دروس بن لادن وتكتيكاته تحمي القذافي من غارات الناتو

تحصن بزوجات مساعديه وأطفالهم كدروع بشرية

TT

ما الذي يبقي قوات الناتو عاجزة عن النيل من العقيد معمر القذافي، رغم هجماتها الجوية المتكررة على طرابلس، والكثير منها استهدف مجمع العزيزية، حيث مقرات الدولة الرئيسية، والمكان الأكثر احتمالا لاختباء العقيد القذافي؟

صحيفة «ديلي ستار» الصادرة أمس، قدمت إجابات محتملة عن السؤال. قالت الصحيفة، إن الزعيم الليبي يتفادى هجمات قوات منظمة حلف شمال الأطسي (ناتو)، باستخدام تكتيكات تعلمها من زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. لقد درس القذافي، وفقا للصحيفة، تفاصيل قدرة بن لادن على الاختباء لفترة طويلة وإرسال أوامره إلى خلايا تنظيمه في جميع أنحاء العالم. وأضافت، أن الزعيم الليبي أحاط نفسه بزوجات مساعديه كدروع بشرية، كما كان يفعل زعيم «القاعدة»، الذي قتل على يد قوات أميركية خاصة، مطلع مايو (أيار) الماضي، في مخبئه في مدينة أبوت آباد الباكستانية.

ونسبت الصحيفة معلوماتها إلى مصدر أمني بريطاني وصفته بالبارز، قائلة إن «القذافي تعلم من تجربة بن لادن في البقاء طليقا لمدة عقد تقريبا والعيش في راحة نسبية، و(هو) يستخدم المراسلين لإيصال أوامره إلى قواته، ولا يثق إلا بعدد قليل جدا من المساعدين الذين يحيطون به».

وأضافت الصحيفة استنادا إلى مصدرها، أن القذافي «حذر للغاية بشأن استخدام الهواتف الجوالة وأجهزة الكومبيوتر ورسائل البريد الإلكتروني التي يمكن رصدها، ويفضل استخدام ملجأ خاص مثل بن لادن، فهو لم يعد شابا ويريد أن يكون مرتاحا».

وأشار المصدر الأمني البريطاني إلى أن العقيد القذافي «يقيم في مجمع مدجج بالسلاح وسط العاصمة طرابلس».

وكانت تكهنات كثيرة أحاطت ولا تزال تحيط بمكان وجود القذافي، وبالطريقة التي استطاع بفضلها تجنب غارات الأطلسي، التي أصاب الكثير منها المقرات والمؤسسات في مجمع العزيزية التي قدرت قوات الناتو أن يكون موجودا في إحداها.

وكانت صحيفة «صنداي ستار»، الصادرة بتاريخ 12 يونيو (حزيران) الماضي، كشفت عن أن العقيد معمر القذافي، يختبئ في متاهة ضخمة من أنفاق المياه في الصحراء، يصل عمقها إلى نحو 182 مترا تحت الأرض. وقالت إن القذافي لجأ إلى الاختباء تحت الأرض لتجنب غارات مقاتلات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد تعرضه لوابل من الضربات الجوية. وأضافت أن الأنفاق التي يبلغ عرضها نحو 4 أمتار مصنوعة من مقاطع من الأنابيب الخراسانية زنتها 75 طنا، ويصل عمق بعضها إلى نحو 182 مترا تحت الأرض، هي جزء من مشروع النهر الصناعي العظيم الذي بناه القذافي في الثمانينات بتكلفة 20 مليار جنيه إسترليني، ويعد أكبر وأغلى مشروع من نوعه في التاريخ، وصمم لاستخراج المياه من عمق 762 مترا تحت الصحراء، ونقلها إلى المدن والبلدات الليبية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأنفاق تربط بين الصحراء وبين مقر القذافي في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ومدينة سرت مسقط رأسه، واستخدمها النظام الليبي كمعسكرات لقواته أو لتخزين المركبات والمعدات العسكرية أو حتى الغاز السام. ونسبت إلى مصدر أمني قوله إن «القذافي يختبئ تحت الأرض لإنقاذ نفسه.. ولا يريد البقاء فوقها، حيث يمكن استهدافه». ويستخدم سلاح الجو البريطاني، قنابل خارقة للتحصينات من طراز «بيفواي» المحسنة والموجهة بأشعة الليزر، والتي يبلغ طول الواحدة منها نحو أربعة أمتار لتدمير مراكز القيادة الرئيسية للعقيد القذافي، وكان قد استخدمها في غزو العراق في عام 2003.