الحرس الجمهوري اليمني يواصل القصف.. ومظاهرات تطالب بمجلس انتقالي

قبائل في اليمن تتعهد بملاحقة المسؤولين عن قصف المناطق المدنية

TT

تواصلت، أمس، في اليمن التطورات الأمنية على أكثر من صعيد، حيث استمرت المظاهرات المطالبة برحيل «بقايا» نظام صالح عن الحكم. وواصلت قوات الحرس الجمهوري المؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح قصف منطقة أرحب في الضاحية الشمالية للعاصمة صنعاء، وقالت مصادر محلية في المنطقة لـ«الشرق الأوسط» إن 7 أشخاص، على الأقل، قتلوا وجرحوا في القصف، وإن بين القتلى امرأة، إضافة إلى تضرر الكثير من المنازل، وقد أثارت معاودة قصف أرحب حفيظة قبائل المنطقة التي تؤيد الثورة الشبابية التي نددت بقصفها بدبابات وطيران الحرس الجمهوري وتعهدت بملاحقة الـ«جنرالات» المسؤولين عن قصف المناطق المدنية.

ونزح سكان منطقة بني جرموز في مديرية بني الحارث بعد قصف الحرس الجمهوري لمنطقتهم، وفي تعز استمر الحرس الجمهوري، أيضا، في قصف بعض الأحياء والمناطق المجاورة لـ«ساحة الحرية» لليوم الـ23 على التوالي، وقالت مصادر محلية إن جرحى سقطوا جراء ذلك.

وفي سياق آخر، أوقفت السلطات اليمنية، أمس، عددا من المسؤولين الأمنيين وذلك على خلفية فرار عناصر من تنظيم القاعدة من السجن المركزي في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، هذا في وقت قالت فيه مصادر محلية إن 13 عنصرا من السجناء الفارين وصلوا إلى محافظة أبين التي تشهد مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للرئيس صالح ومسلحين تتهمهم السلطات بالانتماء لتنظيم القاعدة.

وما زالت الأوضاع تراوح مكانها في زنجبار عاصمة محافظة أبين، حيث يواصل المسلحون المتهمون بالانتماء لتنظيم القاعدة السيطرة على المدينة، فيما تقوم قوات الحرس الجمهوري بقصف متقطع على بعض معاقلهم، على الصعيد نفسه، رجحت السلطات اليمنية وقوف «القاعدة» وراء التفجير الانتحاري الذي شهدته مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد، بعد ظهر أول من أمس، وقال مصدر حكومي يمني إن التفجير نفذ بواسطة انتحاري كان يقود سيارة نوع «تويوتا - هايلكس» وإن التحقيقات جارية لمعرفة الجهة التي تقف وراءه.

وأشار المصدر إلى أن قوة التفجير تشير إلى أن السيارة كانت محملة بكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، وأسفر الهجوم عن مقتل 3 جنود وجرح 10 آخرين، عندما هاجم الانتحاري دورية أمنية في دوار «كالتكس» بمدخل حي المنصورة عند بداية طريق «اللسان البحري».

وتواصلت المسيرات والمظاهرات في المدن اليمنية، فقد خرج آلاف النسوة في مدينة ذمار للمطالبة بتشكل مجلس انتقالي، في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية المواطنين اليمنيين إلى الخروج في مظاهرات حاشدة اليوم، وذلك للتعبير عن رفض «استمرار بقايا النظام العائلي في اختطاف السلطة»، على حد تعبيرها، وكذا للتنديد بالمواقف الإقليمية والدولية «المتواطئة» مع هذه العائلة، حسب تعبيرها.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أسماء وصور 43 شخصا، قالت إنهم متهمون بتفجير أنابيب النفط واستهداف أبراج الكهرباء في محافظة مأرب بشرق البلاد، وبأنهم أبرز المتسببين في أزمة البنزين وكافة المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي، وقالت الوزارة إن العناصر التي ذكرتها بالاسم، تنتمي للمعارضة في تكتل «اللقاء المشترك».

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر أمني قوله إن الوزارة قامت بـ«إدراج أسماء تلك العناصر في القائمة السوداء وتعميم أسمائهم في جميع المنافذ»، وإنها «وجهت كافة الأجهزة الأمنية بمن فيها الأمن السياسي، والأمن القومي وإدارات أمن المحافظات وجميع النقاط العسكرية والأمنية وجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بالقبض على تلك العناصر». وأضاف المصدر أن «أيا من المذكورين سيسلم نفسه طواعية إلى أي مركز من مراكز الشرطة فإن الوزارة ستضع ذلك في الاعتبار»، وأن الوزارة «رصدت مكافأة مالية قدرها 3 ملايين ريال لمن يبلغ عن أي شخص من المطلوبين أو يدلي بأية معلومات تؤدي إلى القبض عليهم»، كما دعا المواطنين إلى «التعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن أي شخص من هؤلاء يشاهد في أي مكان أو الإدلاء بأي معلومات تفيد في القبض على أي من المذكورين فهم أعداء الشعب اليمني».

وترفض المعارضة اليمنية الاتهامات الحكومية وكانت هي السباقة في اتهام السلطات بافتعال أزمة المشتقات النفطية والوقوف وراء انقطاع التيار الكهربائي بصورة أو بأخرى، حيث تقول أوساط المعارضة إن ما يحدث للمواطنين اليمنيين هو «سياسة عقاب جماعي» ينتهجه نجل الرئيس وأقرباؤه بحق المواطنين.

وفي صنعاء، قالت مصادر طبية إن أكثر من 300 شخص من أنصار نظام الرئيس علي عبد الله صالح أو من يعرفون بـ«البلطجية»، أصيبوا بحالات تسمم غذائية في المعسكر الذي يقيمون في ميدان التحرير بوسط العاصمة، وأشارت المصادر إلى أن حالات التسمم تعرض لها الموالون عقب تناولهم لوجبة الغداء التي تصرف لهم يوميا من قبل السلطات، إضافة إلى «مصروف الجيب» اليومي الذي يتقاضونه منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس صالح.

ورغم الأوضاع التي يمر بها اليمن منذ أشهر، فإن أكثر من نصف مليون طالب وطالبة بدأوا، أمس، امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية العامة، وتجري الامتحانات الدراسية رغم أن معظم المدارس في البلاد مغلقة جراء الاحتجاجات وتحت شعار «لا دراسة ولا تدريس، حتى سقوط الرئيس».