طارق بدرة.. «بلبل» مدينة جبلة الذي لم يشمله العفو

أول من كبّر للخروج في مظاهرات ونادى بالوحدة السنية العلوية

TT

تحفل صفحات الانتفاضة السورية على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بسلسلة لوائح طويلة تضم آلاف الأسماء من المعتقلين من ناشطي الانتفاضة السورية الذين خرجوا إلى الشوارع منذ منتصف مارس (آذار) الماضي يطالبون بإطلاق الحريات وتحقيق الإصلاح وصولا إلى إسقاط النظام السياسي. ويرجح ناشطون حقوقيون، معارضون لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تجاوز عدد المعتقلين السوريين منذ بدء الاحتجاجات الشعبية 11 ألف معتقل، مقدرين عدد الذين اختبروا تجربة الاعتقال لفترة قصيرة بـ60 ألف سوري منذ بداية الأحداث.

ويمكن لمن يطلع على الصفحات المرتبطة بصفحة الانتفاضة السورية على شبكة «فيس بوك» أن يتوقف عند عشرات الصفحات المطالبة بالحرية لمعتقلين سياسيين، يخضعون للتعذيب في اعتقالهم ولم تشملهم مراسيم العفو العام الصادرة عن الرئيس الأسد. ومن هؤلاء المعتقلين الناشط في مدينة جبلة (اللاذقية) السورية طارق خالد بدرة، ذو الـ24 عاما والمعتقل منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي.

وكان طارق، الذي يطلق عليه الناشطون اسم «بلبل جبلة» أول من كبّر للخروج بمظاهرات من أجل الحرية في جبلة، من جامع أبو بكر الصديق، لتخرج المدينة الساحلية من بعدها لتنادي بالحرية ومن ثم بإسقاط النظام على خلفية مجازر مدينة درعا. ولم تحل محاولة طارق الابتعاد عن مدينته جبلة بعد 3 أيام على اقتحامها من قوى الأمن السورية ومقتل 13 ناشطا فيها دون إلقاء القبض عليه واعتقاله في 26 أبريل الماضي، أثناء توجهه لزيارة أحد أقربائه خارج المدينة.

وتظهر مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» طارق، محمولا على الأكتاف، في مقدمة مظاهرة جبلة، بينما يسمع صوته في مقطع آخر وهو يردد: «واحد واحد واحد.. علوي وسني واحد».

وتشير معلومات منشورة على صفحة أنشئت خصيصا وتحمل عنوان «الحرية لطارق بدرة» على شبكة «فيس بوك» إلى أن طارق تعرض للإهانة والتعذيب في سجن الأمن السياسي في اللاذقية، وتفيد بأن «المحققين سألوه: هل ستخرج في مظاهرات. فيقول لهم: نعم في اليوم التالي لخروجي. ويقال له: أنت حرضت الناس على الخروج؟ فيقول: نعم.. ولكن أطلقوا أصدقائي وأبقوا علي، اتركوهم وعذبوني أنا بدلا منهم».

وتوضح مجموعة «الحرية لطارق بدرة» أنه نفذ إضرابا عن الطعام لمدة 5 أيام بدءا من التاسع عشر من شهر مايو (أيار) الماضي داخل زنزانة منفردة، بعد تعرضه للضرب والإهانة. وتمكن أهله (والده موظف متقاعد ووالدته مدرسة) من رؤيته بعد مرور 40 يوما على اعتقاله وعدم سماعهما أي أخبار عنه.

واللافت أنه لم يتم بعد الإفراج عن طارق على الرغم من مرسومي العفو الصادرين عن الأسد؛ لاتهامه من قبل السلطة السورية بتهمة «التحريض على التظاهر وإضعاف هيبة الدولة»، وهي تهمة لا يشملها العفو.

وفي حين لا يزال مصيره ومصير المئات من الناشطين الآخرين مجهولا، فإن طارق يشكل اليوم «رمزا لشباب مدينة جبلة الأدهمية»، وفق ما ورد على مجموعته على «فيس بوك»، المصرين على متابعة تحركاتهم حتى الرمق الأخير.