المعارض السوري رضوان زيادة لـ «الشرق الأوسط»: توحيد المعارضة ليس سهلا

كشف عن مساع لتأليف «مجموعة اتصال» دولية لتطمين دول الجوار بأن التغيير سيكون في صالحها

رضوان زيادة
TT

كشف رئيس المركز السوري للدراسات الاستراتيجية رضوان زيادة لـ«الشرق الأوسط» عن مسعى لإيجاد «مجموعة اتصال» خاصة بسوريا تضم الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وعددا من الدول الأوروبية تكون مهمتها «تقديم ضمانات للدول الإقليمية بأن التغيير في سوريا سوف يكون في صالحها، وأنه سوف يقود إلى الاستقرار الإقليمي المهم. وأن بقاء النظام القائم هو سبب عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة». وأوضح زيادة أن مسعى المعارضة الآن هو توحيد جهودها للتمكن من قيادة التفاوض مع النظام في مرحلة التغيير والحوار مع القوى الدولية، معتبرا أن «سقوط الضحايا بشكل يومي مع الفشل في إصدار مواقف إدانة عربية، أو موقف من منظمة المؤتمر الإسلامي، يولد الشعور والإحساس لدى السوريين بأن كل العالم تخلى عنهم، وأن الدم السوري رخيص.

* مزيد من المؤتمرات للمعارضة السورية لماذا؟

- لا تنسى أن سوريا عاشت نحو 40 سنة من الحكم الديكتاتوري. وبالتالي فإننا في مرحلة من الصعب فيها توحيد المعارضة في أيام أو شهور. أحيانا الأمور تأخذ أكثر من ذلك، وهذا ما حدث في دول أوروبا الشرقية ودول أميركا اللاتينية في السابق. من الطبيعي ما يجري من خلافات في المعارضة. في تونس ومصر، انهار النظامان من دون توحيد المعارضة وبجهود الشعب الثائر على الأرض. الوضع في سوريا مختلف وأكثر حساسية، ويتطلب المزيد من العمل على توحيد جهود المعارضة. لكن العامل الرئيسي في ذلك هو العمل على توحيد جهود المعارضة في الداخل، وهذا المؤتمر كان ينحو نحو هذا الهدف بحيث يعقد المؤتمر في القابون وفي نفس الوقت في إسطنبول. ومع استهداف الأشخاص الذين كانوا سيشاركون في القابون، ومع سقوط أكثر من 8 شهداء في منطقة القابون وحدها لم يستطع الناشطون الوصول وعقد المؤتمر، لذلك كان التوجه لعقد المؤتمر في إسطنبول. كان هناك عدد كبير من المشاركين ونقاشات في ما يتعلق بخطوات العمل المرحلية وانتخاب مجلس وطني من الداخل والخارج، وفي الوقت نفسه اختيار مكتب تنفيذي يكون من مهمته العمل بشكل أو بآخر من أجل توحيد جهود المعارضة.

* ما هي الخطوة التالية؟

- سؤال المعارضة هو سؤال جوهري، خاصة بالنسبة إلى القوى الدولية، بمعنى أن هناك دائما تخوفا إقليميا من التغيير في سوريا، في لبنان والأردن والعراق وغيرها من الدول، لذلك نضغط ونعمل على ما يسمى مجموعة اتصال من أجل سوريا بين الدول الإقليمية ودول الاتحاد الأوروبي ولا سيما فرنسا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة وكندا وتركيا وعدد من الدول العربية، بحيث أن وظيفة مجموعة الاتصال هذه تقديم ضمانات للدول الإقليمية بأن التغيير في سوريا سوف يكون في صالحها، وأنه سوف يقود إلى الاستقرار الإقليمي المهم. وأن بقاء النظام القائم هو سبب عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة.

* إلى أي مدى تجدون صعوبة في توحيد الجهود في ظل ما نرى من خلافات؟

- إنه جهد ضخم تقوم به كل الأطراف السياسية، والأهم هو الطرف غير المتبلور سياسيا، وهم الشباب الذين يقودون الثورة. نحن نعرف أن أطراف المعارضة التقليدية، سواء الأحزاب الكردية أو الأحزاب اليسارية لديها قيادات تاريخية معروفة، لكن تأثيرهم في الانتفاضة محدود، وبالتالي ظهر شكل من أشكال القادة الميدانيين الذين يلعبون دورا رئيسيا في التحريض على المظاهرات وفي قيادتها. الخلاف الرئيسي هو كيف يمكن إدماج القادة الميدانيين في مؤتمر المعارضة ومن يستطيع التحدث باسمهم ومن يمثلهم. وبالتالي، هذا يحتاج دائما إلى مرحلة من النقاشات والعمل من أجل ما يسمى «التكتيل»، أي تشكيل كتل تتفاوض، لن تفاوض الكتل أسهل بكثير من التفاوض باسم الأفراد.

