اليمن: هادي يكثف تحركاته لاحتواء الأوضاع المتدهورة في البلاد

أولويات نائب الرئيس هي تثبيت الوضع الأمني وتوفير المواد الضرورية للحياة اليومية للمواطنين

TT

واصل الفريق عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس اليمني، أمس، عمله كقائم بمهام وصلاحيات الرئيس، حيث التقى سفراء أجانب وقيادات أمنية وحزبية وسياسية، وأعلن أن أولوياته هي تثبيت الوضع الأمني وتوفير المواد الضرورية للحياة اليومية للمواطنين، في وقت ما زالت فيه الهدنة التي استأنفها مع زعيم قبائل حاشد، تتأرجح بعد أن قتل وجرح عدد من أنصار الأحمر في صنعاء، كما تواصلت الاشتباكات العنيفة في محافظة تعز وسقط فيها قتلى وجرحى.

وقال عبد ربه منصور هادي إن الرئيس علي عبد الله صالح في تعاف مستمر وإنه اتصل به هاتفيا مرتين خلال اليومين الماضيين، وإنه سيعود إلى اليمن خلال الأيام القادمة، وبحث المسؤول اليمني، أمس، مع سفيري بريطانيا وفرنسا وسفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء، التطورات على الساحة اليمنية، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مصدر رسمي قوله إن هادي تحدث إلى السفراء عن «المستجدات والظروف الراهنة التي يمر بها اليمن خاصة بعد جريمة تفجير مسجد النهدين بدار الرئاسة التي استهدف فيها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ونواب رئيس مجلس الوزراء وعدد من المسؤولين، وهم يؤدون صلاة الجمعة»، وإنه استعرض «الإجراءات والتعليمات والتوجيهات التي تمت من أجل تكريس الأمن والاستقرار ووقف إطلاق النار، وشدد على ضرورة التعاون خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية»، وأشار إلى أن الأولوية، في الوقت الراهن، هي «تثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وتثبيت الأمن والاستقرار وتوفير لوازم الحياة بصورة عامة».

وفي السياق الأمني، رأس القائم بمهام الرئيس اليمني اجتماعا للجنة الأمنية العليا وناقش معهم مسألة تثبيت الوضع الأمني و«الاستقرار والسكينة العامة للمجتمع، وإخراج المسلحين من المرافق العامة أينما وجدت»، داعيا إلى «استنهاض الهمم وتوحيد الجهود من أجل توفير الخدمات والأساسيات الحياتية مثل البترول والديزل والغاز والكهرباء، والعمل على التثبيت الصارم لوقف إطلاق النار بصورة شاملة وكاملة»، وأكد على «ضرورة تعاون الجميع في المعارضة والقوى الاجتماعية في كل ربوع اليمن»، وفي اجتماع آخر لأعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام، أكد هادي على «ضرورة تحمل الجميع مسؤوليتهم الكاملة وبهمة عالية في هذا الظرف بالذات، دون الاكتراث لأي محاولات للإعاقة أو التشويش»، وقال: «نحن في المحك وإثبات القدرات وتحمل المسؤولية باقتدار أمر لا بد منه دون تهاون أو مواربة».

هذا وتتأرجح الهدنة بين القوات الموالية للرئيس صالح ومسلحي زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، فبعد يوم واحد على طلب عبد ربه منصور هادي من الشيخ الأحمر إحياء هدنة وقف إطلاق النار وموافقة الأخير على ذلك، قتل 3 من أنصاره وجرح آخرون في حي الحصبة، وذلك برصاص قناصة يعتلون بعض المباني، غير أن مكتب الأحمر لم يعلق على الحادث حتى اللحظة.

ويتعاطى المعارضون لنظام الرئيس علي عبد الله صالح ومعهم شباب الثورة في الساحات، مع موضوع خروج الرئيس صالح لتلقي العلاج في السعودية، بأنه خروج من السلطة وتنح كامل، ويطرحون قضايا تتعلق بمرحلة ما بعد صالح، فقد تعالت الأصوات المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد، وهناك في أطراف المعارضة الرسمية أحزاب «اللقاء المشترك» من يفضل، كمرحلة أولى، انتقال السلطة إلى نائب الرئيس كخطوة رسمية لانتهاء حقبة الرئيس صالح، وبداية لخطوات المرحلة الجديدة.

ويدور جدل محتدم في الشارع اليمني والأوساط كافة، بشأن عودة الرئيس اليمني إلى البلاد وعدم عودته، فالمسؤولون اليمنيون يستمرون في التأكيد على أنه سيعود خلال بضعة أيام، في حين لم تنشر أية بيانات عن الأطباء المعالجين لصالح أو المستشفى الذي ينزل فيه عن وضعه الصحي، كما أنه لم تنشر أو تبث أي صور ثابتة أو متحركة له داخل المستشفى وكذا لم يكرر صالح إصدار «شريط صوتي» جديد بعد الذي بث له عبر التلفزيون اليمني ليلة الجمعة الماضية.

وتتواصل في محافظة تعز المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ومسلحين يدافعون عن شباب الثورة من استهداف القوات الأمنية وقوات الحرس الجمهوري، ودارت، أمس، مواجهات عنيفة في منطقة وادي القاضي، وقالت مصادر محلية إن الحرس الجمهوري قصف المنطقة، الأمر الذي أسفر عن سقوط الكثير من القذائف على سكان المنطقة، وفي منطقة جبل حبشي تعرضت الكثير من القرى للقصف أيضا، وأسفرت المواجهات والقصف عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى.

وفي وسط مدينة تعز، قامت قوات الحرس الجمهوري بقطع كافة الشوارع والطرقات المؤدية إلى القصر الجمهوري، وذلك في ظل محاولات حثيثة من قبل المسلحين للوصول إلى القصر والاستيلاء عليه، ردا، كما يقولون، على القصف الذي تعرضت له «ساحة الحرية» وكذا المناطق السكنية في أكثر من منطقة بتعز.