«فتوى» من اسطنبول بوجوب نصرة الشعب السوري ورفع الظلم عنه

مؤتمر رابطة العلماء المسلمين أدان إيران ومرشدها وحزب الله لتأييدهم النظام

TT

قبل أيام قليلة من موعد انعقاد مؤتمر «الإنقاذ» السوري في اسطنبول السبت المقبل، استضافت العاصمة التركية مؤتمرا آخر لنصرة الشعب السوري «رابطة العلماء المسلمين لنصرة ودعم الشعب السوري» في أحد الفنادق القريبة من المطار، وشارك فيه رجال دين مسلمون سنة بحثوا على مدى يومين في كيفية «نصرة الشعب السوري» وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أن «نصرة الشعب السوري واجب شرعي»، وأصدروا فتوى بوجوب «الوقوف مع ثورة الشعب السوري لاسترداد حريته وكرامته ورفع الظلم عنه». وأدان البيان الختامي النظام الإيراني والمرشد الأعلى في إيران وحزب الله لموقفهم المؤيد للنظام السوري، ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى الخروج عن صمتهما وإدانة النظام السوري.

وشدد البيان على سلمية الثورة السورية وعلى حرمة الدماء والممتلكات، واحترام جميع حقوق الطوائف والإثنيات في سوريا، ودعا الجيش السوري إلى حماية الشعب من بطش النظام والوقوف بجانب الثوار، كما دعا المشايخ الذين يناصرون النظام السوري إلى الالتزام بقول الحق من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، «أعظم الجهاد عند الله كلمة عدل عند سلطان جائر».

وشدد المجتمعون على وجوب الوقوف مع الشعب السوري في مظاهراته السلمية لاسترداد حريته وكرامته ورفع الظلم عنه. وقد أصدروا فتوى بذلك، مؤكدين على سلمية الثورة وعلى حرمة الدماء البريئة والأموال الخاصة والعامة وجميع الحرمات المقررة شرعا.

وعبر العلماء عن رفضهم الاستعانة بالخارج تحت أي ذريعة، حفاظا على وطنية الثورة ونظافتها وقطعا لدابر المؤامرات على سوريا. ودعا العلماء المجتمعون الجيش إلى الوفاء برسالته وحماية الشعب من بطش النظام الغاشم والوقوف إلى جانب الثوار. كما ناشد البيان علماء سوريا أن يكونوا في الطليعة وأن يقودوا الجماهير في ثورتهم ضد النظام الظالم، محذرين المشايخ الذين يوالون النظام الظالم من عاقبة الأمور في الدنيا والآخرة.

وأكد البيان على احترامه لحقوق جميع الطوائف والمذاهب التي أمر الإسلام باحترامها وتعايش معها قرونا عديدة، مشيرا إلى أن الحريات العامة والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة مطالب أساسية لجميع طوائف الشعب السوري وفئاته دون استثناء لبناء سوريا الحديثة. وأدان العلماء في بيانهم موقف النظام الإيراني ومرشدهم وما يسمى بـ«حزب الله» لانحيازهم مع النظام المستبد ضد الشعب السوري. وطالبوا الجامعة العربية بالخروج عن صمتها وإدانة ممارسات النظام الظالمة، كما ناشدوا الأمم المتحدة وأحرار العالم الوقوف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المشروعة. وندد المؤتمر بحملة الاعتقالات والتعذيب في سوريا، ودعا إلى الإفراج فورا عن جميع المعتقلين وسحب قوات الجيش والأمن والشبيحة من المدن والشوارع في سوريا، وأكد البيان على رفض الاستعانة بالخارج تحت أي ذريعة، حفاظا على وطنية الثورة، وأعلن المجتمعون عن تشكيل ثلاث لجان منبثقة عن المؤتمر (لجنة شرعية، ولجنة إغاثة، ولجنة إعلامية) لدعم الشعب السوري في ثورته ضد النظام. وقد شارك في المؤتمر ممثلون من المنتدى الإسلامي الأوروبي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء السنة وعلماء أكراد وعلماء أتراك.