الثوار الليبيون ينفذون عملية اختراق للبريقة.. ومقتل 10 في انفجار ألغام

المعارضة تمهد للسيطرة على المدينة النفطية.. واشتباكات عنيفة في بئر الغنم

TT

اندلعت اشتباكات عنيفة بين الثوار الليبيين المعارضين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي صباح أمس في بلدة بئر الغنم في الجبل الغربي بليبيا، وجاء ذلك بينما أفادت تقارير بمقتل 10 من الثوار خلال عمليات التقدم نحو مدينة البريقة النفطية إلى الشرق من العاصمة طرابلس.

وذكرت وكالة «رويترز» أنه كان بالإمكان سماع دوي إطلاق النيران وقذائف المدفعية من قرية بئر عياد الواقعة على بعد 15 كيلومترا جنوب بئر الغنم. وتسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس التي تبعد 80 كيلومترا.

وقال أحد المعارضين ويدعى أحمد في بئر عياد إن قافلة من نحو 15 مركبة من قوات القذافي حاولت الوصول إلى بئر الغنم إلا أن المعارضين فتحوا النيران عليها وتراجعت القافلة بعد نحو ساعة من إطلاق النيران.

وحققت المعارضة في الجبل الغربي تقدما مطردا في الأسابيع الأخيرة بعد نجاحها في صد هجمات قوات القذافي. وتهدف المعارضة إلى بلوغ بلدة غريان التي تتحكم في الطريق السريع جنوب طرابلس.

وحظي المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض، أول من أمس، باعتراف الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى به كحكومة شرعية لليبيا مما يعطي دفعة قوية لحملة المعارضين للإطاحة بالقذافي.

وقالت دول غربية أيضا إنها تعتزم زيادة الضغط العسكري على قوات القذافي لكي يتنحى بعد 41 عاما في السلطة.

وفي غضون ذلك، نفذ الثوار المتحمسون بالاعتراف الدولي، عملية اختراق لمدينة البريقة النفطية ليلة الجمعة - السبت تمهيدا للهجوم على المدينة والتقدم على الجبهة الشرقية.

وصرح الناطق باسم جيش الثوار في «عاصمتهم» بنغازي محمد الزاوي مساء الجمعة أن وحدة استكشاف من خمسين مقاتلا دخلت المدينة من شمالها قبل أن تنسحب قبيل منتصف الليل (22.00 ت غ).

ونظرا لصعوبة القتال في ميدان صحراوي، اعتبر الزاوي أن مقاتلي الطرفين حفروا خنادق لقضاء الليل و«غدا سنتمكن من السيطرة على البريقة بإذن الله».

وتحقق هذا الاختراق في عمق الأراضي التي يسيطر عليها نحو ثلاثة آلاف عنصر من قوات العقيد معمر القذافي بعد نحو 32 ساعة من بدء الهجوم الذي شنه الثوار على 3 محاور لاستعادة البريقة.

وفي حين باتت أكثر مواقع الثوار تقدما على بعد 4 كلم من وسط المدينة، اصطدمت وحدة ثانية من الثوار شرقا بمقاومة شديدة على بعد ما بين 10 و20 كلم من المدينة.

وقال المتحدث إن «القسم الأكبر من قوات القذافي متمركز على ما يبدو في وسط المدينة».

لكن في جنوب البريقة حيث حقق الثوار تقدما كلفهم خسائر فادحة في الأرواح، دحرهم الجيش النظامي بقوة. كما تعين على المقاتلين أيضا إزالة أكثر من مائة لغم زرعت في محيط المدينة لتهيئة الميدان أمام المدفعية الثقيلة.

وسقط ما لا يقل عن 10 من الثوار و172 جريحا في هذا الهجوم على البريقة أصيب معظمهم بألغام خلافا للمعارك السابقة حيث كانت المدفعية الثقيلة تخلف العدد الأكبر من الخسائر حسب مصادر طبية.

وقال الطبيب أحمد ديناري في مستشفى أجدابيا «وصل خمسة جرحى جدد هذا الصباح (السبت) أصيبوا جميعا بألغام»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وروى الجريح علي صالح (19 سنة) من على سريره كيف أصيب في ركبته عندما انفجر لغم لدى مرور مدرعته وسط رتل الثوار المركزي صباحا. وأوضح «كنا قرب البريقة نحو الساعة الثالثة صباحا عندما تلقينا الأمر من حلف الأطلسي بالانسحاب، فتراجعنا لكن مدرعتنا داست لغما دمر مجنزراتها».

من جانبه أعلن حلف الأطلسي أنه دمر الجمعة 14 هدفا عسكريا لقوات القذافي في قصف جوي على تلك المدينة.

وكان الثوار قد أعلنوا الخميس أنهم تجاوزوا نصف المسافة، 40 كلم بين البريقة ومحور طرق أجدابيا المهم، حيث كانوا يصطدمون بمقاومة منذ أسابيع وأنهم سيطروا على آلية عسكرية تابعة للجيش النظامي.

وقد سيطر الطرفان على المدينة عدة مرات خلال الحرب الأهلية في ليبيا التي دخلت شهرها الخامس.

وتشكل البريقة رهانا ماليا كبيرا، لأن السيطرة على هذا الميناء النفطي المهم جنوب شرقي خليج سرت، وهو حاليا بين أيدي قوات العقيد القذافي، قد يحسن كثيرا الوضع المالي للثوار ويوفر لهم المحروقات أيضا.

وفعلا اعترفت الدول الأعضاء في مجموعة الاتصال حول ليبيا التي عقدت اجتماعا في إسطنبول الجمعة بشكل كامل بالمجلس الوطني الانتقالي كي تقدم له المساعدة المالية التي يطلبها.

وأفاد البيان الختامي للاجتماع بأن «مجموعة الاتصال شجعت أيضا المشاركين على تقديم مساعدة مالية كبيرة إلى المجلس الوطني الانتقالي في إطار القوانين السارية وكذلك عبر آليات تسمح لهيئات يسيطر عليها المجلس بتصدير المحروقات».