معارضون سوريون يحثون العربي على التدخل ضد النظام السوري

تظاهروا أمام مقر الجامعة العربية بمناسبة تولي الأمين العام مهام منصبه

مواطن سوري يزين رأسه بعلم الاستقلال ويحمل ابنته فوق رأسه خلال مشاركته في مظاهرة أمام مقر الجامعة العربية بالقاهرة ضد النظام السوري (أ.ب)
TT

في الوقت الذي أقيم فيه احتفال بالأمس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، لتسليم وتسلم أمانة الجامعة العربية، بحضور الأمين العام الجديد الدكتور نبيل العربي، شهدت أرصفة الجامعة تظاهر الكثير من أبناء الجالية السورية في مصر، من المناوئين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف بعث رسالة للعربي بسرعة اتخاذ موقف لإنقاذ دماء الشهداء في المدن السورية، والمطالبة بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة، إلى جانب طرد السفير السوري في القاهرة وأعضاء البعثة الدبلوماسية بالسفارة.

كانت المظاهرة قد بدأت صباح أمس بمشاركة عدد من المعارضين السوريين بالقاهرة وعدد من الطلاب الدارسين بها وعدد من المصريين، الذين رفعوا الشعارات المناهضة للرئيس السوري، كما رددوا الهتافات ضده وضد رجال نظامه الذين وصفهم المتظاهرون بالسفاحين والقتلة، إلى جانب تعليق علم سوري طوله مائة متر على أسوار مقر الجامعة ردا على رفع أكبر علم سوري ضمن مسيرة مؤيدة للنظام في دمشق منذ أيام.

وندد المتظاهرون بعدم اتخاذ الجامعة موقفا إيجابيا في عهد الأمين العام السابق عمرو موسى ضد المعارك الدائرة في المدن السورية. وقال المعارض السوري ثائر الناشف لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرة خرجت في أول أيام لتولي نبيل العربي منصبه الجديد أمينا عاما للجامعة لكي نرسل له رسالة بأهمية اتخاذ موقف عاجل من الجامعة يكون واضحا ومشرفا، يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد الشعب الأعزل». وأضاف الناشف أن الجالية السورية بالقاهرة تقدمت بكثير من البيانات إلى الأمين العام السابق مطالبة بأهمية اتخاذ موقف عربي يدين ممارسات بشار ورجاله، لكنها لم تلق أي استجابة، مبينا أن عددا من النشطاء السوريين في مصر سوف يتقدمون بطلب خلال الأيام المقبلة للقاء الدكتور العربي، آملين أن يستمع إلى أصواتهم.. «فقد جاء من رحم الثورة المصرية، ولا يخضع لأي ضغوط، ولديه القدرة على التحرك واتخاذ القرار».

بينما قال أحد الطلاب المشاركين بالمظاهرة، والذي اكتفى بذكر اسمه الأول «محمد» خوفا على أهله في سوريا، إن مظاهراتهم أمام مقر جامعة الدول العربية تأتي أيضا احتجاجا على استمرار السفير السوري في منصبه، والذي يطالب الطلاب السوريين بالخروج في مظاهرات تأييد لبشار الأسد، وإلا تقطع عنهم المنح الدراسية، إلى جانب قيامه بتهديدهم بإيذاء ذويهم في سوريا، مضيفا «نطالب جميعا بطرد السفير، وتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة بعد أن فقد شرعيته، وسوف نستمر في مظاهراتنا حتى نشكل ضغطا على مسؤولي الجامعة العربية لاتخاذ قرار وموقف إيجابي».

بينما قالت إحدى المتظاهرات والتي كانت تحمل صورة للطفل السوري حمزة الخطيب الذي قتلته قوات بشار «كنا نتمنى أن تكون جامعة الدول العربية هي صاحبة السبق والمبادرة بالدفاع عن أهلنا في سوريا من الأبرياء والعزل، لا أن تكون مواقف المجتمع الدولي هي السباقة لإيقاف المجازر والانتهاكات المروعة». وأضافت «وقفتنا هذه لنطلب من الأمين العام الجديد الدكتور نبيل العربي إعلان موقف إيجابي عاجل مما يحدث داخل سوريا، ولإيقاف المعارك الدائرة في المدن والقرى، وفضح جرائم نظام بشار الأسد».