سوريا تسمح بدخول صحافيين أجانب للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات.. وتبقيهم «تحت المراقبة»

«سكاي نيوز»: النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة «البروباغندا»

TT

سمحت السلطات السورية بدخول بعض الصحافيين الأجانب إلى دمشق، للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات في سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، بعد أن كانت جردت الصحافيين الموجودين هناك من اعتماداتهم عند بدء الاحتجاجات.

وتمكنت قناتا «سكاي نيوز» البريطانية و«سي إن إن» الأميركية من الحصول على اعتمادات لصحافييهما، وأرسل تلفزيون «سكاي» مذيعه المعروف، جيريمي تومبسون، بينما أرسلت «سي إن إن» هلا غوراني، وهي أميركية من أصول سورية وتتحدث اللغة العربية، كما أرسلت «صنداي تايمز» البريطانية مراسلا إلى دمشق، ولكنها رفضت الإفصاح عن هويته.

إلا أن قناة «سكاي» ذكرت على موقعها الإلكتروني، أمس، أن السلطات السورية تراقب عن كثب تحركات فريق عملها. واعتبرت القناة أن الدعوة التي وجهت لها لدخول العاصمة دمشق «تبدو بشكل مؤكد علامة على أن النظام أدرك أخيرا أنه يخسر معركة (البروباغندا) لفرق المحتجين في أنحاء البلاد». وأضافت أن «المعارضة تستعمل (يوتيوب) و(تويتر) لكي تنبه العالم الخارجي إلى الأزمة في الداخل، الآن تريد الحكومة أن يصل صوتها إلى الخارج». إلا أن مراسل القناة الموجود في دمشق قال إنه منذ وصوله إلى سوريا، لم يتمكن من فتح موقعي «فيس بوك» و«تويتر». يُذكر أن عددا من السوريين من سكان دمشق أكدوا أن خطوط الإنترنت مقطوعة منذ ليل الأربعاء حتى اليوم.

وروى تومبسون، مراسل «سكاي»، أنه عندما طلب من مرافقيهم الحكوميين الذهاب إلى المناطق الحامية المحيطة بدمشق، رفض الموظفون الحكوميون بأدب، «وقالوا إنه حرصا على سلامتنا لن يأخذونا إلى هناك»، وأضاف: «عوضا عن ذلك، قابلنا حشدا سلميا، ولكنه وطني وصاخب من المصلين وهم يغادرون مسجد الاميد في المدينة القديمة، أحاطوا بنا، وحرصوا على إخبارنا بمدى حبهم للرئيس، ولماذا يعتقدون أن جزءا من الاحتجاجات عوامل تأثيرات خارج حدود سوريا».

وتابع أن معظم مؤيدي النظام، «حقروا الإعلام الخارجي، وادعوا أنه ينشر أكاذيب»، وأمل المراسل أن يتم السماح لفريق العمل بأن «يرى أكثر في الأيام المقبلة، ويتحدث إلى أشخاص أكثر ويحقق بشكل جدي في الأسباب الرئيسية للأزمة».

وأضاف تومبسون في شريط مصور أرسله من دمشق: «الواقع أننا موجودون هنا، أول صحافيين أجانب يسمح لهم بالحصول على تأشيرات سفر منذ 3 إلى 4 أشهر، مما يوحي بأن الحكومة قلقة من أن رسالتها لا تصل، وأن بقية العالم يسيء فهم ما يفعلون.. وأن ماكينة (البروباغندا) التابعة للمعارضة تربح القلوب والعقول في الوقت الحالي».

ويأمل تومبسون أن يقابل مسؤولين سوريين في الأيام المقبلة. وقد تمكن من الحصول على تأشيرة سفر لمدة 15 يوما، بعد إجرائه مقابلة مع مستشارة الأسد، بثينة شعبان، يوم الاثنين الماضي. وقالت صحيفة «غارديان» إن المديرين التنفيذيين لـ«سكاي نيوز» أمضوا الأيام التي تلت المقابلة يطلبون إذنا بالدخول إلى سوريا، من شعبان وريم حداد الناطقة (السابقة) باسم وزارة الإعلام، والسفارة السورية في لندن.

وقالت سارة وايتهاد، رئيسة قسم الأخبار الدولية، إن سبب النجاح في الحصول على التأشيرات كان «التصميم». وعلى الرغم من أن الحكومة السورية لم تضع شروطا رسمية لتغطية «سكاي»، إلا أن «غارديان»، التي لديها مراسلة تكتب من هناك باسم مستعار، ذكرت أن على تومبسون أن يتوخى الحذر في تغطيته.

أما غوراني، فقد أرسلت شريطا مصورا من وسط دمشق، يوم أول من أمس (الجمعة)، وبدت الأسواق خلفها مغلقة بسبب يوم العطلة، ثم توجهت إلى مسجد الاميد؛ حيث تجمع حولها مؤيدون لبشار الأسد يطلقون هتافات مؤيدة للنظام.

واعتبرت صحيفة الـ«غارديان» أن السماح لعدد من الصحافيين الأجانب بالعودة إلى دمشق، «تحت مراقبة وثيقة من الموظفين الحكوميين، يوحي بأن نظام بشار الأسد قلق بدرجة كافية حول قبضته على الحكم، لكي يقرر المشاركة بحرب (بروباغندا) خارجية».

وكان الصحافيون الأجانب قد طردوا من سوريا، منتصف مارس (آذار) الماضي، وركزوا تغطيتهم الصحافية من الحدود السورية - التركية. كما لدى البعض منهم مراسلون يكتبون بأسماء مستعارة من داخل سوريا، من دون تصاريح صحافية.