جهود دولية للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن

بعد أحداث العنف الدامية التي شهدتها البلاد مؤخرا

TT

تتواصل الجهود الدولية في اليمن للتوصل إلى تسوية لنقل السلطة سلميا بعد أحداث العنف الدامية التي شهدتها البلاد على مدى الأسابيع القليلة الماضية، في الوقت الذي تستمر فيه المطالبات بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد. وقال نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن الرئيس علي عبد الله صالح تماثل للشفاء «بصورة طيبة، وإنه سيعود إلى البلاد قريبا».

ويجري ليس كامبل، المدير الإقليمي للمعهد الوطني الديمقراطي الأميركي، مباحثات في صنعاء مع القوى السياسية المختلفة بشأن التطورات الراهنة، والتقى نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المسؤول الأميركي ونقل عن هادي حديثه عن «الخطوات والإجراءات السريعة التي اتخذت لتلافي خطورة هذا الوضع والعمل بشكل فوري على إجراء الاتصالات اللازمة لتهدئة الموقف وتخفيف التوتر والحيلولة دون أي ردود فعل انتقامية»، جراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس علي عبد الله صالح وكبار رجال الدولة في الـ3 من الشهر الحالي داخل جامع قصر الرئاسة بصنعاء. وأشار هادي إلى أن «الأولوية كانت لوقف إطلاق النار فورا وإخراج المسلحين من العاصمة وفتح الطرقات وتسهيل تحركات المواطنين».

كما يجري في صنعاء، جمال بن عمر، المستشار والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مشاورات ومباحثات بشأن تطورات الأوضاع اليمنية، في زيارة هي الثالثة له لليمن في غضون شهرين تقريبا، حيث بحث الأزمة اليمنية مع وزير الخارجية اليمني، الدكتور أبو بكر القربي، كما التقى نائب الرئيس، ونقل عن بن عمر القول، إن «المجتمع اليمني يتوق إلى الحياة الحرة والكريمة بعيدا عن استخدامات ميليشيات القوى المعادية لأمن واستقرار اليمن بصورة نابعة من الاهتمام بالوطن وأمنه واستقراره وبعيدا عن المصالح الضيقة الصغيرة».

وقال المبعوث الأممي، إن وضع اليمن «مسألة تهم الأمم المتحدة والعالم كله نظرا للموقع الاستراتيجي المهم لليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية». وأشار إلى أن الأمم المتحدة «تهتم بشؤون اليمن وستقدم المعونات اللازمة للنازحين الذين نزحوا من محافظة أبين إلى عدن ولحج ومناطق أخرى، هروبا من المعارك الدائرة بين قوات الجيش والأمن ومجاميع تنظيم القاعدة الإرهابي».

هذا وأثارت التطورات الجارية في اليمن، مخاوف الكثير من الدول العربية والأجنبية التي بدأت بإجلاء رعاياها عن البلاد، خشية استمرار الانفلات الأمني والانزلاق نحو حرب أهلية. وقامت طائرة روسية، أمس، بإجلاء قرابة 200 من المواطنين الروس في اليمن إلى بلاده. وتوقعت مصادر محلية استمرار إجلاء الرعايا الروس، في حين كانت بريطانيا وغيرها من الدول الغربية قد أجلت الكثير من رعاياها.

إلى ذلك، قال نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إن الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى اليمن قريبا، وإنه تماثل للشفاء «بصورة طيبة» من الجروح والحروق التي أصيب فيها في التفجير الذي استهدف جامع النهدين داخل دار الرئاسة في حي السبعين بجنوب صنعاء في 3 يونيو (حزيران) الحالي.