اليمن: لواء من الجيش يستغيث.. واستمرار المواجهات في أبين

الناطق باسم المعارضة: ناقشنا تشكيل مجلس انتقالي وائتلاف ثوري واسع

محتجون يمنيون يلوحون بأيديهم خلال مظاهرة للمطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح في صنعاء أمس (أ.ب)
TT

تواصلت المواجهات المسلحة في محافظة أبين اليمنية، أمس، بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين الذين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، في وقت استمرت فيه المواجهات بين الحرس الجمهوري والمسلحين المؤيدين للثورة الشبابية في محافظة تعز.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن اللواء «25 ميكا» الذي يخوض المواجهات ضد من تقول السلطات إنهم عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، بات في حكم المهزوم في المواجهات، خاصة بعد عدم وصول تعزيزات أو مواد تموينية في غضون الأسبوعين الماضيين، وقالت المصادر إن معظم قادة وضباط اللواء فروا إلى عدن بعد استيلاء المسلحين على استاد ملعب الوحدة الرياضي الذي كان يستخدم لتخزين المواد الغذائية والأسلحة والذخائر.

وذكرت مصادر مطلعة أن قادة اللواء العسكري بعثوا بنداء عاجل إلى وزارة الدفاع لسرعة مدهم بالتعزيزات البشرية والعسكرية والمواد الغذائية والمياه من أجل مواجهة العناصر المسلحة التي تسيطر على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، وأشارت المصادر إلى أن اللواء «25 ميكا» لم يحصل على أي إمداد منذ نحو أسبوعين، إضافة إلى توقف الغارات التي كان يشنها سلاح الجو اليمني على بعض معاقل المسلحين، الأمر الذي سمح لهم بالتقدم وتحقيق نتائج في الميدان على صعيد المواجهات.

ونفت السلطات اليمنية، اختفاء 50 ضابطا وجنديا من أفراد قوات الجيش في أبين إثر هجوم مسلحي «القاعدة» على ملعب الوحدة، الأربعاء الماضي، لكنها أقرت أن كثيرا من الضباط والأفراد فروا إلى عدن، وقال مصدر عسكري مسؤول إن الضباط والجنود الذين جرى الحديث عن اختفائهم «خاضوا مواجهات عنيفة مع عناصر الإرهاب في وادي دوفس وتمكنوا من الوصول إلى محافظة عدن ولم يصب أي منهم بأذى»، واعتبر المصدر «تلك الأخبار إنما تستهدف إضعاف معنويات ضباط اللواء وأفراده»، وأكد أن «منتسبي اللواء وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء يواصلون عملية تعقب من تبقى من تلك العناصر الإرهابية وقد كبدوهم خلال الأيام الماضية خسائر فادحة ووجهوا لهم ضربات موجعة «.

وفي محافظة تعز، استمرت المواجهات بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين المؤيدين للثورة الذين معظمهم من العسكريين الذين انضموا للثورة أو من أبناء القبائل، ووصفت المواجهات في المدينة بالعنيفة، خاصة مع استخدام القوات النظامية الدبابات في قصف بعض الأحياء التي هجرها معظم السكان إلى أحياء أخرى تحظى ببعض الهدوء.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات في تعز، عبارة عن كر وفر بين المسلحين وقوات الحرس الجمهوري، وإن الأخيرة حصلت اليومين الماضيين على تعزيزات كبيرة من العتاد العسكري وكل المتطلبات. وكان أكثر من 12 جنديا من الحرس قتلوا، أول من أمس، في كمين نصبه مسلحون لقائد الحرس بالمحافظة، غير أنه نجا منه. وقتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون في غارات ليلية استهدفت مواقع عناصر مفترضين في «القاعدة» جنوب اليمن، وفق ما أفاد مسؤول محلي أمس الأحد. وقال هذا المسؤول الإداري لوكالة الصحافة الفرنسية رافضا كشف هويته، إن الطيران اليمني استهدف موقعا عند مدخل مدينة جعار القريبة من زنجبار عاصمة محافظة أبين التي يسيطر عليها مسلحون ينتمون إلى جماعة «أنصار الشريعة» منذ نهاية مايو (أيار) الماضي. وأوضح أن صاروخا أصاب منزلا، مما أدى إلى مقتل صاحبه وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين، لافتا أيضا إلى مقتل مدني في غارة جوية أخرى في المنطقة نفسها. وأضاف المسؤول أن الطيران كان يستهدف مبنى يسيطر عليه المسلحون بعدما استخدمه أفراد بعثة طبية صينية. ويحاول الجيش اليمني طرد المسلحين من زنجبار بعدما دخلوها في 29 مايو.

إلى ذلك، تواصل الدول الغربية مساعيها لحل الأزمة الراهنة في اليمن.. وفي هذا السياق، التقى نائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي، أمس، بالسفير البريطاني في صنعاء، جون ويلكس، بعد يومين من لقائه بالسفيرين الأميركي والفرنسي للمرة الثالثة منذ تسلمه مهام الرئاسة مؤقتا في 3 يونيو (حزيران) الماضي.

وقال محمد قحطان الناطق باسم تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض: «إن المعارضة ناقشت تشكيل مجلس انتقالي والإعلان عن ائتلاف ثوري واسع يضم الشباب والأحزاب والقبائل والفصائل الأخرى، وقد شكلت لجان مختصة بهذا الخصوص». وأكد قحطان أن «الخيار الهادئ والفعال في الظرف الراهن هو نقل السلطة للنائب وخروج أبناء الرئيس وأقاربه من قيادة المؤسسة العسكرية التي يتمترسون وراءها. وأما الخيار الآخر فهو تصاعد وتيرة الغليان الثوري ونقل السلطة عن طريق قوة المد الثوري، وهذا الخيار قد لا يكون مريحا للأشقاء والأصدقاء».