طهران: مستعدون للتعاون مع الأرجنتين في التحقيق في الهجوم على مركز يهودي

مسؤول سابق في «سي آي إيه»: إسرائيل تخطط لهجوم على إيران في سبتمبر

TT

أعلنت إيران استعدادها لإجراء «حوار بناء» و«التعاون مع الحكومة الأرجنتينية لكشف حقيقة» الهجوم على مركز يهودي أرجنتيني أسفر عن سقوط 85 قتيلا عام 1994، الذي يشتبه بضلوع الجمهورية الإسلامية في التخطيط له.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران «تدين الأعمال الإرهابية كافة، خصوصا على المركز التعاضدي اليهودي الأرجنتيني عام 1994 وتؤكد تضامنها مع عائلات الضحايا»، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية.

ويشتبه القضاء الأرجنتيني في ضلوع طهران في تدبير هجومين في بوينس آيرس بما في ذلك الهجوم على المركز اليهودي الذي أسفر عن سقوط 85 قتيلا و300 جريح عام 1994.

وأوضح البيان أن «الجمهورية الإسلامية في إيران مستعدة لإجراء حوار بناء وللتعاون مع الحكومة الأرجنتينية لكشف الحقيقة كاملة في إطار القانون والاحترام المتبادل للمساعدة على تفادي بقاء التحقيق القضائي على مسار مغلوط»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان القضاء الأرجنتيني أعلن في مايو (أيار) إجراء محاكمة جديدة بحق مسؤولين عدة في القضاء والشرطة في البلاد خصوصا على خلفية دفع رشى قدرها 400 ألف دولار خلال التحقيق في الهجوم على المركز اليهودي.

ومن بين المتهمين القاضي السابق خوان خوسيه غاليانو والمحاميان السابقان ايمون مولن وخوسيه كارلوس بارباتشيا والمسؤول الاستخباراتي السابق هوغو انزوريغي والمسؤول السابق عن بعثة الجمعيات اليهودية الأرجنتينية روبن بيراخا.

كما أن الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم (1989 - 1999) متهم شخصيا بإعاقة التحقيق، إلا أن القرار بشأن إمكانية محاكمته لم يتخذ بعد.

وأعربت إيران في بيان خارجيتها عن «سخطها» لكون «هذا العمل الإرهابي شكل منذ البداية مؤامرة ولعبة سياسية» ترمي إلى توجيه التهمة لإيران.

واتهمت المسؤولين السابقين في القضاء الأرجنتيني «الذين اتهمهم قضاء بلادهم بتوجيه الاتهام بحق بعض الرعايا الإيرانيين لحرف المسار القضائي عن طريقه ومنع وقوع المسؤولين الحقيقيين عن هذا الجريمة بين يدي القضاء».

وتتهم حكومة الأرجنتين مسؤولين إيرانيين بتدبير الهجوم، إلا أن هذا التحقيق لا يحقق أي تقدم.

وكثيرا ما نفت إيران أي ضلوع لها في الهجوم على المركز اليهودي في بوينس آيرس، رافضة تلبية طلب اعتقال عدد من المسؤولين وترحيلهم، ومن بينهم وزير الدفاع الجنرال أحمد وحيدي الذي أجرى نهاية أبريل (نيسان) زيارة إلى بوليفيا حيث شارك في عرض عسكري حضره الرئيس البوليفي إيفو موراليس.

ويعتبر الهجوم على المركز اليهودي أكبر هجوم إرهابي شهدته الأرجنتين التي تضم أكبر جالية يهودية في الأميركتين بعد الولايات المتحدة، كما أنه يعتبر ثاني هجوم كبير يستهدف اليهود في العاصمة الأرجنتينية خلال التسعينات. وتقول الأرجنتين إن إيران خططت للتفجير وعهدت إلى ميليشيا حزب الله اللبنانية بمهمة تنفيذه. وبالإضافة إلى وزير الدفاع الإيراني فإن الأرجنتين تتهم أيضا رئيس المخابرات الإيراني السابق علي فلاحيان، والرئيس السابق للحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، و3 دبلوماسيين إيرانيين.

إلى ذلك، قال مسؤول سابق بالمخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) روبرت باير، أمس، بأن إسرائيل ربما تشن هجوما على إيران في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقال في تصريحات لراديو «إل آي» إنه يرى أن تحركا كهذا من شأنه أن يزج بالولايات المتحدة في حرب ضخمة جديدة، كما سيعرض الجيش والمدنيين الأميركيين للخطر في منطقة الشرق الأوسط أو ربما على نطاق أوسع. ولطالما هددت إسرائيل بشن هجوم على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل وتصريحاتها «المستفزة» تجاه الدولة العبرية.

ولم يشر باير خلال تصريحاته إلى المصادر التي استقى منها توقعه بشأن تحرك عسكري إسرائيلي ضد طهران، لكنه تحدث في الوقت نفسه عن شخصيات أمنية إسرائيلية حذرت من تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإقدام على هذا التحرك.. وفي مقدمتهم رئيس الموساد السابق مائير داغان.

ونقل عن باير قوله «لدي ما يشبه اليقين بأن نتنياهو يخطط لمهاجمة إيران، وأن هذا الهجوم سيتم على الأرجح في شهر سبتمبر المقبل قبل تصويت الأمم المتحدة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، موضحا أن نتنياهو يأمل بإقحام واشنطن في هذا الصراع.

وذهب المسؤول السابق بالمخابرات الأميركية إلى الاعتقاد بأن الطيران الإسرائيلي سيشن غارات على مفاعل «ناتانز» وغيره من المنشآت النووية الإيرانية بهدف تحجيم قدراتها، وأن طهران سترد بضرب المدن العراقية التي تشهد وجودا للقوات الأميركية مثل بغداد والبصرة.. وهو الأمر الذي سيدفع واشنطن إلى دخول المعركة وشن هجمات على عدد من الأهداف الإيرانية.