نبيل بن عبد الله: حركة 20 فبراير بين «الجمهورية» و«الخلافة»

الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يدعو لقبول قواعد اللعبة الديمقراطية في المغرب

TT

طلب نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من أعضاء حركة 20 فبراير الشبابية أن يكونوا ديمقراطيين ويقبلوا بنتائج الاستفتاء على الدستور التي جرت في أول يوليو (تموز) الحالي. وكانت هذه الحركة التي تطالب بإصلاحات سياسية في المغرب دعت إلى مظاهرات اليوم (الأحد) في مختلف المدن المغربية تعبيرا عن عدم قبولهم بالدستور الجديد وللمطالبة بالمزيد.

وقال نبيل بن عبد الله في لقاء مع مجموعة من الصحافيين في الرباط إن الاستفتاء قد جرى وانتهى، وعلى هؤلاء الشباب أن «يكونوا ديمقراطيين ويقبلوا بنتيجته». واقترح بن عبد الله الذي يشارك حزبه في الائتلاف الحكومي الحالي بحقيبتين، «على شباب حركة 20 فبراير أن يساهموا في إجراء انتخابات حرة شفافة ونزيهة عبر إنشاء لجان يقظة لمراقبة نزاهة هذه الانتخابات». كما اعتبر أن الاستمرار في المظاهرات ليس له أي جدوى الآن. وقال إن «حركة 20 فبراير» كما يراها أصبحت تخضع لنفوذ «جماعة العدل والإحسان» الأصولية المحظورة، والتي قال إنها تريد «إقامة دوله خلافة»، وحزب «النهج الديمقراطي» اليساري، الذي يريد إقامة «جمهورية» في المغرب.

وعبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن اعتقاده أن ما يفوق 95 في المائة من مطالب الأحزاب السياسية وحزبه على وجه الخصوص، تمت الاستجابة لها في الدستور الجديد. مشيرا إلى أن من بين الأمور التي تقدم بها حزبهم ولم تتم الاستجابة لها إلغاء عقوبة الإعدام وحرية المعتقد، وعبر عن استغرابه لموقف «حزب اليسار الاشتراكي الموحد» (راديكالي لم يصوت بنعم على الدستور)، على الرغم من أن 95 في المائة من مطالبه هو أيضا تمت الاستجابة لها.

يشار إلى أن «اليسار الراديكالي الموحد» قاطع الاستفتاء على الدستور، الذي صوت عليه المغاربة بأغلبية كاسحة، بلغت 98.5 في المائة.

وسئل نبيل بن عبد الله حول تصريحات عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض، التي قال فيها إن حزبه إذا فاز في الانتخابات سيمنح لحزب التقدم والاشتراكية عددا من الحقائب الوزارية، وأجاب بن عبد الله على هذه التصريحات قائلا «هذا الكلام قيل في إطار التقارب المرحلي، وقد طرح في سياق أنه إذا كان هناك من حاصروا حزب العدالة والتنمية من المفسدين، فنحن نرحب بحزب التقدم والاشتراكية وإذا فزنا في الانتخابات سنمنحه سبعة مناصب وزارية». وتوقع بن عبد الله أن يفوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات ومضى يقول «لهذا ينظر هذا الحزب إلى عدد من الأمور لها علاقة بحزبنا بشكل إيجابي» على حد اعتقاده.

وأشار في السياق نفسه إلى أنه في الانتخابات المقبلة، لن يتجاوز أي حزب سياسي داخل أو خارج «تحالف الكتلة» التي تضم الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، 15 أو 16 في المائة من الأصوات. مشيرا إلى أنه لهذا السبب يعمل حزب التقدم والاشتراكية على خلق تحالفات حزبية، وأول من سيتحالف معهم «الكتلة الديمقراطية» مشيرا إلى أن حزبه عمل معهم في حكومتين منذ 14 سنة.

ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى إعادة إحياء «الكتلة الديمقراطية» وأشار إلى أنه كتب رسالة حول هذا الأمر إلى كل من حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات لشعبية، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال تجاوب مع الرسالة وعبر عن الرغبة نفسها، أما حزب الاتحاد الاشتراكي فقد تعامل مع الرسالة وكأنه لم يتوصل بها، ورجح بن عبد الله أن يكون مرد ذلك إلى خلافات داخلية يعيشها الاتحاد الاشتراكي، ودعا الاتحاديين إلى الانفتاح على محيطهم.