الانتفاضة السورية تدخل اليوم أسبوعها الـ19 بجمعة «أحفاد خالد»

أيام الجمعة تقلق النظام وتحفز المعارضة.. وأكثرها دموية في شهر أبريل

صورة مأخوذة من موقع شام لمتظاهر يرفع لافتة للتنديد بمسؤولي النظام السوري
TT

تحولت أيام «الجمعة» إلى كابوس يقض مضاجع رجال الأمن والسياسة في سوريا. إنه سباق عض أصابع أليم بين النظام المتمسك ببقائه، والمنتفضين ضده الذين يتخذون من ظهيرة كل يوم جمعة نقطة لانطلاق تحركاتهم التي دخلت اليوم أسبوعها الـ19.

صبيحة كل يوم جمعة، يراهن النظام على تناقص الأعداد، ويراهن المنتفضون على ازديادها، في انتظار أن يتعب أحدهما فتكون للآخر الكلمة الفصل، وتسير الأمور في المسار الذي يريده، فتجري الرياح بما تشتهي سفنه. وهذا الصباح، لن يكون مختلفا عما سبقه.. إنه صباح جمعة «أحفاد خالد». بعد أسبوع دام عاشته مدينة حمص التي وصفها زوارها بأنها تحولت إلى مدينة أشباح، يراهن الناشطون السوريون على مظاهرات اليوم «جمعة أحفاد خالد» لنصرة مدينة حمص التي تشهد أحداثا بالغة الخطورة؛ إذ باتت على شفير نزاع طائفي.

وفي حين يؤكد الناشطون السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، تسجل حوادث على الأرض تؤكد وجود من يدفع بقوة نحو اقتتال طائفي. وقد اختار الناشطون اسم «جمعة أحفاد خالد» لأن مدينة حمص عرفت بـ«مدينة ابن الوليد» أي الصحابي خالد بن الوليد، الملقب بـ«سيف الله المسلول»، ويعتز أبناء حمص بأنهم أحفاده. ويتبركون بضريحه الموجود في جامع «سيدي خالد» كما يلفظها أهالي حمص، في منطقة الخالدية المنسوبة له، وهي المنطقة التي انطلقت منها أول مظاهرات في المدينة وتخضع لوجود أمني مكثف. وفي الأسبوع الأخير كانت الخالدية هدفا لأعمال العنف مع باقي الأحياء الملتهبة.

النظام يأمل، والمنتفضون يأملون.. وما بعد صلاة الجمعة يتحدد مسار الأمور، فتخرج المظاهرات ويسقط القتلى، ثم ينطلق المشيعون في اليوم التالي، فيسقط القتلى ليخرج المشيعون في اليوم الثالث، ثم تهدأ الأمور بعض الشيء في انتظار يوم جمعة جديد.

يوم الجمعة الأول، كان في 18 مارس (آذار) الماضي، وقد حمل اسم «جمعة الكرامة» بعد أن انتفض أهل درعا على ما اعتبروه مسا بكرامتهم من قبل أجهزة الأمن، وكانت حصيلته 4 قتلى. أما الأسبوع اللاحق، فقد حمل اسم «جمعة العزة» في الـ25 من الشهر نفسه، وكانت حصيلته 36 قتيلا. حمل شهر أبريل (نيسان) الكثير من الضحايا؛ ففي يوم 1 منه وفي يوم «جمعة الشهداء» سقط 15 قتيلا، لتأتي «جمعة الصمود» وتذهب معها أرواح 11 شخصا، تلتها «جمعة الإصرار» في 15 أبريل التي كانت حصيلتها 15 قتيلا، ليرتفع الرقم بشكل ملحوظ في «الجمعة العظيمة» التي سماها الناشطون «أسبوع الآلام» وكذلك لتزامنها مع هذه المناسبة عند الطوائف المسيحية في 22 أبريل، التي سقط فيها 100 قتيل في رقم قياسي غير مسبوق في المظاهرات السورية، ومعظم هؤلاء سقطوا في درعا. أما «جمعة الغضب» التي تلتها في 29 أبريل، فقد سقط فيها 62 قتيلا.

ولم يكن شهر مايو (أيار) بأقل وطأة؛ ففي أول أسابيعه في السادس منه رفع المتظاهرون شعار «جمعة التحدي» التي كلفتهم 30 قتيلا، لتأتي جمعة «حرائر سوريا» في 13 مايو التي كانت محاولة من المتظاهرين لدفع النساء إلى المشاركة، وكانت حصيلتها 6 قتلى، ليعود الرقم إلى الارتفاع في «جمعة آزادي» أي الحرية باللغة الكردية، التي خاطب من خلالها منظمو التحركات أكراد سوريا في 20 مايو، ليسقط 40 قتيلا في مظاهراتها. ثم أتت جمعة «حماة الديار» في 27 منه محاولة لمخاطبة الجيش السوري بإبقائه على الحياد على الأقل، فكانت حصيلته 8 قتلى بينهم الطفل حمزة الخطيب، مما دفع بالمتظاهرين إلى تخصيص يوم الجمعة التالي في 3 يونيو (حزيران) باسم جمعة «أطفال الحرية» الذي سقط فيه رقم كبير من الضحايا بلغ 72 قتيلا. وفي الـ10 من الشهر نفسه كانت جمعة «العشائر» التي سميت كذلك لجذب انتباه العشائر السورية، فكانت حصيلتها 37 قتيلا. ثم أتت جمعة «صالح العلي» في 17 يونيو لتحمل معها 25 قتيلا، فجمعة «سقوط الشرعية» التي راح ضحيتها 14 قتيلا.

وأتى شهر يوليو (تموز) ليستهل في أول أيامه بجمعة «ارحل» التي سقط فيها 25 قتيلا، تلتها جمعة «لا للحوار» التي تزامنت مع دعوات النظام للحوار مع المعارضة، فكان ضحيتها 16 قتيلا.. أما جمعة «أسرى الحرية» في 15 يوليو فقط سقط ضحيتها 20 قتيلا.

اختار من يديرون المواقع الإلكترونية التي تنطق باسم المتظاهرين، وبعد تصويت على الاسم، لليوم، اسم «جمعة أحفاد خالد» وشعار «من أجل وحدتنا الوطنية».. والرهان اليوم، ككل يوم جمعة، هو كم سيتظاهرون، وكم سيقتلون.