اللقاء التشاوري للمعارضة السورية في دمشق يثير عاصفة انتقادات

يبحث كيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية

TT

يعقد اليوم في دمشق «لقاء وطني مفتوح ومستقل للتشاور حول الوضع الراهن في البلاد وكيفية الانتقال السلمي والآمن إلى دولة ديمقراطية مدنية»، دعا إليه عدد من المعارضين والمثقفين والمواطنين السوريين المستقلين عن أي حزب أو تكتل حزبي.

وقالت الدعوة التي تم توجيهها إلى عدد كبير من السوريين، إن جدول الأعمال سيقصر «على بحث الوضع الراهن وكيفية الانتقال إلى دولة ديمقراطية مدنية، ودور النخب السورية على كافة الصعد في عملية الانتقال هذه». ومن المنتظر أن يصدر عن اللقاء بيان يعكس موقف المجتمعين، وتوصيات موجهة للجميع.

وتفاوتت الآراء حول عقد هذا الاجتماع، الذي تم إخطار السلطة بعقده، فمن المعارضين من رفض الدعوة، معتبرا أنه «محاولة للالتفاف على ثورة الشارع»، ومنهم من اعتبره تبييضا لصفحة نظام فقد الشرعية لمجرد أنه وافق على عقد لقاء للمعارضة، وثارت عاصفة من الانتقادات على صفحات موقع «فيس بوك» وفي وسائل الإعلام الخارجية، ما دفع الناشط المعارض لؤي حسين، وهو أحد الداعين للقاء، إلى التوضيح بأن «كل ما يصدر عن اللقاء التشاوري هو نتاج إرادة المجتمعين الحرة»، والتأكيد على أنه ليس للقاء «أي أجندة داخلية أو خارجية، ولا يضم أي حزبيين من أي اتجاه كانوا، وليس فيه أي ممثل للسلطة أو لأي جهة رسمية داخلية أو خارجية، وليس برعاية أي شخص أو أي جهة»، وأن «تمويله من المشاركين، ولا علاقة لخارطة الطريق التي ساهمت بنشرها فيه، ولا علاقة لأي مشروع أو نص مكتوب سابقا بأي من جدول أعماله أو بيانه الختامي»، ولفت حسين إلى أن «جميع المشاركين لا يعرفون بعضهم»، وأنه «ليس هناك جهة منظمة للقاء ولا جهة داعية، ولا جهة موجهة»، وأنه لا يهدف لتقديم إجابة عن «مسألة الحوار التي دعت إليها السلطة»، وأن اللقاء «ليس حوارا بين طرفين»، وأن المشاركين «لديهم من الجرأة والشجاعة أن يعلنوا ويقولوا كلمتهم من دون مواربة أو استبطان»، وعاد لؤي حسين للتأكيد مجددا على أن «كل ما يصدر عن اللقاء التشاوري هو نتاج إرادة المجتمعين الحرة غير الخاضعة لأي جهة مهما امتلكت من العنف أو مهما ادعت من الثورية».

ومن جانبه، لم يستغرب الناشط والمعارض فايز سارة، وهو أحد المشاركين في الحملة التي تتواصل تفاعلاتها حول اللقاء في دمشق، واعتبرها «استمرارا لذات النهج والعقل الذي اعتدنا عليه قبل أن يكسر شعبنا قاعدة ذلك النهج والعقل ويخرج عليهما، ويندفع في حركة احتجاج وتظاهر سلمية مطالبا بالحرية والكرامة، وبالانتقال من نظام الاستبداد الأمني إلى النظام الديمقراطي التعددي». وقال: «هي حركة لم تكن في وارد النهج والعقل التقليدي الذي اعتدنا النظر فيه ومن خلاله لحياتنا الوطنية بل حتى أمورنا الشخصية».

وطلب سارة من السوريين جميعا «النظر إلى الحراك السوري نظرة أكثر دقة وموضوعية، سواء ما تعلق بحراك الشارع الشجاع وما فيه من تفاعلات، أو بالنسبة للحراك السياسي الذي يأتي اجتماع غد (اليوم) واحدا من تجسيداته».

وأضاف أن «الحملة التي تسبق الاجتماع، لا تخلو من تدخل، يسعى فيه البعض إلى إفشال الاجتماع قبل عقده، ليس من خلال الحملة على بعض الشخصيات فيه، إنما من خلال إشاعة ما قيل إنها مقرراته قبل أن ينعقد، وقبل أن تتبين ملامحه حتى، والتدقيق فيما نشر من مقررات مزعومة للاجتماع تبين الجهة التي تقف خلف تلك الحملة». ورأى سارة أن «ما سيحصل غدا (اليوم) هو اجتماع سوف يبحث في واقع الأزمة ومجرياتها، بما تتركه من آثار مدمرة على السوريين وبلدهم وحياتهم، والانتقال منها نحو نظام ديمقراطي تعددي وسيقتصر الحضور فيه على فعاليات ثقافية واقتصادية واجتماعية من غير الحزبيين وجلهم من المعارضين المعروفين، ولن يكون هناك أي حضور رسمي في الاجتماع، وسوف يكون ذلك وسط حضور إعلامي يسجل مجريات الحدث كلها»، معبرا عن أمله أنها «ستنشر كاملة بكل شفافية ووضوح».

ومن الناشطين المعارضين الذي رفضوا تلبية الدعوة ياسين حج صالح، كما توقع كثيرون أن لا يحضر أيضا المعارضون المهددون بالاعتقال من قبل السلطات كالناشطة سهير الأتاسي والناشطة رزان زيتونة وآخرين كثر من الذين يدلون بشهاداتهم حول الأحداث في سوريا عبر الاتصال بوسائل الإعلام الخارجي والضالعين في الحراك الجاري في الشارع.