إسرائيل تحذر من حرب بمبادرة من حزب الله لحماية نظام الأسد

قواعد عسكرية في سوريا تحتوي على صواريخ متطورة تقع تحت سيطرة حزب الله

متظاهرون خلال مسيرة احتجاجية في مدريد باسبانيا دعما للانتفاضة السورية (رويترز)
TT

على الرغم من المواقف العلنية التي تبديها إسرائيل مؤيدة لسقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، كشف النقاب أمس عن محادثات سرية تجري في واشنطن بين قادة الجيشين، تشير إلى تلبك عميق في إسرائيل.

فهناك قلق شديد من مرحلة ما بعد الأسد، مبني على معلومات تقول إن حزب الله، المناصر للأسد والمسنود من إيران، أصبح ذا نفوذ عسكري كبير في سوريا، ويسيطر على قواعد عسكرية على أراضيها، وإن هذه القواعد تحتوي على صواريخ حديثة تستطيع الوصول إلى كل بقعة من إسرائيل، وإنه قد يستخدم هذه الصواريخ كسلاح أخير له في معركته لحماية نظام الأسد.

وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء أفيف كوخافي، زار الولايات المتحدة سرا للتحذير من وصول أسلحة متطورة موجودة بحوزة سوريا إلى أيدي حزب الله في لبنان حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقالت إن زيارة كوخافي تمت قبل ثلاثة أسابيع (بعد يوم واحد من إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية)، والتقى مع مسؤولين أميركيين في واشنطن ومع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في نيويورك. وأضافت الصحيفة أن كوخافي تحدث حول الأوضاع في سوريا ولبنان خلال لقاءات مع مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأميركية وسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. وتابعت أن دبلوماسيا، لم تحدد هويته، قال إن كوخافي حذر خلال هذه اللقاءات من أنه حال سقوط نظام الأسد فإن أسلحة متطورة موجودة بحوزة الجيش السوري ستسقط في أيدي حزب الله. وتركزت محادثات كوخافي بالأساس حول الوضع في سوريا وزعزعة نظام الأسد في أعقاب الاحتجاجات المطالبة بسقوطه، وقال إن إيران وحزب الله ضالعان في قمع الاحتجاجات في سوريا.

وذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن السيناريو الذي تتحسب منه إسرائيل هو أن تؤدي معركة إيران وحزب الله لمنع سقوط نظام الأسد إلى حرب شاملة أو إلى سقوط سوريا نهائيا في أيدي إيران. وحسب زعمهم فإن بقاء نظام الأسد هو مصلحة عليا لإيران، وإذا فشلت في حمايته فإنها قد تلجأ إلى الحرب كخيار أخير لإنهاء المظاهرات ضد الأسد في سوريا، ووقف التغطية الكبيرة لهذه المظاهرات في وسائل الإعلام في العالم. والسيناريو الذي تتوقعه تلك المصادر الإسرائيلية هو أن يطلق حزب الله باتجاه إسرائيل الصواريخ التي يسيطر عليها في قواعده القائمة على الأراضي السورية، وبينها عدد من الصواريخ المتطورة بعيدة ومتوسطة المدى، التي حصل عليها من إيران أو سوريا، وفي حالة كهذه ستضطر إسرائيل إلى الرد وتشتعل حرب كبيرة في المنطقة.

ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل تلحظ وجود نشاط حثيث من جانب حزب الله على خلفية الأحداث في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك كان قد هدد في عدة مناسبات في الفترة الأخيرة بأنه في حال وصول أسلحة «كاسرة للتوازن» إلى أيدي حزب الله فإن إسرائيل ستدرس إمكانية تنفيذ عملية عسكرية لإحباط نقل أسلحة كهذه، مما يعني أن إسرائيل قد لا تنتظر أن يبادر حزب الله إلى هذه الحرب وأن تسبقه إليها، علما بأن التدريبات العسكرية للجيش الإسرائيلي، وآخرها جرت الأسبوع الماضي، تبنى على أساس مواجهة حرب شاملة بين إسرائيل من جهة، وإيران وسوريا وحزب الله اللبناني وحماس قطاع غزة في آن واحد من جهة أخرى.

وكانت هذه الصحيفة قد حذرت في مكان آخر من عدد أمس من استمرار الجمود في عملية السلام مع الفلسطينيين، كونه سيؤدي إلى ضرب المصالح الغربية الاستراتيجية في العالم العربي. وقالت إن الكثير من الدبلوماسيين الغربيين، بمن في ذلك سياسيون أميركيون، يرون أن السياسة الإسرائيلية باتت تحتل موقعا متقدما من اهتمامات الشعوب العربية الثائرة على الأنظمة. وضربت على ذلك مثلا بما يجري في مصر، حيث إن الجمود في عملية السلام سيؤثر على الانتخابات المتوقعة هناك. فمن يعادي إسرائيل والولايات المتحدة أكثر قد يربح في الانتخابات. وعندها ستتحول التغيرات الديمقراطية إلى كابوس للمصالح الغربية، وقد تؤدي إلى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل. وقد شكا هؤلاء من أن حكومة اليمين الإسرائيلية لا تكترث لمصالح الغرب، وتدير سياسة ضيقة الأفق تهدد مصالح أصدق أصدقاء إسرائيل.