مئات السوريين يفرون إلى لبنان وينقلون معهم مواشي وجرارات زراعية

أقاموا لدى أقاربهم في البلدات الحدودية

TT

شهدت البلدات السورية المقابلة لمنطقة جبل أكروم اللبنانية، حركة نزوح لمئات السوريين، هي الأولى من نوعها منذ انطلاق شرارة الثورة الشعبية في سوريا في 15 مارس (آذار) الماضي. وكشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات العائلات السورية تركت منازلها وفرّت من بلدات هيت والبويت والسماقيات باتجاه بلدات أكروم والكنيسة وحنيدر ووادي خالد، بعد أن اجتازوا المعابر البرية غير الشرعية، وأقاموا عند أقاربهم اللبنانيين في البلدات المذكورة. وأشارت إلى أن الكثير من «النازحين نقلوا معهم المواشي والجرارات الزراعية والآليات الأخرى من سيارات وكميونات وغيرها».

وأعلن ناشطون في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة النزوح الجديدة، جاءت على أثر اندلاع مظاهرات واسعة ولأول مرّة في مدينة القصير (محافظة حمص) التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وبعد تصدي عناصر الأمن السوري للمحتجين وإصابة العشرات منهم، وإدخال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة لوقف الاحتجاجات». وأكدوا أن «النازحين وهم جميعا من النساء والأطفال عبروا عن مخاوفهم من تكرار سيناريو مدينة تلكلخ في بلداتهم التي سقط فيها عشرات الضحايا، في حين لازم الرجال والشباب بيوتهم».

وكشف الناشطون أن «خلافا وقع بين شبان من بلدة هيت من جهة وعناصر من المخابرات السورية، على خلفية نقل سبعة أصيبوا برصاص الأمن في مدينة القصير، ونقلهم بواسطة سيارة إسعاف باتجاه الحدود اللبنانية لمعالجتهم في مستشفيات عكار، وكان بانتظار الجرحى شبان أقاربهم من بلدة هيت كانوا يستقلون دراجات نارية. وفي الطريق اعترض سيارة الإسعاف عناصر من المخابرات السورية في بلدة حاويك الحدودية وكان يساعدهم بعض سكان هذه البلدة الموالين للنظام السوري محاولين إنزال المصابين، غير أن أبناء بلدة هيت تعاركوا مع العناصر الأمنية وتمكنوا من انتزاع الجرحى وإيصالهم إلى الأراضي اللبنانية، ونقلهم بواسطة الهيئات الطبية إلى مستشفى رحال في مدينة حلبا اللبنانية وكان اثنان منهم في حالة حرجة».

وقد استدعى هذا التوتر حالة من الاستنفار الأمني، وتحدث شهود عيان عن حالة غليان في المنطقة المذكورة بعد ورود معلومات لأبناء البلدات السورية الحدودية، عن تعزيزات عسكرية يحضر لها الجيش السوري تمهيدا لاقتحام المنطقة، بعد التصدي لعناصر المخابرات بشكل علني وبتحد غير مسبوق، وهو أمر ينذر بتكرار المشهد الساخن الذي عاشته الحدود اللبنانية السورية عند منطقتي تلكلخ ووادي خالد على مدى أكثر من شهر.