فزاعة «القاعدة».. شماعة الحكام العرب لتبرير ثورات شعوبهم

اتهمتها دمشق وصنعاء وطرابلس بقيادة الانتفاضات

TT

رغم مقتل زعيمه أسامة بن لادن في باكستان على يد القوات الأميركية أوائل شهر مايو (أيار) الماضي، فإن تنظيم القاعدة ما زال يواصل تصدر المشهد في الكثير من الدول العربية التي ثارت شعوبها على حكامها.

ولم يكن تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، الذي اتهم فيه «القاعدة» بالمسؤولية عن جانب من أعمال العنف قائلا «إن مقتل بعض أفراد الأمن يشير إلى أن تنظيم القاعدة ربما كان وراء جانب من العنف في سوريا»، هو الأول من نوعه فقد سبق للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن حمّل «القاعدة» المسؤولية عن الاحتجاجات المناهضة لنظامه، وهو نفس ما فعله العقيد الليبي معمر القذافي باتهامه للتنظيم الإرهابي الأشهر في العالم بالوقوف وراء ما تشهده بلاده من انتفاضة شعبية باتت تهدد مقره الحصين بالعاصمة الليبية طرابلس. ولعل كون كل الاحتجاجات والانتفاضات في سوريا واليمن وليبيا شعبية وباتت تهدد بقاء الأنظمة الحاكمة، يطرح سؤالا حول استخدام الحكام في تلك الدول لقناع «القاعدة» كفزاعة لتطويع شعوبهم وتخويف الغرب من مغبة التعاون مع الثوار في تلك الدول.

يقول الدكتور نبيل عبد الفتاح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية «لا يمكن تجاهل التحذير من وجود عناصر (القاعدة)، رغم أن الكثير من الأنظمة العربية استخدمت اسم (القاعدة) كفزاعة سواء للداخل أو للخارج». وأضاف عبد الفتاح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مؤشرات على وجود خلايا نائمة لتنظيم القاعدة في الكثير من الدول العربية، ورغم وجود تلك المؤشرات فإنه لا توجد معلومات مؤكدة حول عدد تلك العناصر وانتماءاتها ومطالبها السياسية، ولا يمكن التكهن بالدور الذي قد تلعبه». وأوضح أن هناك عددا من السيناريوهات المطروحة، منها أن تنشط عناصر «القاعدة» في اليمن وأكثر من بلد عربي في محاولة لأن يكونوا جزءا من شرعية ثورات «الربيع العربي»، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية وعددا من الحركات الإسلامية بدأت تأخذ مواقع جديدة على الساحة السياسية في مصر وتونس ليبيا واليمن بعد الثورات في تلك الدول.

واعتبر عبد الفتاح أن غموض دور عناصر «القاعدة» أدى إلى تردد دول الغرب وأميركا في التدخل بشكل حاسم في المعارك الدائرة في ليبيا واليمن لإسقاط العقيد القذافي والرئيس صالح. وأعرب عبد الفتاح عن اعتقاده أن تولي أيمن الظواهري يعتبر نقطة تحول في تاريخ تنظيم القاعدة، باعتباره جزءا من القيادة التاريخية للتنظيم ومنظره الرئيسي، وقال «الربيع العربي وخاصة في مصر وتونس سيحدد إلى أي مدى سيكون لـ(القاعدة) مستقبل في العالم العربي في المرحلة القادمة».

من جانبه، قال منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية بمصر «يبدو أن فزاعة (القاعدة) والإسلاميين تطل برأسها من جديد»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، «كان الحكام العرب يستخدمون (القاعدة) كفزاعة لتخويف الغرب بها، ولكن بعد نجاح الثورة المصرية، قال الغربيون نحن مندهشون من أن (الرئيس المصري السابق حسني) مبارك كان يخوفنا بالإسلاميين». وأضاف «يبدو أن بعض الحكام العرب كانوا يستخدمون فزاعة (القاعدة) والإسلاميين للحصول على دعم لوجيستي ومادي ومعنوي من الدول الغربية، فخشوا أن تزول الاستفادة التي تأتيهم من الغرب».

واعتبر أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم نفس الفزاعة حاليا للقضاء على الثورة الشعبية التي اندلعت في سوريا.

وقال «هذا لا ينفي مثلا وجود عناصر لـ(القاعدة) في اليمن، ولكن هذه العناصر موجودة منذ 30 عاما، وكانت موجودة منذ بداية حكم الرئيس صالح وهي ليست جديدة ولا خطر منها وهي تحت السيطرة».