الإسرائيليون يعتبرون خطاب الأسد بداية الانهيار

مئير دجان رئيس الموساد السابق: سقوطه سيضعف نفوذ إيران وحزب الله

TT

تابعت القيادات السياسية والعسكرية ووسائل الإعلام في إسرائيل باهتمام بالغ خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير، ومع أن السياسيين قللوا من التعليقات حول الخطاب، إلا أن الانطباع العام كما جاء في الصحافة يشير إلى أنه «بداية انهيار»، كونه «لم يتجاوب مع الحد الأدنى من المطالب». وراح رئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) السابق، مئير دجان، ليتحدث عن فترة ما بعد الأسد فقال: «إنني أرى في غيابه إضعافا للنفوذ الإيراني في المنطقة».

وقال دجان: «إذا صعد السنّة إلى الحكم في سوريا، لا أتوقع أن يكونوا أحباء لإسرائيل أو أصدقاء للحركة الصهيونية. ولكن ليس عندي شك في أن النفوذ الذي يتمتع به الإيرانيون وحزب الله وحماس في سوريا سوف يضعف. وتأثير الدول العربية البراغماتية سيزداد قوة».

وكان وزير الدفاع، إيهود باراك، السياسي الوحيد الذي أفضى برأيه في الخطاب بشكل علني فقال من مقر إقامته في باريس، حيث يشارك في معرض الأسلحة الجوية، إن «الأسد لن يصمد في الحكم أكثر من 6 أشهر». وقال باراك إن استبدال الأسد سيؤدي إلى إضعاف قوة إيران وحزب الله وإنه يجب على إسرائيل أن لا تأسف على تغيير القيادة السورية.

وعلى المستوى الإعلامي، ذكر موقع «دبكا» أن «الخطاب لا ينطوي على أية تسوية بل يتضمن الوعود بمواصلة مكافحة (الإرهابيين)، وهو يطرح نفسه بشكل غير مقنع كطرف مظلوم».

وكتبت محررة الشؤون العربية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، مقالا عن خطاب الأسد استهلته بالتساؤل: «هل هو ضعيف ومذهول أم هو كاذب كبير لا ينوي تنفيذ أي من الوعود التي قطعها على نفسه في هذا الخطاب؟». وقالت إنه خطاب مليء بالبلبلة. وأضافت: لقد مرت أربعة شهور والرئيس السوري يغرق شعبه ببحر من اللجان، لجنة لتغيير الدستور وأخرى لبحث الحريات وأخرى للحوار الوطني، فهذه هي الوصفة الجديدة. ولكن أحدا لا يصدقه.

ثم توجهت إلى الرئيس الأسد قائلة: «أنت ضعيف ومنسلخ عن الواقع. بعد 11 سنة في الحكم لم نجد عندك صفات القائد صاحب الكاريزما والقادر على اتخاذ قرارات. أنت طبيب لم تعمل يوما في التطبيق ولكنك تثبت كل يوم أنك تخون القسم الطبي». واختتمت مقالها بتوجيه انتقاد لاذع لدول الغرب التي تدخلت عسكريا ضد القذافي ولكنها تكتفي بفرض عقوبات اقتصادية بسيطة على سوريا. ونشرت صحيفة «معاريف» مقالا للدبلوماسي المتقاعد، ايلي أبيدار، قال فيه إن الأسد حاول في خطابه التظاهر بالسيطرة على الأمور ولكن لغة الجسد لديه كشفت عن أنه في الحقيقة يبدو فارغا وخائفا ومبلبلا وفاقد السيطرة والثقة. وأولئك الذين وصفوه في دمشق بأنه خطاب تاريخي وتوقعوا أن يأتي بالهدوء، قد خابوا. فقد كان جوهر الخطاب أنه يعد بإصلاحات ولكن بطيئة وقليلة وبعيدة الأمد. وفي هذا عمليا يقصر الأسد عمره في الحكم.

ويلفت أبيدار النظر إلى أن خطاب الأسد، ولأول مرة منذ توليه السلطة بالوراثة عن أبيه قبل 11 عاما، لم يتطرق بكلمة واحدة إلى إسرائيل. وفسرت ذلك بأن محاولة استخدام إسرائيل علاقة لكل أمراض العالم العربي، لم تعد مجدية. فهذه الحجة لم تعد تنطلي على الشعوب العربية. وذكر محرر الشؤون العربية في «هآرتس»، آفي يسخلاروف، أن الأسد لم يأت بجديد. فبعد شهرين من الصمت الطويل، عاد لينطق كذبا بالتغيير الحقيقي. وقال إن أفضل رد على الأسد كان بخروج الناس السوريين من جديد إلى الشارع.