اللاجئون مصدر إحراج بالغ للنظام السوري

روايات الشهود تظهر القمع الوحشي الذي يمارس ضد الحركة الاحتجاجية

سيدة سورية تجهز خيمتها لدى وصولها إلى مخيم اللاجئين السوريين بمقاطعة هاتاي داخل الحدود التركية («الشرق الأوسط»)
TT

قال نشطاء إن الدبابات السورية قد دخلت قرية في شمال غربي البلاد أمس وفتحت النار، مما أدى إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل خلال المناورة العسكرية الأخيرة في الحصار الذي استمر لأسابيع بالقرب من الحدود التركية والذي يسعى لسحق الثورة المطالبة بالديمقراطية في البلاد.

وجاءت هذه الخطوة في قرية كفر رومة بعد ساعات من قيام قوات الأمن بفتح النار على المتظاهرين المعادين للنظام، مما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثمانية في ضاحية الحجر الأسود بالعاصمة السورية دمشق مساء الأحد الماضي، وفقا لما صرح به رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له، بناء على تصريحات شهود عيان على الأرض. وقد أثبتت الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد بشكل رائع أنها قادرة على التكيف وفقا للتغيرات بعد صمودها لما يقرب من أربعة أشهر على الرغم من الحملة الوحشية التي تشنها الحكومة والتي قوبلت بموجة من الإدانات والعقوبات الدولية. ويواجه الأسد أخطر تحد لسلالة عائلته الحاكمة في سوريا منذ أربعة عقود، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وصرح نشطاء بأن قوات الأمن قتلت أكثر من 1400 شخص - معظمهم من المتظاهرين العزل - منذ منتصف مارس (آذار) الماضي. ومن جانبه، يشكك النظام في هذا العدد، ويلقي بمسؤولية الاضطرابات على «المجرمين المسلحين» والمتآمرين الأجانب.

يذكر أن سوريا فرضت حظرا على جميع وسائل الإعلام الأجنبية وفرضت قيودا على التغطية الإعلامية، مما يجعل من المستحيل تقريبا التحقق مما يحدث على الأرض بشكل مستقل، ولكن روايات الشهود، بما في ذلك مقابلات مع اللاجئين الذين فروا إلى البلدان المجاورة، تظهر القمع الوحشي الذي يمارس ضد الحركة الاحتجاجية. ويبدو أن آخر عمل قامت به القوات السورية في منطقة جبل الزاوية في شمال غربي البلاد يهدف إلى منع السكان من الفرار إلى تركيا التي يعيش فيها أكثر من 10 آلاف سوري يقيمون بالفعل في مخيمات للاجئين، حسب تصريحات النشطاء. ويعد اللاجئون مصدر إحراج بالغ للنظام السوري الذي يعد واحدا من أكثر الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط. وقال الناشط الحقوقي مصطفى أوسو المقيم في سوريا إن العمليات في جبل الزاوية لها سبب آخر وهو انشقاق عدد كبير من ضباط الجيش والاحتجاجات المكثفة المناهضة للحكومة في المنطقة.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن وقوات مسلحة اعتقلت أكثر من 20 شخصا في بعض أحياء مدينة حماة في وقت مبكر أمس. وقال المرصد إن السكان وضعوا إطارات مشتعلة وصخورا في الشوارع من أجل إبطاء حركة القوات.

وجاءت هذه الاعتقالات بعد تجمع نحو 300.000 متظاهر في مدينة حماة يوم الجمعة الماضي في أكبر مظاهرة منذ اندلاع الثورة وحتى الآن. وفي اليوم التالي، قام الأسد بعزل محافظ حماة أحمد عبد العزيز. ولم تعلن وكالة الأنباء السورية التي تديرها الدولة عن السبب وراء إقالة المحافظ، ولكن بعض النشطاء صرحوا بأنهم يخشون من أنه قد تمت إقالة عبد العزيز، الذي ينظر إليه على أنه متعاطف مع المتظاهرين، حتى يتم إطلاق العنان لقوات الأمن في المدينة.