الجيش السوري يوسع عملياته قرب الحدود اللبنانية.. ويدخل بلدات جديدة

قوات الأمن تطلق النار على مشيعين في الكسوة قرب دمشق * دمشق: 1300 من أفراد الأمن قضوا خلال أشهر الاحتجاجات

صورة من اليوتيوب لمتظاهرين سوريين خلال تشييع جنازات في حي برزة بدمشق أمس
TT

وسع الجيش السوري، أمس، نطاق عمليته العسكرية على الحدود مع لبنان، مقتحما بلدات قريبة من الخط الفاصل بين البلدين، بحجة البحث عن «جماعات إرهابية». ودخلت القوات السورية قرية القصير، حيث سمع دوي إطلاق نار على طول الحدود، مما دفع مئات الأشخاص للجوء إلى الجانب الآخر من الحدود، حسب ناشطين سوريين.

وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن في تصريحات، أمس، إن الجنود كانوا في ضواحي بلدة القصير، الواقعة على بعد 15 كيلومترا من الحدود مع لبنان، قبل اقتحامها. وقال مصدر أمني لبناني، إن الكثير من الأسر، وبخاصة مجموعات من النساء والأطفال، أخذوا يفرون من القصير منذ ليل أول من أمس وحتى صباح أمس، متجهين إلى لبنان. وعبر نحو 12 ألف سوري الحدود إلى تركيا فرارا من العنف.

وقال عبد الرحمن إن قوات الأمن السورية التي عززت وجودها في البلدة قامت باعتقال عدد من الأشخاص. وأضاف «سمع كذلك إطلاق نار خلال الليل في أحياء عدة من حمص»، التي دخلها الجيش منذ عدة أيام. وفي منطقة عكار في شمال لبنان أفاد سكان لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «بين 350 و400 شخص دخلوا الكنيسة الحدودية قادمين من سوريا وانتشروا في عدد من منازلها وفي بلدة مجاورة». وأوضح أن غالبية القادمين هم من اللبنانيين المقيمين في بلدتي الهيت والدويك السوريتين الحدوديتين. وقال الشيخ مصطفى حمود، إمام مسجد في قرية «الكنيسة» من أصل سوري، إن عائلتي «مقسومة بين لبنان وسوريا. أشقائي المقيمون في سوريا موجودون عندي في المنزل مؤقتا، لكنهم يريدون العودة».

وأوضح أحد السكان ويدعى الشيخ حمود الذي ينسق على الأرض مع القادمين من سوريا، أن «معظم الزوار من سوريا الذين لدى معظمهم أقارب في منطقة وادي خالد في عكار، يأتون مساء إلى لبنان خوفا من حصول تطورات أمنية في الليل ثم يعودون صباحا للعمل في أراضيهم. إنه موسم حصاد القمح».

ويسلك القادمون إلى الكنيسة وجوارها معابر ترابية غير قانونية وعرة تستخدم عادة في عمليات التهريب بين البلدين. وهذا ما يجعل من الصعب جدا إحصاء الواصلين، لا سيما في ظل عدم وجود قوى أمن عام أو أي عنصر أمني على جهتي الحدود. وقتل أربعة مدنيين يوم السبت برصاص قوات الأمن في جنوب دمشق ومحافظة حمص، بينما دخل الجيش السوري قرية الناجية المتاخمة للحدود التركية في إطار متابعة انتشاره في ريف إدلب (شمال غرب)، غداة يوم تعبئة حاشدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

من جهته، قال ناشط في مجال حقوق الإنسان لوكالة «أسوشييتدبرس»، إن القوات السورية فتحت النار على متظاهرين أثتاء تشييع جنازة أحد القتلى، أمس، في منطقة الكسوة بالقرب من دمشق. وأظهرت لقطات سجلت على الإنترنت عن طريق النشطاء عشرات الأشخاص في موكب الجنازة وهم يهتفون «الله أكبر».

وذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام، أمس، أن الجيش السوري واصل عملياته في جسر الشغور (شمال غرب) بهدف «ملاحقة المجموعات المسلحة التي ارتكبت جرائم فظيعة» في هذه المنطقة القريبة من تركيا. وأضافت الصحيفة أن الجيش بات يسيطر على قرية خربة الجوز التي دخلها الخميس والتي تبعد أقل من كيلو واحد من الحدود التركية.

وقال المتحدث باسم الجيش السوري رياض حداد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية إن أكثر من 700 «إرهابي» فروا من هذه القرية إلى الجانب الآخر من الحدود مع عائلاتهم.

وكان مئات الجنود السوريين دخلوا خربة الجوز الخميس معززين بدبابات، ثم دخلوا السبت قرية الناجية المحاذية أيضا للحدود التركية. ويؤكد لاجئون أن هذه العمليات العسكرية المستمرة منذ بداية يونيو (حزيران) تهدف إلى قمع المعارضين ومنع السكان من الهرب إلى تركيا المجاورة.

إلى ذلك، كشف مسؤول عسكري سوري، أمس، عن أن 1300 من أفراد الأمن السوري قضوا خلال أشهر الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، والتي وصفها مؤخرا مسؤول سوري آخر، بأنها ليست سوى «هجمات يشنها مسلحون على القوات الحكومية والمدنيين». وأوضح اللواء رياض حداد، الناطق باسم الجيش السوري في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية في دمشق، أن 700 ممن وصفهم بـ«الإرهابيين» وعائلاتهم فروا من السلطات السورية إلى داخل تركيا. واتهم حداد، خلال المقابلة، من سماهم بـ«العصابات المسلحة» بقتل 1300 من رجال الأمن أثناء الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بسوريا، دون تقديم المزيد من التفاصيل.