اليمن: أنباء عن قرب عودة الرئيس إلى صنعاء ومظاهرات تطالب برحيل نجله

النهاري لـ«الشرق الأوسط»: الرئيس في فترة نقاهة وسنحتفل لعودته يوم الجمعة

يمنيات يشاركن في مظاهرة للمطالبة برحيل الرئيس صالح في تعز أمس (رويترز)
TT

على أثر تضارب الأنباء حول صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال القيادي في الحزب الحاكم، ووكيل أمانة العاصمة، ياسر اليماني، بأن الرئيس، سيعود يوم الجمعة القادمة إلى صنعاء، وقال بأنه قد يعود قبل يوم الجمعة خلال هذا الأسبوع. وأكد اليماني أن الأزمة اليمنية مستمرة حتى يعود صالح إلى اليمن، نافيا بذلك الأنباء التي كانت قد تناقلها عدد من وكالات الأنباء العالمية على لسان عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين بخصوص عدم عودة صالح إلى اليمن مجددا. وفي هذا الخصوص قال عبد الحفيظ النهاري رئيس الدائرة الإعلامية في المؤتمر الشعبي العام في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن»: «سنحتفل بعودة الرئيس يوم الجمعة القادم، قد يعود يوم الجمعة وقد يتأخر، لكننا سنحتفل الجمعة القادم بعودته، وعودته أمر يقرره الأطباء وعندما يقرر الأطباء عودته سيعود، وهو الآن في فترة نقاهة» وفيما يخص حوارات النائب مع المعارضة قال النهاري: «جميع حوارات النائب مع المعارضة والشباب تصب في إطار التهدئة الأمنية والإعلامية، وما عدا ذلك فمؤجل لحين عودة الرئيس».

وعلى الصعيد الأمني، أعلنت مصادر رسمية مقتل 5 جنود و17 مسلحا يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، وجرح 21 جنديا وعدد غير محدود من العناصر المسلحة في مدينة زنجبار بمحافظة أبين في جنوب البلاد، وقال مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الجنوبية إن ضباط وأفراد اللواءين العسكريين 201 و119 «واصلوا ضرب أوكار وجيوب العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في محافظة أبين وألحقوا بهم خسائر فادحة بعد مواجهات عنيفة في منطقة دوفس ومداخل منطقة الكود والمطلع على مشارف مدينة زنجبار».

وأضافت المصادر أن العشرات جرحوا في المواجهات، من الجانبين، وأن مجاميع من تلك الجماعات المسلحة «لاذت بالفرار إلى مناطق أخرى»، وأن «أبطال القوات المسلحة والأمن بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء المحافظة سيواصلون عملية تمشيط المواقع والمناطق التي تتمترس فيها تلك العناصر واجتثاثها وتخليص محافظة أبين والوطن عموما من شرورها وأعمالها الإجرامية».

وفي سياق الاحتجاجات المتواصلة في البلاد، أصيب ما لا يقل عن 10 طلاب واعتقل مثلهم، تقريبا، في مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والحرس الجامعي من جهة، ومئات الطلاب والطالبات في جامعة الحديدة، من جهة أخرى، وقال شهود عيان إن المواجهات اندلعت إثر اعتصام الطلاب والطالبات لمنع استمرار الدراسة في كلية اللغات بالجامعة، أسوة ببقية الكليات في جامعة الحديدة التي توقفت فيها الدراسة منذ أسابيع، بعد رفع شعار: «لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس». كما شهدت بعض المحافظات اليمنية مظاهرات استجابة لدعوات شباب الثورة للمطالبة برحيل نجل الرئيس، العميد الركن، أحمد علي عبد الله صالح عن السلطة، حيث يشغل النجل الأكبر للرئيس اليمني منصب قائد الحرس الجمهوري، قائد القوات الخاصة، فيما يشغل معظم أقربائه مواقع عسكرية وأمنية هامة وحساسة، ففي العاصمة صنعاء تظاهر عشرات الآلاف وهم يهتفون ويؤكدون على وحدة الثورة الشبابية وتكاتف كافة فصائلها، وعلى ضرورة تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد. على صعيد آخر، يواصل الاتحاد الأوروبي وسفراء غربيون مساعيهم لاحتواء الأوضاع المتدهورة في اليمن والتوصل لاتفاق نقل سلمي للسلطة في البلاد، وللمرة الثالثة، على التوالي، التقى عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس اليمني، والقائم بمهامه وأعماله، سفيرة الاتحاد الأوروبي وسفيري بريطانيا وفرنسا باليمن. وحسب مصادر رسمية يمنية فقد جرى في اللقاء «مناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية وتطوراتها ومجريات اتجاهاتها في مختلف الجوانب»، وأن هادي أطلع السفراء الأوروبيين على «المواضيع والقضايا وكل ما يعتمل على مختلف الصعد في الساحة اليمنية»، وأكد «التصميم الكامل على تثبيت وقف إطلاق النار وفتح وتأمين الطرقات وتوفير المشتقات النفطية والغاز والكهرباء وكل متطلبات واحتياجات المواطنين في ظل الأزمة الراهنة»، وعلى أهمية «تعاون ومساعدة الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا لليمن خاصة في الظروف الراهنة التي يمر بها». وتطرق الفريق هادي إلى أهمية «الموقع الجغرافي المهم لليمن ومواقفه تجاه محاربة الإرهاب»، وإلى «ما سجلته القوات المسلحة والأمن في مواجهة الهجمة الإرهابية في محافظة أبين ولحج»، وطبيعة «تلك الانتصارات التي هزمت مجاميع كبيرة من الإرهابيين»، وأشارت المصادر الرسمية إلى مناقشة هادي «طبيعة لقاءاته مع المعارضة بمختلف أطيافها ونخبة من الشباب المعتصمين وما جرى من نقاشات واتفاقات»، وتأكيده على أن «الجميع في اليمن في سفينة واحدة إما أن تصل إلى بر الأمان أو أن يغرق الجميع».