شرف يستفتي شباب الـ«فيس بوك» لتعديل حقائب حكومته

مؤرخ سياسي اعتبره «تهريجا» سياسيا وإضاعة للوقت

عصام شرف
TT

«عاوزين مين في الوزارة الجديدة؟».. بهذا السؤال عبر الدكتور عصام شرف، رئيس حكومة تسيير الأعمال المصرية، عن حيرته في محاولة جديدة للحصول على حكومة توافقية تلبي مطالب الشعب وشباب الثورة معا.. السؤال طرحه شرف للاستفتاء من خلال صفحته الرسمية على موقع الـ«فيس بوك»، يطالب فيه أعضاء صفحته، الذين يتعدون 480 ألف مشترك، بأن يساهموا في تقديم أسماء مرشحة لتولي الحقائب الوزارية الاثنتي عشرة في تعديل وزاري مرتقب خلال الساعات القادمة.

السؤال نال إعجاب ما يزيد على 1000 مشترك، بينما تفاعل معه أكثر من 7500 من خلال التعليقات.

وبينما يواصل شرف إجراء مشاوراته مع مستشاريه وعدد من المقربين منه، فضلا عن استفتاء الـ«فيس بوك» لاختيار الأسماء المرشحة لحمل حقائب وزارية في التعديل الجديد الذي من المنتظر أن يتم الانتهاء منه اليوم الخميس، على أن يصدق عليه المجلس العسكري السبت المقبل. اعتبر الدكتور محمد جوادي، المؤرخ السياسي، مؤلف موسوعة «تاريخ الوزارات في مصر»، أن ما يفعله رئيس الوزراء عصام شرف نوع من «التهريج» السياسي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن شرف يحاول إضاعة الوقت بكل السبل الممكنة، وذلك تمهيدا لما يشاع عن احتمالية ترشحه لمنصب الرئاسة، فهو لا يستطيع أن يؤدي مهمة عمله على أكمل وجه، بينما في ذات الوقت لا يمكنه الاستقالة». ويشير جوادي إلى أن «هذا الاستفتاء يحاول شرف من خلاله اكتساب أكبر قدر من الشعبية على مستوى الشارع وعلى مستوى مؤسسات الدولة أيضا، بالإضافة إلى أنه يريد أن يثبت للمجلس العسكري أنه لا مطامع لديه سوى إدارة البلد كيف ما يريد الشعب».

ويشدد جوادي على أن القوائم التي قدمها بعض الشباب من الحركات المنبثقة عن ثورة 25 يناير لا يمثلون الشباب الحقيقي في ميدان التحرير، وذلك على خلفية تقديم حركة 6 أبريل قائمة بأسماء 12 وزيرا مقترحا لعصام شرف بالأمس، وقال جوادي: «هل يعقل ألا يستطيع رئيس وزراء أن يقدم في وزارته 7 وزراء جدد؟ إذا ما استثنيا 4 مناصب وزارية سيادية لا يمكنه أن يقرر وحده من سيتولى حقائبها؟».

ويضيف قائلا: «أعتقد أن مصر يكفيها 12 وزيرا مثل الولايات المتحدة الأميركية التي مساحتها الجغرافية وعدد سكانها أضعاف مصر». وحول اعتذار العديد من الأسماء المرشحة لحقائب وزارية كما أشيع على مدار اليومين الماضيين، مثل الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وجورج إسحق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنسق حركة كفاية الأسبق، وغيرهم - يقول جوادي: «إن هذا الاعتذار ليس قائما على حرج سياسي تعيشه مصر الآن، بل هو قائم على قناعة بأن شرف لا يصلح لأن يكون رئيسا للوزراء، وبالتالي لن يستطيعوا أن يعملوا تحت قيادته».

ويشير جوادي إلى أن «أيا كانت نتائج هذه الترشيحات التي يقدمها مرتادو موقع الـ(فيس بوك) لعصام شرف، فإن الوزارة الجديدة ستكون (مهلهلة) لن تخدم مصر في الفترة الراهنة، ولن تخدم عصام شرف نفسه، لأنه لا رؤية واضحة لرئيس الوزراء حول الأسماء التي تصلح لهذه المناصب، وترك الباب مفتوحا لكل من يريد أن يقول اسما، حتى وإن كان غير مناسب بالمرة، مع أنه من المفترض ألا يكلف الناس مالا يطيقون! ومن ثم يقول: (هم من اختاروا ذلك)».