حوار المالح مع «الشرق الأوسط» يثير اعتراضات في موضوع «حكومة الظل»

ناشطون انتقدوا محاولة «اقتسام الكعكة» قبل الحصول عليها

TT

كان الحوار الذي نشرته «الشرق الأوسط» مع رئيس مؤتمر «الإنقاذ الوطني» في سوريا، هيثم المالح، الأسبوع الماضي، مادة رئيسية في مستهل أعمال مؤتمر الحوار بشقه التركي، بعدما رفض معارضون فكرة إعلان المؤتمر عن «حكومة ظل»، فانشغل المتحاورون لفترة لا باس بها في أروقة المؤتمر يتناقشون فيها؛ بين مؤيد ومعارض، مما حمل المالح على عدم ذكرها في مشروع البيان الختامي، من دون أن يتخلى عنها. وتركزت انتقادات المعارضين على ضرورة عدم «فرض أمر واقع» عبر إقامة حكومة تتسلم السلطة عند رحيل الحكم الحالي، وهو ما حدا بأحد الناشطين إلى كتابة جملة على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي كانت تبث على الشاشة الكبيرة داخل المؤتمر، يقول فيها: «الشعب يريد اقتسام الكعكة قبل الحصول عليها».

وقال المالح في مداخلة رد بها على عدد من الذين انتقدوا الفكرة في الجلسة الصباحية للمؤتمر: «إذا كنا نريد أن نعمل على الأرض فصدور الجميع مفتوحة، فقد آن الأوان لنا للانتقال من الكلام إلى العمل». وأضاف أن «موضوع حكومة الظل لم يرد في مشروع البيان الختامي، لكن لكل معارضة أن تنشئ حكومة ظل تتابع باحترافية أعمال الحكومة القائمة».

وقال المفكر السوري برهان غليون: «إن أي نقاشات لم تحصل داخل صفوف المعارضة حول هذا الموضوع، الإعلان عنها يشكل سابقة خطرة في تعامل قوى المعارضة السورية فيما بينها».

وأكد غليون على صفحته عبر موقع «فيس بوك» أنه لا يمكن لمثل هذا القرار أن يتخذ بمعزل عن التنسيقيات أولا، وعن أطراف المعارضة الأخرى ثانيا، وقال: «إن المطلوب من هيثم المالح، الذي يرأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للإنقاذ، أن يقدم توضيحات حول هذا التصريح».

ورأى أن «الإعلان عن تشكيل حكومة سابق لأوانه، وسيكون لتشكيلها، لو حصل، أثر سيئ على النشاطات الشعبية والمسيرات الميدانية».

وقال المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، الدكتور رضوان زيادة، لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة حكومة الظل «ليست في محلها»، معتبرا أن حكومة كهذه في دولة ديمقراطية تكون من داخل البرلمان لا من الخارج، مفضلا إنشاء مجلس تمثيلي. واعتبر المعارض السوري، عبد اللطيف المنير، أن «فكرة المجلس الانتقالي هي مفيدة بحد ذاتها، لكن توقيتها في هذه الظروف غير موات لما يتطلع إليه الشعب السوري».

واعتبر أن «محاولات احتواء الانتفاضة السورية بتشكيل حكومة منفى من لون واحد، ولو أخذ هذا اللون عدة أطياف، تبقى ذات طابع راديكالي، وترك باقي الأطياف المستقلة خارج الساحة السياسية السورية، لهو ضرب للمعارضة السورية في الداخل والخارج وشق لصفها وتقويض لحركتها».

وحذر من «هذا العمل الاستفزازي والانتهازي لاستهداف التيارات التي تنادي بالحداثة لسوريا، واستبعادها من المشاركة الفعالة في بناء سوريا الغد»، كما حذّر من تشكيل حكومة منفى لسوريا، وذلك للحيلولة دون تفريق المعارضة، وإعطاء النظام السوري فرصة أخرى للحياة.