مسؤول يمني: صالح مستعد لترك السلطة.. ولكن «ليس للفراغ»

مقتل متظاهر في تعز.. وتجدد قصف الحرس الجمهوري لمنطقة أرحب

يمنيون يتظاهرون في صنعاء أمس مطالبين برحيل الرئيس اليمني وبمحاكمته مع مساعديه بعد مقتل مشاركين في المظاهرات ضد الحكومة في العديد من المدن اليمنية خلال الأشهر الماضية (أ.ف.ب)
TT

تواصل التصعيد في اليمن أمس، في ظل مساع دولية لاحتواء الأزمة اليمنية ووضع مقترحات وحلول لانتقال السلطة بصورة سلمية، في وقت وجهت فيه السلطات اليمنية أصابع الاتهام إلى أحد أطراف الأزمة السياسية في البلاد، بالتورط في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الشهر الماضي.

وقتل متظاهر واحد، على الأقل، في تعز أثناء قمع قوات الأمن لمسيرة حاشدة، خرجت للمطالبة بـ«الحسم الثوري»، في حين قتل 3 مدنيين في تجدد قصف الحرس الجمهوري لمنطقة أرحب بشمال صنعاء.

وفي محافظة أبين بجنوب البلاد، تواصلت المواجهات المسلحة بين قوات اللواء العسكري «25 ميكا» الذي تسانده القبائل، من جهة، ومسلحين تقول السلطات إنهم ينتمون لتنظيم «القاعدة»، من جهة أخرى، وقالت مصادر أمنية وأخرى محلية إن 10 جنود قتلوا وجرح 40 آخرون في أحدث الصدامات المسلحة بين الطرفين.

وقالت المصادر الأمنية إن عشرات المسلحين من عناصر «القاعدة» قتلوا في أبين، وذكر مصدر أمني يمني أن قوات اللواء «25 ميكا» واصلت «عمليات التمشيط والملاحقة لمن تبقى من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار ومناطق أخرى بالمحافظة لتطهيرها من تلك العناصر الإجرامية».

وأضاف مصدر عسكري أن قوات الجيش تمكنت من «إحباط محاولات للعناصر الإرهابية لاستهداف وحدات عسكرية من اللواء بعبوات ناسفة شديدة الانفجار وألغام زرعوها في الطرق والممرات المحيطة بزنجبار وباتجاه منطقتي حصن شداد والشيخ عبد الله لمنع تقدم تلك الوحدات باتجاه أوكار الإرهابيين داخل زنجبار ومناطق أخرى محيطة بها».

وأشار المصدر اليمني إلى أنه «تم إبطال تلك العبوات وتفجيرها وتدمير عدد من التحصينات للعناصر الإرهابية كما تم العثور على كميات كبيرة من قذائف (الهاون) و(بي 10) والذخائر والعبوات الناسفة التي كان الإرهابيون قد أعدوها لاستهداف أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين».

وتحدثت السلطات اليمنية عن «تدمير مخزن للأسلحة تابع للإرهابيين باتجاه منطقة حصن شداد»، وقالت إن عمليات التمشيط من قبل قوات اللواء «25 ميكا» والوحدات القتالية المساندة من المنطقة العسكرية الجنوبية لبعض الجيوب والمخابئ التي تتمترس فيها تلك العناصر الإرهابية مستمرة في محيط زنجبار والكود ووادي دوفس ومناطق أخرى، خاصة بعد أن تمكنت القوات المسلحة والأمن وبتعاون المواطنين من استعادة السيطرة على مدينة شقرة الثلاثاء الماضي.

وذكر المصدر اليمني أنه «تم تكبيد الإرهابيين خلال اليومين الماضيين خسائر بشرية ومادية فادحة سقط فيها عشرات القتلى بينهم قيادات ميدانية بارزة في التنظيم منهم الإرهابي عايض الشبواني والإرهابي عوض محمد صالح الشبواني، إضافة إلى سقوط عدد كبير من الجرحى».

على صعيد آخر، يواصل جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مشاوراته في اليمن من أجل التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف في ظل استمرار الثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وقالت مصادر حكومية يمنية إن نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي، التقى أمس بالمبعوث الأممي، وإنه جرى خلال اللقاء النقاش والتداول فيما تم إحرازه حتى الآن في هذا المنحى بالشراكة مع جميع الأطراف السياسية الأخرى ومنظمات المجتمع المدني والدور المهم الذي يجب أن تضطلع به بما يصب في مصلحة وأمن واستقرار ووحدة اليمن، وذلك بهدف الإصلاحات العميقة والتدارس الدقيق حول التصورات والأفكار والمبادئ المرتكزة على المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن وتبيان الملامح العامة حول خريطة طريق لإخراج اليمن من هذا الظرف الصعب والأزمة الطاحنة، بحيث لا يشعر أي طرف بأنه مظلوم أو مهضوم وذلك باتفاق الجميع دون إمكان أي طرف من عرقلة ما تم الاتفاق عليه.

ونقل عن هادي قوله إنه «يجب تغليب المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات الخاصة أو الأجندات المحددة»، وإن «القناعات الوطنية يجب أن تقود الجميع إلى طاولة الحوار باعتبارها المخرج الوحيد لليمن من الأزمة الراهنة، وتأسيس قاعدة الوفاق والاتفاق بروح ومشاعر الإحساس بالمشكلة الكبيرة والمعاناة البالغة التي طالت المجتمع اليمني بأسره».

وأكد نائب الرئيس اليمني على أن «الإصلاحات العميقة يجب ألا ينظر إليها من زاوية واحدة بل من جميع جوانب إجراء الإصلاحات الشاملة»، وقال إن اليمن «يمر اليوم بأزمة سياسية وأمنية واقتصادية وعلى الجميع مراعاة ذلك واستشعار المسؤولية الوطنية بصورة كاملة».

أما المبعوث الأممي فقد أكد أن الأمم المتحدة «تدعو جميع الأطراف اليمنية والقوى السياسية إلى إجراء حوار وطني بناء لا يستثني أحدا، وخلق المناخات الآمنة لخروج اليمن من هذه الأزمة».

وقال بن عمر، الذي يزور اليمن للمرة الثالثة منذ اندلاع الاحتجاجات، إن «هناك تصورات وأفكارا قد تم المناقشة بشأنها مع مختلف الأطراف بما يؤدي إلى الولوج إلى مرحلة بناء الثقة والوئام وصنع السلام ورسم خريطة الطريق للانتقال السلس للسلطة»، مؤكدا أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي «سيكونون الراعين والمشاركين بالإشراف والمساعدة على ذلك».

وفي موضوع آخر، قال مسؤول في الحكومة اليمنية إن نتائج التحقيقات التي أجريت في حادث محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس علي عبد الله صالح في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، كشفت عن تورط أحد أطراف الأزمة السياسية في اليمن.

وأضاف عبده الجندي، نائب وزير الإعلام اليمني، أن «مؤشرات التحقيقات في حادث محاولة الاغتيال الإجرامي الذي استهدف فخامة رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة في مسجد النهدين بدار الرئاسة كشفت عن تورط أحد أطراف الأزمة السياسية».