توتر في حمص على خلفية قتل 3 شبان علويين

السلطات السورية تقول إن الحادث يؤكد وجود عصابات طائفية.. والثوار يؤكدون أن القتلى هم من «شبيحة النظام»

مؤيدو الأسد يقومون بتكسير محلات أصحابها ينتمون إلى الطوائف الأخرى في حمص والصورة مأخوذة من فضائية «شام»
TT

عاشت حمص (وسط)، مساء أول من أمس (السبت) ليلة شديدة التوتر، بعد العثور على جثث 3 شبان من الطائفة العلوية، وقد قتلوا ومثل بجثثهم قبل أن يرموا في منطقة «بساتين الخراب» في حمص.

وفيما أسبغت وسائل الإعلام الرسمية على الجريمة طابعا طائفيا، يؤكد وجود عصابات طائفية مسلحة، أكد ناشطون من حمص أن الشبان الثلاثة هم «من الشبيحة الذين كانوا يقمعون المظاهرات بوحشية مع قوات الأمن يوم الجمعة الماضي»، ولم يستبعد ناشط رفض الكشف عن اسمه أن تلجأ الأجهزة الأمنية إلى هذه اللعبة المكشوفة، التي سبق واستخدمت تمهيدا لتوجيه ضربة عسكرية قاضية للمدينة وذلك عبر افتعال حادثة ذات بعد طائفي تؤجج العنف بين الأهالي، تكون تمهيدا لتصعيد العمل العسكري.

إلا أن مصادر محلية أخرى قريبة من الشبان الثلاثة قالت إنهم اختطفوا يوم الخميس الماضي وتبين أن أحدهم قتل بالرصاص وآخرين قتلا نتيجة الضرب والتعذيب، والشبان الثلاثة طلاب في الجامعة وقد شاركوا في تنظيم حملة توقيع على العلم الوطني في الفترة الأخيرة دعما لنظام الرئيس بشار الأسد.

وعلى خلفية هذا الحادث شهدت عدة أحياء حمصية؛ الزهراء والنزهة وعكرمة والخالدية وباب السباع أعمال شغب. وقام بعض «الشبان من سكان الزهرة بالاعتداء على محال تجارية في حي الخالدية». كما حاول مجموعة منهم التظاهر ضد حي باب تدمر. وفي شارع الحضارة حيث يتركز العلويون قام شبان من الأحياء السنية بالاعتداء على محال تجارية.

وحذر كتاب ومثقفون على صفحات «فيس بوك» أهالي حمص من الانزلاق إلى مطب النزاع الطائفي. حيث كتب السيناريست سامر رضوان على صفحته «الذين كسروا المحال التجارية في حي الزهراء بحمص ونكلوا بأصحابها ليسوا من الطائفة السنية.. ومن كسر ونكل بأصحاب المحال في حي الخالدية ليس من الطائفة العلوية.. الزعران لا ينتمون إلى طوائف ولا يعبرون عنها.. الزعران والقتلة ينتمون إلى كل شيء خارج عن الإنسانية والدين».

ومن جانبه دعا كنان قوجا كل أهالي حمص للمشاركة في «جنازة الشهداء الشباب الثلاثة الذين قتلوا ومثل بجثثهم في حمص وحمل لافتات تندد بهذه الجريمة الطائفية الحقيرة ولا بأس من تحمل أي استفزاز من يعتبر أنه أم الصبي فليتصرف بوعي وضبط نفس». وقال: «لا نريد لجريمة اليوم أن تكون بواسطة عين الرمانة السورية، ومشاركة رجال الدين والوجهاء فرض عين وليس فرض كفاية».

ودوّى الرصاص في أحياء حمص مساء السبت حتى ساعة متأخرة من الليل ريثما هدأت المدينة نسبيا. بعد تدخل قوى الجيش لفض الاشتباكات.

وقالت مصادر محلية إن ثلاث دبابات وصلت إلى محيط جامع خالد بن الوليد ظهر يوم أمس (الأحد)، لتتمركز هناك، بينما اعتصم نحو 800 شاب أمام الدبابات، ولكن بعد قليل جرى تواصل بين المعتقلين والجنود، وقام الأهالي بتقديم الطعام والحلوى كما سمحوا لهم باستخدام هواتفهم للاتصال مع أهلهم. ولكن وبعد قليل جاء رئيسهم وكان غاضبا من تصرف جنوده وقام بسحبهم من المكان على الفور، ليأخذهم إلى حي آخر. ولا تزال الأجواء متوترة في حمص وسط مخاوف من تنامي مشاعر العداء الطائفي بين السكان.