الأمير سلطان: ما توليه السعودية من عناية بالقرآن والسنة ينبع من إيمانها العميق بالله

في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الإسلامية

TT

أكد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أن ما توليه السعودية من عناية بالقرآن والسنة ينبع من إيمانها العميق بالله، فهما دستورها وبضيائهما تستنير في كل الشؤون وهذا بين واضح بحمد الله في أطوارها المتتابعة حتى عهدنا الحاضر.

وشدد ولي العهد السعودي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ خلال حفل ختام مسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود السنوية لحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسيفيك الذي أقيم أمس في القصر الرئاسي بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، على أن العلاقة المتميزة بين السعودية وإندونيسيا رباطها الإيمان ووثاقها الإسلام وعراها محبة القرآن والسنة والدفاع عنهما والمصالح الخيرة بين شعبي البلدين.

وقال الأمير سلطان بن عبد العزيز في كلمته:

الحمد لله المنعم على عباده بما هداهم إليه من الإيمان، الذي حمد نفسه بما أنزل من القرآن الحجة لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله به والعَلَم على صدقه ونبوته، الكتاب الذي تضمن الحجة البالغة لا يحتاج مع وضوحها إلى بينة تعدوها أو حجة تتلوها «كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب» وصلى وسلم على نبينا محمد القائل: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

أما بعد:

فخامة الرئيس الدكتور الحاج سوسيلو بامبانق يودويونو، أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي الوزراء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ما أعظم انشراح النفوس المؤمنة عند اجتماعها في دوحة القرآن والسنة وما أروع الاستنارة بما فيهما من الآداب الفاضلة.

إنه لمن دواعي الغبطة والسرور والفرحة والحبور استمرار احتضان الجمهورية الإندونيسية مسابقتي سلطان بن عبد العزيز لحفظ القرآن والسنة النبوية على مستوى دول آسيان والباسيفيك والمحلية اللتين ظهرت آثارهما جليلة في التنافس المحمود والتسابق في الخيرات في هذه الدول «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

أيها الإخوة الكرام:

لقد تتابعت الأمة الإسلامية قرنا بعد قرن على الحفاظ على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا ومنهجا وسننا تظهر آثاره حينا بقوة التمسك وتقل بضعفه مصداقا لقوله تعالى: «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم».

إن ما توليه السعودية من عناية بالقرآن والسنة ينبع من إيمانها العميق بالله، فهما دستورها وبضيائهما تستنير في كل الشؤون وهذا بين واضح بحمد الله في أطوارها المتتابعة حتى عهدنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، فتنوعت أصناف الدعم للقرآن والسنة وحفظتهما حتى صارت مضرب مثل يحتذى به.

وفي هذه الأيام البهيجة وعلى أرض هذه الدولة الشقيقة نتفيأ ظلال هذه المسابقة المتميزة في سنتها «الخامسة» حيث كان للجمهورية الإندونيسية شرف احتضانها في أراضيها مذللة كل عقبة تعترضها حتى أينعت ثمارها وحان قطافها، فهنيئا لنا جميعا باجتماع القلوب مع تباعد الأماكن وصدق الله القائل «إنما المؤمنون إخوة» وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

إن العلاقة المتميزة بين السعودية وإندونيسيا رباطها الإيمان ووثاقها الإسلام وعراها محبة القرآن والسنة والدفاع عنهما والمصالح الخيرة بين شعبينا المسلمين فليهنأ الجميع بهذه الإخوة الإيمانية الفريدة.

فخامة الرئيس:

أنقل لفخامتكم تحيات طيبة من مقام أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والشعب السعودي للشعب الإندونيسي الكريم وتمنياته للجميع بموفور الصحة والرخاء والاستقرار.

وأشكر في الختام كل من شارك في هذه المسابقة تنظيما وترتيبا وتنفيذا، وأخص بالذكر معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي والمسؤولين في وزارته الموقرة والمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية ورابطة الدعاة الإندونيسيين وسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا ومكتب الملحق الديني بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا واللجنة المنظمة وجميع من بذل جهدا لإنجاحها وإظهارها بالمظهر اللائق بها والتهنئة الخاصة مني للمتسابقين جميعهم وأخص منهم الفائزين في فروع المسابقة وأوصيهم بأن يكون ما حملوا من القرآن الكريم ومن السنة المشرفة نبراس حياتهم وضياء سبيلهم حتى يعصمهم الله سبحانه من الفتن والأفكار الهدامة والأهواء المنحرفة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من جهته أكد الرئيس الدكتور الحاج سوسيلو بامبانق يودويونو رئيس جمهورية إندونيسيا، قوة ومتانة العلاقة التي تربط المملكة بإندونيسيا، عادا المسابقة فرصة ثمينة للمشاركين لتلقي العلم الشرعي، مؤكدا أهمية المسابقة في دعم وتعزيز الروابط الأخوية بين دول آسيان والباسيفيك.

وأشاد الرئيس سوسيلو بالنجاح الذي حققته المسابقة منذ إنشائها، راجيا من الله أن تكون سبيلا لتوحيد كلمة المسلمين وتعزيز العلاقات بين الدول الإسلامية. كما تحدث عن ما يتضمنه القرآن والسنة من أوامر إلهية للمسلمين بأن يحافظوا على القيم العالية والعلاقات الاجتماعية الطيبة، وقال: «علينا أن نعزز من فهمنا وتفكيرنا وتدارسنا من خلال القرآن والسنة سواء فيما يتعلق بالآيات القولية أو الكونية»، حاثا الدول الإسلامية على تشجيع مثل هذه المسابقات التي تعزز القيم الإسلامية الصحيحة لدى النشء والشباب، وتعزز العلاقات الأخوية فيما بينهم.

ودعا الرئيس الإندونيسي إلى الأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال الذي جاء به القرآن والسنة، والابتعاد عن التطرف والغلو والعنف الذي يتنافى مع العقيدة الإسلامية السمحة.