«مكتبة ميدان التحرير».. سلاح المعرفة في أيدي الثوار

مفتوحة على مدار الساعة وشعارها «مد إيدك.. خد كتابك مجانا»

على باب الخيمة نقاش حول بردية حقوق الإنسان وقضايا أخرى
TT

ملمح ثقافي اكتسى به ميدان التحرير، مسرح عمليات ثورة «25 يناير» بالقاهرة، فبجانب تنوع عدد من الفنون التلقائية في الميدان، مثل الكاريكاتير والفن التشكيلي، والغناء، وفن الدعاية وكتابة اللافتات والشعارات السياسية بصيغ وفنية جذابة، أخيرا لحق وافد جديد بهذه الفنون.. ففي وسط خيام معتصمي ميدان التحرير المنصوبة في حديقة الميدان ستجد خيمة يلتف حولها الكثير من المعتصمين ورواد الميدان يتناقشون ويتجادلون، وبالنظر داخل الخيمة لن تجد أحد الوجوه السياسية البارزة، ولا أحد شباب الثورة المعروفين، وإنما ستجد مجموعة من الكتب عن حقوق الإنسان، وتاريخ الثورات والثوار في العالم، وستجد على باب هذه الخيمة لافتة ورقية مكتوبا عليها «مكتبة التحرير.. مد إيدك خد كتابك مجانا».

ملامح الجدية والحماس في النقاش بدت على وجه أحد الشباب، وهو يتبادل على باب الخيمة أطراف الحديث مع رواد المكتبة، ويوزع عليهم الكتب، وبردية منظمات حقوق الإنسان المصرية حول الأحكام الأساسية في الدستور. اقتربت منه وقبل أن أسأله عن نفسه بادرني قائلا «أنا عبد الرحمن حمدي، مسؤول الوحدة الإعلامية بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والمسؤول عن مكتبة التحرير، وهي فكرة مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع الشبكة العربية للتسامح، والهدف منها استغلال هذا التجمع الشعبي الكبير الموجود في ميدان التحرير بمختلف فئاته وطبقاته، لنشر الوعي الحقوقي وثقافة حقوق الإنسان من خلال توزيع الكتب والمطبوعات المجانية، ليعرف كل مواطن حقوقه وواجباته ليعيش حياة كريمة من دون انتهاك لأي حق من حقوقه الإنسانية، فنحن لا نريد أن يستغل أحد جهل الشعب بحقوقه، وبالمكتبة أيضا كتب تتعلق بالثورات وتاريخها في العالم».

يقوم عبد الرحمن بتوزيع «بردية» منظمات حقوق الإنسان المصرية حول الأحكام الأساسية في الدستور، ويقول عنها «تستهدف هذه المبادئ المقترحة المساهمة من منظور حقوق الإنسان في الحوار المجتمعي الجاري حول دستور ثورة 25 يناير، وبشكل خاص المساهمة في بلورة ضمانات لحماية ما يجري تسميته في هذا الحوار بالدولة المدنية، وشارك في إعداد هذه البردية 27 منظمة حقوقية»، ويتابع «نقوم بتوزيع هذه الوثيقة على المترددين على المكتبة، ونطلب منهم قراءتها جيدا وإبداء رأيهم فيها أو أي ملاحظات عليها، بهدف إشراك المجتمع في عملية إعداد الدستور».

المكتبة مفتوحة على مدار الساعة، وعليها إقبال شديد من جميع الفئات والطبقات، وبحسب عبد الرحمن «يتردد على المكتبة كل الفئات والطبقات، فهناك خريجو جامعات، وآخرون لم يكملوا تعليمهم وهؤلاء يأتون إلى المكتبة راغبين في التعلم، ويطلبون كتبا مبسطة لمعرفة حقوقهم حتى لا يستغل أحد جهلهم، لأن نسبة كبيرة منهم لا توجد لديهم أدنى فكرة عن الحقوق المدنية، وطلب المعرفة يدل على أن الشعب بكل مستوياته أصبح لديه وعي سياسي بفضل ثورة 25 يناير».

وأوضح عبد الرحمن أن كل الكتب الموجودة في المكتبة من إصدار مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وأغلبها يناقش ويعرف بالقضايا والمطالب التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير، ومن هذه الكتب: «الانتخابات في مصر»، «نحو قانون ديمقراطي لتحرير العمل الأهلي»، «المواطنة»، «المنظمات غير الحكومية»، «الحق في سلامة الجسد»، «استقلال القضاء»، «الحركات الاجتماعية الجديدة»، «استقلال الجامعة»، «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، «حرية الصحافة»، «حقوق النساء»، «النيابة العامة.. وكيل عن المجتمع».

ويدعو عبد الرحمن رواد ميدان التحرير إلى أن يبحثوا عن المكتبة ويقوموا بزيارتها للاستفادة مما تقدمه، وأضاف «ومن يرغب في التبرع بأي كتب حقوقية أو سياسية للمكتبة فالباب مفتوح، لأننا نفكر في توسيع مجال المكتبة ليشمل كتبا أخرى في شتى فروع المعرفة».