل (نيسان) 1919 حيث هاجم الثوار القاعدة الفرنسية ببابنا.

وخسر الفرنسيون عددا كبيرا من المقاتلين، وكانت بعدها عدة معارك كبيرة كمعركة «سلمى» ومعركة «ترتاح» حيث التقى ثوار من ثورة هنانو في الشمال مع ثوار الشيخ صالح العلي. وشكلوا لجانا في دمشق لجمع التبرعات والإعانات والإمدادات للثورة. أيام حافلة بالنضال كان خلالها الشيخ صالح العلي ينسق مع زعماء الثورة من جنوب البلاد إلى شمالها، وصف الفرنسيون الشيخ العلي خلالها بأنه «عدو يصعب التمكن منه لأنه روح العصيان في المنطقة الساحلية»، بحسب تعبير الجنرال غورو. ورغم كل المغريات التي قدمها الفرنسيون له لم يقبل المشاركة في الحكم. وعاش في قريته وتوفي فيها في 13 أبريل (نيسان) 1950.