البحرين: الوفاق تعلن مشاركتها في الحوار الوطني اليوم

ساركوزي يبحث مع ولي عهد البحرين العلاقات والوضع الإقليمي

الرئيس الفرنسي لدى استقباله ولي عهد البحرين أمس (أ.ب)
TT

قطعت جمعية الوفاق الإسلامية، كبرى جمعيات المعارضة الشيعية بالبحرين، الشك باليقين وأعلنت أمس مشاركتها في الحوار الوطني الذي دعا له العاهل البحريني وتنطلق فعالياته اليوم في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة نحو 300 شخصية يمثلون مختلف الجمعيات السياسية والاجتماعية والحقوقية والاقتصادية والمستقلين.

وكانت المفاجأة التي أعلنتها الوفاق ضم النائب السابق جواد فيروز ضمن فريق العمل المشارك في الحوار الوطني رغم أنه يقبع في السجن على خلفية أحداث فبراير (شباط) الماضي، بجانب خليل مرزوق عضو جمعية الوفاق ونائب رئيس النواب البحريني سابقا رئيسا لفريق العمل، وعبد الجليل خليل رئيس كتلة الوفاق البرلمانية السابق وهادي الموسوي لاعب كروي سابق، وبشرى الهندي.

وأوضح خليل مرزوق لـ«الشرق الأوسط»، أن جمعية الوفاق متمسكة بكل مطالبها المشروعة والتي تعبر عن إرادة الشعب، وسيتم طرح كل المطالب على طاولة الجوار، مشيرا إلى أنها مطالب وطنية ولا يمكن لأي طرف أن يطعن فيها.

وأشار إلى أن المطالبة بحكومة منتخبة، وانتخابات برلمانية حرة على أساس صوت المواطن، بعيدا عن الطائفية أو الحزبية، أو جمعيات سياسية، مضيفا إلى أن الوفاق ستشارك في الحوار تحت عنوان «مطالبنا وطنية» رغم كل المنغصات والتحفظ على أجواء وآليات وقيادة الحوار.

وأبدى مرزوق ترحيب جمعية الوفاق بإعلان ملك البحرين تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تضم خبراء دوليين، مشيرا إلى أنه سيتم التعاطي معها، كما تم حث الجميع على التعاون معها بكل مصداقية ووضوح.

وأضاف أنه يتوجب على السلطات البحرينية تطبيق كامل توصيات اللجنة بعد إعلان نتائجها، لا سيما أن الكثير قد لحقت بهم أضرار على خلفية الأحداث التي شهدتها البحرين. متمنيا أن ترتقي نتائج اللجنة إلى معالجة كل القضايا العالقة والمشكلات التي خلفتها الأحداث.

وستشهد قاعة مركز عيسى الثقافي بالعاصمة البحرينية المنامة صباح اليوم افتتاح حوار التوافق الوطني، الذي دعا له الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومن المقرر أن يتضمن الحفل كلمة لمعالي السيد خليفة بن أحمد الظهراني رئيس مجلس النواب رئيس حوار التوافق الوطني، وشرحا حول مفهوم التوافق، وأساسيات مبادئ الحوار، إلى جانب توضيح لآلية عمل المتحاورين، والجوانب التنظيمية.

وكانت اللجنة المنظمة للحوار قد قامت بتوجيه الدعوة لأكثر من ثلاثمائة شخص لحضور حفل الافتتاح، يمثلون مختلف الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة التي ستشارك في الحوار، لمناقشة نحو مائة وواحد وثمانين مرئية خلال الجلسات، ضمن أربعة محاور رئيسة، هي: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والحقوقية، إلى جانب محور فرعي يتناول القضايا المتعلقة بالمقيمين الأجانب في البحرين، وقد تم تحديد هذه المرئيات بناء على ترشيحها من قبل الجهات المدعوة للمشاركة في الحوار.

وأعدت اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح عرضا تفصيليا لآلية الحوار، لتجيب على أي تساؤلات لدى المشاركين حول هذه النقطة، وينتقل الحوار بعدها لمرحلة عقد الجلسات، وينتهي بتطبيق مخرجات الحوار، وسيقوم مديرو الجلسات برفع النتائج إلى رئيس حوار التوافق الوطني، بما فيها من نقاط الاتفاق أو الاختلاف، ثم يقوم بدوره برفع ما يتم التوافق عليه إلى ملك البلاد ليحيلها إلى المؤسسات الدستورية لاتخاذ اللازم كل حسب اختصاصه.

وأكد خليفة الظهراني رئيس مجلس النواب رئيس الحوار الوطني، أنه لا يوجد سقف للحوار، وأن جميع النتائج سترفع للملك، معتبرا أن النوايا الصادقة والتنسيق وحدهما كفيلان بتحقيق التوافق.

وكان عيسى عبد الرحمن المتحدث الرسمي لحوار التوافق الوطني قد أعلن في وقت سابق أن جلسات الحوار ستعقد في مساء أيام الأحد والثلاثاء والخميس، على امتداد فترة الحوار، يستثنى منها غدا الأحد 3 يوليو، لاستكمال التجهيزات والاستعداد للجلسات، سواء من ناحية اللجنة التنظيمية أو المتحاورين، وفيما عدا ذلك ستعقد الجلسات حسب جدولها المعتاد.