* ماذا عن التحرك نحو الخارج؟

- لا بد من تصعيد الضغوط الدولية على النظام. من الواضح أن المظاهرات مستمرة بشكل متصاعد، لكن ليس هناك للأسف موقف من جامعة الدول العربية، بل وجدنا موقفا سلبيا بزيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى دمشق ولقائه بشار الأسد وتصريحه بهذا التصريح. وهو ما أعطى انطباعات سلبية جدا لدى الشعب السوري.

* .. ومجلس الأمن؟

- قمنا بزيارات إلى الدول المترددة في مجلس الأمن، فزرنا روسيا وجنوب أفريقيا، وسنزور البرازيل والهند وغيرها من الدول الأعضاء للطلب منها دعم مشروع القرار في مجلس الأمن. نحن نريد ممارسة أقصى ما نستطيع من الضغوط لتمرير مشروع القرار المطروح في مجلس الأمن.

* ما هو المطلوب من المجتمع الدولي لمساعدتكم؟

- بشكل رئيسي هو صدور قرار مجلس الأمن، وفرض عقوبات على بشار الأسد وغيره من ضباط الأمن المتهمين بإطلاق النار على المتظاهرين. بالإضافة إلى إحالة ملف سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية، وهذا لا يتم إلا عبر مجلس الأمن. وللأسف لم نستطع أن نصل حتى الآن إلى قرار إدانة في مجلس الأمن، وهذا ما يجعل عملية التفاوض على المستوى الدولي أصعب وأكثر تعقيدا.

* هل تشعرون أن العالم لا يقف إلى جانبكم بالقدر الكافي؟

- سقوط الضحايا بشكل يومي مع الفشل في إصدار مواقف إدانة عربية، أو موقف من منظمة المؤتمر الإسلامي، يولد الشعور والإحساس لدى السوريين بأن كل العالم تخلى عنهم، وأن الدم السوري رخيص. وهذا يجعل من مسؤولية السوريين استكمال ثورتهم بأيديهم بغض النظر عن المواقف الدولية. المواقف الأميركية والأوروبية كانت رائدة. فعندما تعلن وزيرة الخارجية الأميركية أن بشار الأسد فقد شرعيته، وهذا ما ردده الرئيس باراك أوباما. لا بد من ترجمة سياسية وقانونية لذلك.

* وكيف هي الترجمة المطلوبة؟

- ها ما نسعى إليه من خلال سلسلة من الأفعال التي يجب أن تقوم بها الولايات المتحدة من أجل سحب الشرعية من النظام. ونحن لا بد أن نلاقي هذا بتوحيد المعارضة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر وغيره.

* ماذا يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة كترجمة لموقفها.

- المزيد من العقوبات التي ستفرض على قطاعي النفط والغاز. والخطوة الثانية هي تشكيل مجموعة الاتصال الدولية. والمزيد من الاعتراف بالمعارضة، وهذه ليست مسألة سهلة، لكن هناك جهود كبيرة من أجل توحيد جهود المعارضة.

* من يسعى إلى إقامة هذه المجموعة؟

- الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا.

* لماذا عارضتم حكومة الظل؟

- هذا اقتراح قدمه أحد المعارضين، لكن ليس هناك توافق عليه من قبل المعارضة السورية. وهو اقتراح غير عملي، لكن لا بد من قيادة موحدة للمعارضة تقود المفاوضات مع النظام من أجل عملية التحول، وأيضا تقود المفاوضات من القوى الدولية.

* تريدون بدل الحكومة شكلا من أشكال البرلمان؟

- هو ليس برلمانا بالمعنى الدقيق، لكن دائما في كل مراحل التحول تكون هناك شكوك وأسئلة حول مسألة التمثيل، لكن هذه المرحلة يتم تجاوزها مع تأطير الكتل وتشكيلها.