الكونغرس الأميركي يوافق بالإجماع على تعيين بانيتا وزيرا للدفاع

سيعمل على تنفيذ استراتيجية الرئيس أوباما بتخفيض ميزانية البنتاغون 400 مليار دولار

TT

وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع مساء أول من أمس على تولي ليون بانيتا (مدير وكالة الاستخبارات المركزية) منصب وزير الدفاع خلفا لروبرت غيتس الذي شغل هذا المنصب لمدة أربع سنوات ونصف السنة، فيما يحل الجنرال ديفيد بترايوس (قائد القوات الأميركية في أفغانستان) محل بانيتا في تولي منصب مدير الاستخبارات المركزية.

وقد شهد مجلس الشيوخ إجماعا لكل أصوات أعضاء المجلس (100 صوت) من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتأييد ترشيح بانيتا، وأشاد عدة أعضاء بالكونغرس بأداء بانيتا وثقتهم في قدراته ومهاراته لتولي قيادة البنتاغون.

وقال السيناتور جاك ريد «عندما ينظر التاريخ إلى الوراء فإن واحدا من أهم الأدوار التي مهدت الطريق لنجاح مهمة البحرية الأميركية في مقتل بن لادن هي القيادة الثابتة من ليون بانيتا على رأس وكالة الاستخبارات وهو لهذا يستحق الثناء». وأشاد به السيناتور الجمهوري جون ماكين، ووصفه السيناتور الديمقراطي كارل ليفين بأنه «حكيم وصلب».

في الوقت نفسه كانت لجنة استماع بمجلس الشيوخ تصوت على ترشيح رايان كروكر (السفير الأميركي السابق لدى العراق) ليتولى منصب سفير الولايات المتحدة لدى أفغانستان خلفا للسفير كارل ايكنبري.

ويبدأ بانيتا في ممارسة أعماله في أعلى منصب مدني في البنتاغون مع مطلع الشهر المقبل. وتقع على عاتق وزير الدفاع الجديد عدة مهام رئيسية؛ أولها خفض وترشيد إنفاق ميزانية الدفاع التي تبلغ ميزانيتها 725 مليار دولار في السنة، وهي أكثر جهة حكومية أميركية تعاني من البيروقراطية.

وسيعمل بانيتا على تنفيذ استراتيجية الرئيس باراك أوباما التي تستهدف تخفيض 400 مليار دولار من ميزانية البنتاغون على مدى 12 عاما. ويقع أيضا على عاتق الوزير الجديد أيضا تنظيم عمليات عودة الجنود الأميركيين من أفغانستان والعراق، والإشراف على القرارات السياسية والاستراتيجية المتعلقة بتقليص العمليات العسكرية في أفغانستان.

وقد صعد نجم بانيتا (72 عاما) بقوة كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية في أعقاب عملية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شهر مايو (أيار) الماضي، ونجح بانيتا في استعادة كرامة وكالة الاستخبارات ومكانتها مرة أخرى، بعد أن ظلت الاتهامات تلاحقها بالفشل في التوصل لزعيم تنظيم القاعدة على مدى عقد كامل، وإخفاقها في التوصل إلى حقيقة امتلاك الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لأسلحة دمار شامل، إضافة إلى الاتهامات التي لاحقت الوكالة بقيامها بأساليب تعذيب في استجواب المعتقلين في سجن غوانتانامو.

وقد اكتسب بانيتا سمعه طيبة على مدى أربعة عقود خلال مشوار عمله السياسي باعتباره الرجل الحكيم الذي يمكن الاعتماد عليه لإصلاح الإخفاقات البيروقراطية، والرجل الذي يستطيع ضبط إيقاع العمل بمهارة، إلى جانب كونه سياسيا حكيما يستطيع أن يكسب ود المحيطين به.

بدا ليون حياته السياسية منذ عام 1966 كمساعد للسيناتور الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا توماس كوشال، وبعد ثلاث سنوات انتقل للعمل بواشنطن مساعدا لوزير الصحة والتعليم روبرت فينش في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون. في عام 1976 نجح في انتخابات مجلس النواب لتمثيل المقاطعة رقم 16 (سنترال كوست) في كاليفورنيا، وأعيد انتخابه تسع مرات حتى عام 1993. خلال عمله بالكونغرس، ركز بانيتا على القضايا المتعلقة بالميزانية والحقوق المدنية والتعليم والصحة. وفي عام 1993 تولى منصب مدير مكتب الولايات المتحدة للإدارة والميزانية في عهد الرئيس بيل كلينتون. وبعد أقل من عام عينه كلينتون رئيس طاقم العاملين، وظل بهذا المنصب حتى يناير (كانون الثاني) 1997. ثم مارس مهنة المحاماة إلى أن اختاره الرئيس باراك أوباما لتولي منصب مدير الاستخبارات المركزية ثم رشحه لتولي منصب وزير الدفاع.