وقال خليفة بن أحمد الظهراني «إن الاجتماع على طاولة واحدة يعد بحد ذاته خطوة أولى نحو التوافق»، مؤكدا ثقته بقدرة مديري الجلسات على المساهمة في إدارة جلسات الحوار، مضيفا «فهذا الحوار فرصة طيبة للمحبة والتوافق، وعلى كل مواطن أن يؤمن بأهمية هذه المبادرة الإصلاحية، فهي تخدم الوطن والمواطنين، وترسم مستقبل أبنائنا والأجيال القادمة، التي ستعيش في البحرين، بلد الحب والسلام والتآخي».

وقال إن قائمة مديري الجلسات تضم كلا من: خالد عجاجي، وخالد المسقطي، وخليل الذوادي، والدكتور خالد عبد الله، والدكتور هيثم القحطاني، والدكتورة منى البلوشي، ومجيد القصاب، ، والدكتورة جواهر المضحكي، والدكتور رياض حمزة، ، وجميلة سلمان، والدكتور أحمد فرحان، الدكتور زكريا هجرس، والدكتورة لبنى صليبيخ، والدكتور عبد الله طالب، وعبيدلي العبيدلي، وقيس الزعبي.

وأشار إلى أن اختيار مديري الجلسات جاء وفق معايير مدروسة، تضمنت التأكد من كفاءتهم وخبرتهم وسمعتهم الطيبة في المجتمع البحريني، بالإضافة إلى إخضاع كافة المشاركين في إدارة الجلسات إلى دورة تدريبية في فن إدارة الحوار، ومنهجية التوافق. مشيرا إلى أن دور مدير الجلسة يتلخص في كونه دورا إداريا تنسيقيا خلال الجلسات، وذلك من أجل المساهمة في تنظيم المناقشات وعمليات الحوار ليتمكن المشاركون من التوصل إلى قواسم مشتركة للمرئيات المطروحة على جدول الحوار.

ودعا الظهراني كافة الجهات المعنية بحوار التوافق الوطني إلى التكاتف لإنجاح هذه الفرصة المهمة في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الوطن، فالتفاعل الإيجابي مع الحوار ضرورة لإنجاحه والارتقاء بمخرجاته، مؤكدا أن هذه المبادرة من الملك حمد بن عيسى آل خليفة تعد دعامة مهمة لمواصلة المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين.

وأشاد رئيس مجلس النواب رئيس حوار التوافق الوطني بما تضمنه خطاب الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من توجيهات سديدة ورؤية حضارية تعزز دولة القانون والمؤسسات، وتبرز الصورة المشرقة لمملكة البحرين، وتؤكد استمرار المشروع الإصلاحي والمسيرة الديمقراطية، وتعزز الشراكة في صنع القرار من خلال المؤسسات الدستورية والبرلمانية، ومن خلال حوار التوافق الوطني الشامل.

وأعرب الظهراني عن ثقته وتفاؤله لنجاح حوار التوافق الوطني، لما يحظى به من دعم كريم من القيادة الرشيدة التي أولت الحوار الاهتمام والجدية والمصداقية، وما أبداه المدعوون للحوار من تفاعل مع دعوة المشاركة وتسليم المرئيات لرئاسة الحوار، متمنيا أن تسود روح المحبة والوطنية، والرغبة الصادقة والنوايا الحسنة في جلسات الحوار، لتحقيق كل ما فيه خير وصالح الوطن والمواطنين.

وأكد أن رئاسة حوار التوافق الوطني ستسعى جاهدة، وبتعاون مع جميع المشاركين في الحوار، وتنفيذا لحق الأمانة الوطنية، وتلبية للتكليف السامي، لأن تساهم في تقديم رؤية توافقية وطنية، للحاضر والمستقبل، وتدون فصلا جديدا من التاريخ الوطني، يتجاوز التحديات ويستفيد من الدروس، وليكون فصلا تاريخيا وطنيا مفعما بالنجاح وإرادة العطاء، كما أراد له ملك البحرين.

إلى ذلك استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في قصر الإليزيه، ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، عشية انطلاق الحوار الوطني الذي دعا إليه الملك حمد بن عيسى.

وأصدر القصر الرئاسي بيانا أفاد فيه بأن المسؤولين بحثا الوضع في البحرين «في إطار التدابير التي أعلنت عنها السلطات البحرينية»، في إشارة إلى تشكيل لجنة الحوار الوطني وانطلاق أعمالها والإجراءات الأخرى التي تقررت في الأيام الماضية، مثل الإفراج عن عدد من المعتقلين رغبة في إراحة الوضع البحريني. وبحسب الإليزيه فإن ساركوزي والشيخ سلمان تناولا الوضع الإقليمي والعلاقات الثنائية. وكانت باريس رحبت أول من أمس بإعلان البحرين تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن فرنسا ستتابع باهتمام أعمال اللجنة، وتأمل في أن يسهم هذا القرار في إيجاد مناخ من الثقة عشية انطلاق الحوار الوطني في البحرين.

وحضت باريس كل الأطراف على التزام طريقة بناءة في الحوار، وأن تتمكن مسيرة الإصلاح من الاستمرار. ومن المقرر أن ينطلق الحوار الوطني الذي دعا إليه ملك البحرين اليوم. وأعلنت غالبية القوى والجمعيات السياسية عزمها المشاركة في الحوار الذي سيرأسه رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني، فيما لم تعلن جمعية الوفاق الإسلامية، وهي من كبرى الجمعيات السياسية في البحرين، موقفها من المشاركة.