اليمن: انهيار التهدئة في تعز وتجدد الاشتباكات بين الحرس الجمهوري والمسلحين

متبرعون يرصدون مبلغ 20 مليون ريال يمني وسيارة نوع «تويوتا» لمن يجلب رأس مدير أمن محافظة تعز

يمنيون يتظاهرون مرددين هتافات مطالبة بعدم عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن بعد إتمام علاجه في السعودية (أ.ف.ب)
TT

انهارت الهدنة في اليمن أمس، بعد ساعات قلائل على إبرامها بشأن المواجهات المسلحة في محافظة تعز التي تجددت فيها الاشتباكات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين المؤيدين لثورة الشباب، وسقط خلالها قتلى وجرحى.

وقالت مصادر مطلعة في تعز إن المدينة شهدت، فجر أمس، مواجهات مسلحة عنيفة أسفرت عن سقوط نحو 10 أشخاص معظمهم من الجنود إلى جانب سقوط عدد غير محدد من الجرحى، وذكر شهود عيان أن دبابات الحرس الجمهوري انتشرت في شوارع المدينة وقامت بقصف بعض المناطق.

وجاء انهيار التهدئة في تعز بعد أن كانت قيادات أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» والسلطة المحلية في المحافظة توصلوا إلى اتفاق تهدئة يقضي بوقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة، في سياق اتفاق التهدئة الذي توصل إليه نائب الرئيس اليمني والقائم بمهامه وأعماله، الفريق عبد ربه منصور هادي، وفي تعز أيضا، رصد متبرعون مبلغ 20 مليون ريال يمني، أي ما يعادل 100 ألف دولار أميركي وسيارة نوع «تويوتا» من النوع المسمى في اليمن «مونيكا»، وكذا لقب «صقر صقور الحالمة»، لمن يجلب رأس مدير أمن محافظة تعز، العميد الركن عبد الله قيران، وذلك ثأرا منه جراء سقوط عشرات القتلى والجرحى في قمع قوات الأمن والحرس الجمهوري للمعتصمين بساحة الحرية في 29 مايو (أيار) الماضي.

ويذكر أن قيران ملاحق أمنيا بحسب حكم قضائي صادر عن محكمة صيرة في محافظة عدن والتي أصدرت قرار ملاحقته مطلع الشهر الجاري على خلفية اتهامه بالتورط في قتل محتجين في عدن التي كان مديرا لأمنها قبل أن ينقل إلى محافظة تعز.

وكان مصدر مسؤول يمني أكد أن قيادة السلطة المحلية في تعز اتفقت، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، مع «قيادات أحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة على إنهاء كافة المظاهر المسلحة التي تعيشها تعز حاليا والتي أثرت على أجواء الأمن والاستقرار في عموم المحافظة وفي مدينة تعز بشكل خاص». وقال المصدر إن الاتفاق يؤكد «استشعار كل الفعاليات السياسية لخطورة عودة المظاهر المسلحة على أمن واستقرار محافظة تعز وأبنائها»، وأنه إن «لم يتم التعامل مع المظاهر المسلحة بحزم وجدية فسيؤدي ذلك إلى ظهور العصابات المسلحة وممارسة الاعتداءات والتجاوزات الأمنية وعلى نطاق واسع وكبير».

ونص الاتفاق على أن «يمنع منعا باتا التجول بالسلاح اعتبارا من مساء 13 يونيو (حزيران) الحالي»، وعلى «تنفيذ حملة أمنية واسعة في عموم المحافظة لضبط كل من يتجول بالأسلحة ومصادرتها».

وكان الاتفاق على التهدئة في تعز، جاء في ضوء اتفاق عام على تهدئة الأوضاع العسكرية والأمنية والإعلامية، توصل إليه نائب الرئيس اليمني والقائم بمهام وأعمال الرئيس أو كما يسمى «الرئيس المؤقت»، مع أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» في أول لقاء جمعه بعدد من قياداتها، أول من أمس، والذي جرى خلاله تشكيل لجنة للتهدئة الإعلامية بين الطرفين.

وبعد مقتل العشرات وإصابة المئات على يد قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في محافظة تعز أثناء مداهمة ساحة الحرية، ظهرت جماعات مسلحة في أكثر من منطقة بالمحافظة وبدأت فيما تسميه حماية المتظاهرين، حيث تعتبر ذلك «دفاعا عن النفس»، ضد هجمات القوات العسكرية والأمنية.

وتشير المصادر إلى أن المسلحين الذين يقاومون قوات الحرس والأمن، هم من العسكريين الذين أعلنوا تأييد الثورة الشبابية، إضافة إلى أبناء القبائل المؤيدة، أيضا، للثورة والذين قتل عدد من أقربائهم في قمع الاعتصامات.