قوات الأمن تقتل متظاهرا في البوكمال.. والأكراد يستعدون لتصعيد المواجهة مع النظام

قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط»: تصعيد الموقف الكردي إثر قتل 5 شبان أكراد الجمعة سيحرك الشارع في دمشق وحلب

مظاهرة في البوكمال أمس
TT

تصاعدت حدة التوتر في المناطق الكردية السورية أمس، مع قتل متظاهر واحد على الأقل في بلدة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية، بعد يوم على مقتل 5 شبان أكراد كانوا يشاركون بمظاهرات في جمعة «أسرى الحرية» في دمشق. وتوعد قيادي كردي سوري أن هذه الأحداث قد تغير شكل المواجهة المهادنة للأحزاب والقوى الكردية للنظام السوري حتى الآن، بعد إقدام «شبيحة النظام بقتل خمسة من الشبان الكرد في حي ركن الدين بدمشق».

ونلت وكالة «رويترز» أمس عن نشطاء وسكان في البوكمال، أن قوات سورية قتلت أحد المتظاهرين وأصابت خمسة أمس عندما فتحت النيران على متظاهرين مطالبين بالديمقراطية. وقال أحد النشطاء الذي أوضح أن المحتج القتيل يدعى حيان محسن البحر «أطلقت دوريات استخباراتية عسكرية النيران على حشد في الميدان الرئيسي. يتجمع المزيد من الناس هناك الآن. إنها منطقة قبلية ولا يستهين السكان بأعمال القتل».

من جهته، قال القيادي في الحزب اليساري الكردي شلال كدو في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن جمعة «أسرى الحرية» شهدت سقوط العشرات من القتلى في عموم أنحاء سوريا، «لكن ما ميز هذه الجمعة بالنسبة للأكراد هو سقوط خمسة شبان أكراد شهداء في حي ركن الدين بالعاصمة السورية دمشق برصاص شبيحة النظام وأجهزته الأمنية، مما يعني تصعيدا خطيرا في الموقف من قبل السلطة تجاه الأكراد، في حين كانت تحاول كسب ودهم منذ بدء الحركة الاحتجاجية».

واعتبر كدو أنه بسبب ذلك، من المتوقع أن تشهد المناطق الكردية «تصعيدا نوعيا، وبالتالي زخما في المظاهرات والاحتجاجات في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين وعفرين وكوباني والحسكة وديريك وغيرها».

وأشار القيادي الكردي إلى «أن من شأن تصعيد الموقف الكردي تحريك الشارع في كل من العاصمتين السياسية والاقتصادية، إذ يوجد في دمشق وحدها أكثر من نصف مليون كردي، وأكثر منهم في حلب، الأمر الذي يعني أن تصعيد الحراك الكردي سيؤدي تلقائيا إلى التصعيد في العاصمة، وبالتالي يؤدي إلى تأثير كبير في مجرى الأحداث وتطوره، خاصة بعد أن تعمدت السلطات السورية منذ بضعة أيام خلق مشاحنات وتوترات في المدن الكردية، بهدف إحداث بلبلة وفتنة بين الكرد والعرب، رغم أن المظاهرات في مختلف المناطق الكردية خليط من الشباب العربي والكردي الثائر».

وأكد أنه «كان وما زال، يتم دفع شبيحة بعثيين من بعض قبائل البدو العربية، للتحرش بالمتظاهرين الكرد وبعوائلهم ومنازلهم، ولا سيما في مدينة الحسكة وحي الأكراد بالعاصمة دمشق». واعتبر كدو أن «الأكراد أكثر احتقانا من غيرهم في سوريا، إذ إنهم يتعرضون لاضطهاد ثنائي ومزدوج، مرة لأنهم سوريون شأنهم شأن معظم مكونات البلد، الذين يتقاسمون المعاناة من الاستبداد والديكتاتورية والفساد والفقر والفاقة والحرمان وهدر الكرامة والاعتقال والسجون وتكميم الأفواه وغيرها، وأخرى لأنهم أكراد فإنهم يتعرضون للتفرقة العنصرية، ويعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، حيث تنفرد مناطقهم بالإهمال التنموي المتعمد، فضلا عن المشاريع الاستثنائية المطبقة عليهم منذ وصول البعث إلى سدة الحكم».

وكان اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد ومختلف المؤسسات الشبابية الكردية الأخرى، قد أعلنت بُعيد مقتل الشباب الخمسة في حي الأكراد «عن حالة الاستعداد القصوى، لتصعيد النشاطات الاحتجاجية السلمية، ليس في المدن الكردية وحدها فحسب، بل في كل من دمشق وحلب أيضا، إضافة إلى المدن والعواصم الأوروبية ودول العالم الأخرى».