المخابرات السورية تخوض «حرب الشائعات» لمواجهة الثورة المتعاظمة

روايات تنال من شرف المعارضين.. وأخرى تحرض الطوائف على بعضها البعض

صورة من اليوتيوب لمتظاهرين خلال تشييع جنازات في بلدة الكسوة بريف دمشق
TT

مع تنامي التحركات الشعبية السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، يكشف معارضون سوريون عن «لجوء المخابرات وأجهزة الأمن السورية إلى حرب الشائعات، الهادفة إلى تضليل الرأي العام وإيهامه بوجود مؤامرات دولية خارجية تستهدف الدول والشعب والكيان، وتارة أخرى عبر وجود عصابات وإرهابيين، وطورا باللجوء إلى تشويه سمعة المتظاهرين المطالبين بالحرية، والنيل من شرف وكرامة المعارضين».

ويشير هؤلاء إلى أن «الإعلام السوري لا يكف عن عرض هذه الشائعات والترويج لها، عبر استقبال المحللين الموالين للنظام لشرحها وتدعيم صحتها. بينما تتوجه شائعات أخرى إلى الأقليات لتخويفها وزرع الرعب بين أبنائها تجاه أي بديل قد يخلف النظام الحاكم حاليا».

فقد أعلن معارض سوري بارز، رفض ذكر اسمه، أن «النظام السوري اعتاد بث الشائعات بين صفوف المواطنين بما يخدم مصلحته ويحقق أهدافه، إلا أنه في الفترة الأخيرة، ونتيجة المظاهرات التي تعمّ أنحاء سوريا، كثفت أجهزة المخابرات نشاطها، سواء بانتشارها الميداني، أو عبر مخبريها الموزعين في كل مكان، وضاعفت انتشارها في المناطق ذات الاختلاط الطائفي والمذهبي، فتوزعت الشائعات عند كل طرف بما يفيد أن الطرف الآخر سيهاجمه ويقضي عليه».

ويقول المعارض المذكور لـ«الشرق الأوسط»: «لقد دأب النظام في الآونة الأخيرة على تشويه سمعة المعارضين الشرفاء، عبر اختلاق روايات تنال من الشرف والعرض والأخلاق، وبعضها يطال المعارضة سهير أتاسي، والمدونة الشابة طل الملوحي، التي تم اعتقالها قبل حدوث الاحتجاجات بفترة، أما المعارض عبد الرزاق عيد، فقد أشاعوا أنه بكى على إحدى شاشات الفضائيات؛ حين أخبره أحد المحللين الأميركيين بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتدخل عسكريا في سوريا في الوقت الحالي، في إشارة إلى رغبة المعارضة في استدعاء تدخل خارجي».

في المقابل، يرى معارضون آخرون، أن «مسألة الشائعات الكاذبة والمسمومة، هي المادة اليومية للمخابرات السورية بكل فروعها، واليوم باتت هذه الشائعات الزاد الذي تقتات به أجهزة الأمن السورية، إلا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة لدى السوريين».

وأشار المراقبون لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أجهزة المخابرات السورية تنشر الآن مخبريها في المقاهي والجامعات والحدائق والأماكن العامة لبث شائعات معينة»، ويقول أحد المشاركين في مظاهرات ريف دمشق: «بعد مشاركتي في إحدى المظاهرات، ذهبت إلى المقهى لأسمع أحد الجالسين يقول إن المتظاهرين كانوا يهتفون بحياة إسرائيل، في وقت كانت جميع الشعارات في المظاهرة تطالب بالحرية وتنادي بإسقاط النظام».

ويتحدث ناشطون في صفوف «شباب الثورة السورية»، عن «دخول أجهزة الأمن إلى موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لترويج الشائعات، عبر تجنيد مجموعات من الشبان للقيام بهذه المهمة، وظيفتها التشهير بالشخصيات المعارضة، وتأليف قصص معيبة تتعلق بالأخلاق وتمس الكرامة، ومنها، قصة المعارض السوري عمار القربى رئيس مركز حقوق الإنسان؛ حيث قالوا إنه قبض مبلغا ماليا كبيرا لقاء إجرائه عملية استئصال كلية لسيدة سورية، ولم يقم بإجراء العملية، وقد رد القربى عبر الإعلام نافيا حدوث هذه القصة، معتبرا أنه إذا كان لديهم أي دليل ضدي فليتقدموا إلى القضاء».

ويشير الناشطون إلى ما تقوم به قناة «دنيا» الفضائية المملوكة من قبل شخصيات نافذة في النظام السوري، من خلال «نشر شائعات تشهيرية تستهدف شخصيات معارضة وتشوه سمعتها، ومنها الحملة التي استهدفت المعارض السوري المقيم في لندن، وحيد صقر، حيث تم إجبار ابنه الذي يسكن في سوريا على الظهور عبر شاشة القناة والتبرؤ من والده، والقول إن والدي شخص فاشل، انتهازي، سلوكه كان سيئا حين كان يعمل في أجهزة الدولة، وإنهم ينادونه على الفضائيات بدكتور، وهو في الحقيقة لا يحمل شهادة إعدادية».