عبيدة فارس: إصلاحات الأسد المقترحة حبوب أسبرين لجسد يتطلب عملية جراحية

الناشط الحقوقي: الثقة فقدت بين النظام والشارع في سوريا

الحقوقي السوري عبيدة فارس
TT

في حديث لـ«الشرق الأوسط» تكلم عبيدة فارس مدير المعهد العربي للتنمية والمواطنة، وهو كذلك المنسق المساعد لشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، عن عدم شرعية النظام السوري وعن القمع الذي يمارسه مع شعبه، وعن دوره كحقوقي يشرف على عمليات توثيق كبيرة تتم في سوريا من أجل جمع وتوثيق كل التجاوزات التي يقوم بها النظام السوري، وبين أن تدوين هذه المعلومات مهم جدا خاصة عندما تصل الأمور لإقامة المحاكمات سواء دولية أو في سوريا، كما تحدث فارس عن كيفية عمل المؤسسات الحقوقية في رصد «جرائم» وانتهاكات النظام. وأكد على أن الشعب السوري لن يدخل من الشوارع إلا بعد تغيير النظام لأن الأمر أصبح مسألة أمنية أكثر منها مسألة تحقيق حقوق أو مطالب. ولا يثق السوريون الآن في النظام الذي سيعاقبهم وبشدة على خروجهم للاحتجاجات. وأن الخوف الذي أفرزه القمع في الماضي تحول إلى قوة خاصة مع أمل السوريين بقدرتهم على الوصول للضوء الذي يرونه في نهاية النفق. ويعتبر المعهد العربي للتنمية والمواطنة من أهم المؤسسات التي برزت في مجال حقوق الإنسان وأكثرها متابعة للشأن السوري وقد تأسس بمبادرة من عدد من النشطاء في العالم العربي، من أجل نشر ثقافة المواطنة في المنطقة العربية.

وعند سؤاله عن الوضع في سوريا بين فارس أن سوريا تشهد حراكا غير مسبوق بعد حكم دام أربعة عقود من طرف عائلة واحدة. معتبرا أن حراكا شعبيا واسعا يعمل الآن للحصول على الحرية والكرامة ، وأن السلطة السورية قد فشلت في قمع هذا الجيل وفي زرع ثقافة الخنوع لديه.

وعن الإصلاحات المقترحة من طرف الأسد قال فارس إن الإصلاحات إلى اليوم لم ترق إلى مستوى ما يحدث في البلاد وإن الرئيس تحدث عن كيفية تقديم المناعة وما اقترحه من إصلاحات هو عبارة عن حبوب أسبرين لجسد يتطلب عملية جراحية بعد أن أصبح ورمه كبيرا لدرجة لا يمكن تجاوزها.

وبعد 1500 شهيد لا يريد الأسد تقديم أي شخص للعدالة وثقافة الهروب من العدالة، وترسيخ الأمر الواقع هو ما يفعله النظام السوري. وربما يستطيع بعض رجالات المعارضة تقبل الإصلاحات والدعوة للحوار لكن الصعب هو إقناع رجل الشارع بقبول الإصلاحات وبأن النظام لن يتراجع ولن يستمر بأعمال التقتيل. كما بين فارس أن الثقة فقدت بين النظام والشارع في سوريا. حيث وعد الأسد من قبل بوقف إطلاق النار لكن الناس فوجئوا بالعكس، وكذلك عندما تم رفع حالة الطوارئ تفاجأنا بأن عدد الذين قتلوا تزايد بثلاثة أضعاف، لم يعد الشعب يؤمن بمصداقية النظام.

وفي حديثه عن المعارضة السورية قال فارس إن حراك الشعب يتجاوز الحراك السياسي، والمعارضة هي عبارة عن شخصيات فقط تعمل في داخل سوريا، وليس هناك حراك حقيقي للمعارضة السياسية في الخارج فلا دور لها في تحريك الشارع. وبين عبيدة فارس أنه كان بالإمكان لو أن السلطة تعاملت بحكمة مع أطفال درعا بطريقة مختلفة، ولو قدمت إصلاحات تتجاوب مع الشارع قبل ثلاثة أشهر لتفادينا ما يحدث في سوريا الآن. لكن الاستمرار في الانتهاكات وتأكيد النظام على أنه لا يكترث بالحراك الشعبي بل على العكس يصور قمعه للناس وحتى رقص عناصره فوق الجثث في أشرطة فيديو ويوزعها من دون احترام لمشاعر الناس كل هذا يجعل الموقف أكثر تعقيدا. ورجل الشارع السوري وصل إلى مرحلة من لا يكترث بالتفكير في البدائل بل هو مقتنع بأن أي خيار سيكون أفضل لأنه لا يوجد أسوأ من نظام الأسد الحاكم حاليا.

وبالنسبة لمسألة غياب البديل التي تطرح في كل المنابر عند التحدث عن سوريا بين فارس أن مسألة غياب البديل مسألة غير واردة في سوريا وقد نواجه نقاشات وخلافات ولكن هذا دليل على أن الوضع صحي وكما ينبغي أن يكون.