منظمة الهجرة الدولية: آلاف تقطعت بهم السبل في ليبيا

مالطا ترحل 106 لاجئين بينهم ليبيون إلى تونس

TT

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 625 ألف مهاجر فروا من ليبيا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي في فبراير (شباط)، ولكن كثيرين لا يزالون في مناطق صحراوية في الجنوب حيث تقطعت بهم السبل.

وقالت جيميني بانديا المتحدثة باسم المنظمة إن ليبيا كانت تستضيف ما بين 1.5 و2.5 مليون مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا كانوا يعملون في صناعتي النفط والتشييد أو القطاع الصحي.

وذكرت وكالة الإغاثة أن عددا من بقوا في البلاد غير معروف، ولكن كثيرين أقاموا في ليبيا لعقود من الزمن وأنهم لن يغادروا إلا كملاذ أخير لأن أسرهم تعتمد على تحويلاتهم المالية.

وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته أول من أمس «ما زلنا نتلقى تقارير عن عدد أكبر من مجموعات المهاجرين المتناثرة في أنحاء البلاد عاجزة عن الفرار. ومن بينها تقرير عن ألف مهاجر على الأقل في بلدة الكفرة الجنوبية الشرقية وحولها»، حسبما أوردته وكالة «رويترز». وقالت إنه رغم فرار مئات الآلاف عبر مصر وتونس يعتقد أن كثيرين يختبئون خوفا نظرا لعدم مشروعية وضعهم أو عجزهم عن مغادرة ليبيا.

واعترفت الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية الجمعة بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا بوصفه الحكومة الشرعية في ليبيا في دعم قوي لمساعي المعارضة للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.

وفي الأسبوع الماضي نفذت المنظمة أول عملية إنقاذ جوي من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب ليبيا وقامت بإجلاء 529 معظمهم من تشاد من بلدة سبها.

وطلب 600 مهاجر أفريقي آخر إجلاءهم من سبها وذكرت بانديا أن زعماء القبائل أبلغوا المنظمة أن 3 آلاف سوداني في المنطقة ربما يحتاجون إلى من ينقذهم.

وقالت المتحدثة «يوجد عدد كبير من المهاجرين في العراء تحت شمس الصحراء الحارقة دون مأوى أو مساعدات إنسانية»، وذكرت أن نحو ألف تشادي تقطعت بهم السبل قرب بلدة القطرون الجنوبية ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن لا يجدون الطعام أو الماء.

وأضافت بانديا أن تردي الأمن والعصابات حالا دون تنظيم قافلة لنقل الألف مرة واحدة من القطرون إلى سبها ولكن الوكالة بدأت نقلهم في جماعات صغيرة.

وأضافت المتحدثة أنه «بمرور الوقت ومع تمكننا من الوصول لمزيد من الأماكن سنجد عددا أكبر من الناس بحاجة لمساعدة».

وإجمالا قامت المنظمة بإجلاء أكثر من 8100 شخص من مصراتة على متن 12 سفينة استأجرتها منذ أبريل (نيسان) بما في ذلك مصابون في القتال بين المعارضة وقوات القذافي.

إلى ذلك، قالت الحكومة المالطية أمس إن المهاجرين الـ106 الذين منعتهم السلطات من دخول مالطا في وقت سابق الأسبوع الماضي، سوف يتم ترحيلهم لمخيم للاجئين في تونس.

كانت السفينة «أدميرال خوان دي بوربون» والتابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تمكنت من إنقاذ المجموعة قبالة الساحل الليبي الاثنين الماضي، غير أن إسبانيا ومالطا والحلف اختلفوا حول الجهة التي ستتحمل مسؤولية هؤلاء اللاجئين.

وتم نقل أربعة من المهاجرين جوا لمالطا لتلقي العلاج، غير أن السلطات أصرت على عودة الباقين لأقرب مرفأ من نقطة إنقاذهم.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإنه يجري نقل مجموعة اللاجئين التي كان من بينها أفراد يحملون الجنسية الغانية والليبية والتونسية، على متن سفينة حربية تونسية لمخيم الدهيبة قرب الحدود مع ليبيا، بحسب وزارة الداخلية المالطية.

وغالبا ما تشكو مالطا أصغر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أنها لا تستطيع استيعاب أعداد المهاجرين الذين يتوافدون على شواطئها من أفريقيا.