فرار 61 سجينا من «القاعدة» من سجن بحضرموت

فيلتمان يبحث الوضع اليمني مع نائب الرئيس والزنداني ينفي إباحته دم صالح

TT

تواصلت التطورات على الساحة اليمنية على أكثر من صعيد، حيث أجرى مسؤول أميركي بارز أمس، مباحثات في صنعاء بشأن إيجاد مخارج للأزمة اليمنية بصورة سلمية، هذا في وقت تمكن فيه العشرات من السجناء من الفرار من أحد السجون في جنوب البلاد في عملية فرار جماعية خلفت قتيلين على الأقل وعددا من الجرحى.

وقالت مصادر في صنعاء إن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، أجرى أمس، مباحثات مع الفريق عبد ربه منصور هادي، نائب الرئيس اليمني والقائم بأعمال الرئيس، وبحسب مصادر مطلعة فقد تناول اللقاء تطورات الأوضاع الراهنة في الساحة اليمنية في ظل استمرار الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح عن الحكم والمساعي الأميركية والأوروبية لنقل السلطة سلميا في اليمن.

وذكرت مصادر رسمية أن هادي تحدث للمسؤول الأميركي عن طبيعة «الإجراءات والقرارات والتوجيهات التي تمت على الفور»، عقب حادث التفجير الذي استهدف الرئيس صالح وكبار المسؤولين في جامع قصر الرئاسة في الـ3 من يونيو (حزيران) الحالي، وأنه أكد أن «الأولوية في تلك القرارات كانت للوقف الفوري لإطلاق النار وفتح الشوارع والطرقات وإخراج المسلحين من العاصمة وتخفيف الاحتقان والغضب وإنهاء توجهات الانتقام». كما تناول هادي في مباحثاته مع المسؤول الأميركي، «طبيعة الاتصالات والمشاورات على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية»، في إشارة إلى المشاورات الموسعة التي تجري منذ خروج الرئيس صالح للعلاج بشأن نقل السلطة، دون أن ترد جمل أو إشارات واضحة بهذا الصدد.

ونقلت المصادر الرسمية عن فيلتمان قوله: «نحن دائما وأبدا ندين العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره»، وإن «الإدارة الأميركية تقدر بصورة عالية ما تحمله عبد ربه منصور هادي من مسؤوليات وفي مقدمتها وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإخراج المسلحين من المدن، وكذا لقاءاته بالمعارضة بمختلف أطيافها وكذلك الشباب»، ودعوته «جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار البناء وتجنيب وطنهم الويلات والانزلاقات التي لا تحمد عقباها».

وتزامنت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى صنعاء، مع أنباء عن قيام الولايات المتحدة، ممثلة بسفارتها في صنعاء، بمساع جديدة للتوفيق بين الأطراف اليمنية في السلطة والمعارضة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل تجنيب البلاد مخاطر الانزلاق نحو العنف والاحتراب الأهلي.

وكان لقاء هو الأول من نوعه، جرى مساء أول من أمس، وجمع بين نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي والقائد العسكري البارز المؤيد للثورة الشبابية اللواء علي محسن الأحمر وأيضا الشيخ صادق الأحمر وشقيقه حميد الأحمر، وذلك لمناقشة الوضع الراهن في اليمن في ضوء تطوراته الجديدة.

وأكدت مصادر مطلعة أن كافة اللقاءات التي تجري في الساحة اليمنية سواء من قبل المسؤولين والسفارات الغربية والعربية في صنعاء أو على مستوى القيادات السياسية في السلطة والمعارضة، تنصب على مناقشة مسألة نقل السلطة سلميا وتفعيل المبادرة الخليجية التي وقع عليها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفاؤه وأحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» وشركاؤها، ورفض الرئيس صالح توقيعها مرات عدة قبل أن يصاب في حادث التفجير الذي استهدف مسجد قصره الرئاسي بصنعاء.

غير أن مصدرا رسميا مسؤولا نفى أن تكون اللقاءات التي يجريها هادي بقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وغيرها من الشخصيات والجهات، تتعلق بالقضايا السياسية، في إشارة واضحة إلى مسألة انتقال السلطة. وقال إن القضايا السياسية يمكن مناقشتها عند عودة الرئيس صالح إلى البلاد. وأضاف أن هذه اللقاءات تأتي لتنفيذ النقاط الأربع التي تم الاتفاق عليها مع أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة، «خاصة بعد أن تم تثبيت وقف إطلاق النار، بحيث يتم الانتقال إلى بقية النقاط المتمثلة بإنهاء المظاهر المسلحة وإخراج المسلحين من العاصمة والمدن الرئيسية وإنهاء أعمال التقطع في الطرقات، وإصلاح أنبوب النفط».

على صعيد آخر، جرت أمس، في اليمن عملية «هروب جماعية» لسجناء يعتقد بأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وحسب المعلومات، فقد تمكن 61 سجينا من الفرار من السجن المركزي في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، وقالت المصادر إن العملية تمت بعد هجوم واسع النطاق شنه مجهولون على السجن عند الساعة الثامنة من صباح أمس.

وأسفرت عملية الهروب عن مقتل أحد السجناء وأحد أفراد الأمن المكلفين بحراسة السجن وإصابة جنديين آخرين، في حين أعقب ذلك انتشار أمني وكثيف في شوارع مدينة المكلا بحثا عن السجناء الفارين، لكن السلطات الحكومية لم تنفِ أو تؤكد الحادث ولم تعلق عليه حتى اللحظة.

وبحسب مصادر متعددة، فإن بين السجناء الفارين العشرات من المحكومين بالإعدام أو الذين ينتظرون أحكاما قاسية بتهم الإرهاب وضمنهم أفراد «خلية تريم»» التي كان يقودها حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه في عام 2008 على يد قوات الأمن.

وتضاربت المعلومات بشأن الكيفية التي تمكن السجناء من الفرار بها من السجن، حيث تحدثت رواية عن قيامهم بعملية حفر في أرضية السجن وأخرى قالت إن مسلحين هاجموا السجن بالأسلحة المختلفة وتمكنوا من تحرير زملائهم، وقالت مصادر معارضة إن شخصية عسكرية بارزة في حضرموت مقربة من رأس النظام، دبرت عملية فرار السجناء وأن الهدف من ذلك الزج بالبلاد إلى العنف.

وتعد عملية الفرار الجماعية لعناصر مشتبهة بالانتماء لتنظيم القاعدة، هي الأولى من نوعها في حضرموت والثالثة في اليمن في غضون السنوات القليلة الماضية، حيث تمكن 23 من أخطر العناصر الإرهابية المتهمة بالانتماء لتنظيم القاعدة في فبراير (شباط) 2006، من الفرار من زنازين سجن المركز الرئيسي لجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) بعد أن حفروا نفقا أسفل مبنى المخابرات إلى الشارع، كما تكرر نفس السيناريو في سجن المنصورة بمحافظة عدن من قبل سجناء موقوفين على ذمة ذات التهم.

في موضوع آخر، نفى الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان وأحد المؤيدين لثورة الشباب، إصداره أي فتوى تبيح دم الرئيس علي عبد الله صالح، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للشيخ الزنداني، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنه ينفي «جملة وتفصيلا هذه الأكاذيب الباطلة»، وإنه يذكر «الجميع بأن موقف فضيلة الشيخ ثابت ومعلن فهو دائما ما يُشدد على حرمة دماء جميع المسلمين وأموالهم وأعراضهم». كما نفى الزنداني ومكتبه وجود «ميليشيا» لجامعة الإيمان.