الجامعة العربية تكشف عن خطة سياسية لفرض حل سلمي للحرب في ليبيا

قيادي بالمجلس الانتقالي: الثوار يسيطرون على أسلحة ثقيلة دخلت إلى البلاد عن طريق الحدود الجزائرية

أحمد باني، المتحدث باسم الثوار، خلال مؤتمر صحافي في بنغازي أمس (رويترز)
TT

في محاولة لإيقاف سيل الدماء الذي تشهده الأراضي الليبية من خلال معارك الثوار المعارضين وكتائب العقيد معمر القذافي، كشف السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، عن وجود خطة سياسية لفرض الحل السلمي في ليبيا، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها المدن الليبية منذ اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) الماضي. وسيتم وضع آليات الخطة بالتنسيق فيما بين الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى ضم مصر والجزائر للخطة.

يأتي هذا في وقت قال فيه القيادي بالمجلس الانتقالي الليبي، خير الله محمود، إن الثوار المعارضين لنظام القذافي في مدينة طرابلس معقل القذافي، كونوا كتيبة أطلقوا عليها اسم «كتيبة عمر المختار» في مدينة سوق الجمعة ومدينة أبو سليم وأحدثوا انتفاضة داخلية، حيث أعلنوا التمرد على القذافي وعلى مرتزقته، وأصبحت المدن داخل طرابلس تشهد حركات تمرد.

وخلال ندوة نظمتها منظمة أهلية في مصر بعنوان «كيفية استعادة الدور المصري ورفض التدخل الدولي والعسكري في الشأن العربي ورفض التقسيم» دافع بن حلي عن موقف الجامعة التي اتهمها البعض بأنها السبب في جلب قوات الناتو إلى ليبيا لقصف المدنيين وليس لحمايتهم، كما انتقد عمليات الناتو التي اعتبرها خارجة عن الإطار الذي وافقت عليه الدول العربية، وحذر من إطالة العمليات العسكرية في ليبيا، معتبرا أنها بداية للتقسيم.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الملف الليبي سيكون من أولويات الأمين العام الجديد للجامعة العربية، الذي يتسلم عمله بالجامعة يوم 3 يوليو (تموز)، خاصة أنه وافق من قبل على مقترحات السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، التي تعد في طور البحث والدراسة للقيام بوساطة موضوعية للحافظ على كل الشعب الليبي – لكن تبقى المحاذير مطروحة في ظل تمسك طرفي الأزمة في ليبيا بالقتال، وحرص المجلس الانتقالي على الحصول على اعتراف من مصر به قبل الشروع في أي وساطة مصرية.

من جانبه، صرح خير الله محمود لـ«الشرق الأوسط» أن الثوار يتقدمون غرب أجدابيا والبريقة على الرغم من انتشار كتائب القذافي، مما أسفر عن استشهاد 7 من الثوار وإصابة العشرات، كما استطاع الثوار أمس السيطرة على أسلحة ثقيلة من دبابات ومدرعات دخلت إلى ليبيا عن طريق الحدود الليبية - الجزائرية. وتعجب محمود من دعم النظام في الجزائر لنظام القذافي على الرغم من اعتراف بعض الدول بالمجلس الانتقالي خلال الأيام الماضية.

وتابع محمود خلال اتصال هاتفي طغى عليه التشويش، قائلا «القذافي يقوم بالتشويش على كل الاتصالات حتى يشل حركة الثوار، وأمس اكتشف الثوار مقبرة جماعية بالقرب من طبرق لـ13 رجلا ردم عليهم التراب وهم أحياء».

وردا على التسجيل الذي بثته الإذاعة الليبية للقذافي الليلة قبل الماضية، والذي أدان فيه القذافي قصف قوات التحالف مباني مدنية، قال محمود ضربت قوات التحالف خلال اليومين الماضيين مقر عمليات اللواء الخويلدي الحميدي، عضو مجلس قيادة الثورة والذراع الأيمن للقذافي في منطقة صرمان التي تقع على مسافة 70 كيلومترا غرب طرابلس، وليس المنزل الخاص بالخويلدي، الذي يقترب من مركز العمليات مما أدى لإصابته، مشيرا إلى أن القذافي يكرر نفس السيناريو الذي يفهمه الجميع، فهو يريد أن يوجه الرأي العام ويضحك على من حوله. وأضاف قائلا «إن المعلومات المؤكدة التي وصلت إلينا من قلب الحدث تقول إن قوات التحالف لم تقصف مباني مدنية».