تواصل المظاهرات المطالبة بالإصلاح بالأردن في جمعة «الكرامة والإعلام الحر»

شملت عمان وعددا من المحافظات في الشمال والجنوب

TT

تواصلت أمس في الأردن المظاهرات الحاشدة في العاصمة عمان وعدد من محافظات الشمال والجنوب المطالبة بالإصلاح وإقالة الحكومة وحل مجلس النواب ومكافحة الفساد في جمعة أطلق عليها المتظاهرون «جمعة الكرامة والإعلام الحر».

وانطلق المئات عقب «صلاة الجمعة» في مسيرة من أمام المسجد الحسيني بوسط عمان باتجاه ساحة النخيل في منطقة رأس العين تحت شعار «جمعة الكرامة وحرية الإعلام»، دعت لها حركات شبابية، تضامنا مع الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداءات في فعالية حراك «15 تموز» يوم الجمعة الماضي في ساحة النخيل.

ورفع المشاركون شعارات منها «الحكومة بدأت الإصلاح بقمع الحريات»، وطالبوا بسرعة تحقيق الإصلاحات في الأردن ومكافحة الفساد ومحاربة المفسدين والتنديد بمجلس النواب الأردني والحكومة وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية.

وأحرق المتظاهرون قرب ساحة النخيل العلم الأميركي تعبيرا عن رفضهم التدخلات الخارجية في عملية الإصلاح، كما هتفوا بشعارات تحيي صمود الشعب السوري ضد نظامه. وشارك في المسيرة فعاليات شبابية وشعبية وطلابية، منها حركة اليسار الاجتماعي، والحملة الأردنية للتغيير «جايين»، ولائحة القومي العربي، وشبيبة وشباب من أجل التغيير، وشبيبة حزب الوحدة الشعبية، والمبادرة الوطنية، وحركة دستور 52، وكتلة التجديد العربية في الجامعات، ورابطة المرأة الأردنية، ومنتدى الفكر الاشتراكي، ومجموعة «نقش الثقافية» وحملة «ذبحتونا»، وتجمع «اتحرك» وتجمع «أجيال».

ولم تشهد المسيرة وجودا أمنيا كثيفا باستثناء مجموعات من عناصر الأمن العام الأردني لتنظيم سير المحتجين والفصل بينهم وبين مسيرة أخرى مؤيدة للحكومة.

وانطلقت مسيرة احتجاجية عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد جامعة اليرموك باتجاه مبنى محافظة إربد (85 كيلومترا شمال عمان) استنكارا لأحداث ساحة النخيل التي تعرض فيها الإعلاميون والصحافيون للاعتداء يوم «الجمعة» الماضي.

وندد المشاركون في المسيرة من جميع الأطياف الآيديولوجية والقوى الحزبية والحراكات الشبابية والشعبية بمحافظة إربد بما وصفوها بـ«الهجمة الوحشية التي تعرض لها الجسم الصحافي في الأردن»، مؤكدين أن الصحافيين جزء من الحراك الإصلاحي الذي يلتف من حولهم.

وشارك عشرات الأردنيين في مسيرة نظمتها لجنة «أحرار الطفيلة» وانطلقت من أمام المسجد الكبير في المدينة (180 كيلومترا جنوب عمان) باتجاه مبنى المحافظة تنديدا بالاعتداء على الصحافيين، والتصميم على التغيير والسير نحو الإصلاح، شاركت فيها مختلف القوى والفعاليات الشعبية والشبابية في الطفيلة بالإضافة إلى مجموعة من الإعلاميين والصحافيين.

وهتف المشاركون بضرورة تحقيق «الإصلاح ومكافحة الفساد»، وأكدوا في بيان أن الاستبداد والفساد هما وجهان لعملة واحدة وليس لهما لون أو جنس أو دين، منبهين إلى أن المراهنة على شراء الوقت والمماطلة والتسويف بالمضي قدما بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحقيقية سياسة غير قادرة على الصمود أمام أحرار الشعب الأردني الذي يطالب بالحصول على حقوقه المشروعة باعتبار أن الشعب دائما هو مصدر السلطات. كما طالبوا بحكومة إنقاذ وطني يكون على رأس أولوياتها إصلاحات دستورية عميقة تفضي إلى قانون انتخاب يمثل جميع شرائح المجتمع يؤدي بالنتيجة إلى تداول حقيقي للسلطة، وأيضا إلغاء أو انتخاب مجلس الأعيان، وقضاء مستقل ومحكمة دستورية، وإلغاء المحاكم الخاصة، إلى جانب العودة عن سياسة الخصخصة ومحاكمة الفاسدين وتقديمهم للمحاكم واسترداد الأموال المنهوبة.

وشارك العشرات في محافظة معان (225 كيلومترا جنوب عمان) في مسيرة انطلقت من وسط المدينة عقب صلاة الجمعة، مطالبين بالإصلاح السياسي ووقف ما وصفوه «نهب الثروات الوطنية»، مؤكدين ضرورة أن تتم محاسبة الفاسدين والكشف عن هوية المستثمرين التي ذهبت إليهم نشاطات الخصخصة تحت بند الاستثمار.

وطالب المشاركون في المسيرة بأن يكون الحد الأدنى للأجور في الأردن للعاملين ألف دينار (الدولار الأميركي يعادل 0.707) شريطة أن يتم وقف نهب الثروات الوطنية ومكافحة الفساد بشكل حقيقي، ورفعوا شعارات تطالب بإصلاح النظام وإقالة الحكومة الأردنية برئاسة الدكتور معروف البخيت وحل مجلس النواب الذي وصفوه بـ«المزور».

وطالب المتظاهرون أيضا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين من أبناء مدينة «معان» حيث تم التعهد لهم في وقت سابق بأن يتم الإفراج عنهم خلال العفو العام.

وطالب المئات من أبناء محافظة جرش (48 كيلومترا شمال عمان) بضرورة تطوير الحياة السياسية الأردنية، كما طالبوا أيضا بإلغاء مهرجان جرش ومقاطعته نظرا للظروف السياسية المحيطة بالعالم العربي.

وانطلقت مسيرة في محافظة الزرقاء (23 كيلو مترا شمال شرقي عمان) شارك فيها عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوحدة الشعبية للمطالبة بالإصلاح السياسي في الأردن والتأكيد على أهمية محاسبة الفاسدين وتحقيق العدالة.

وانطلقت مسيرة من أمام المسجد الكبير في منطقة رحاب بني حسن بمحافظة المفرق (75 كيلومترا شمال شرقي عمان) شارك فيها العشرات من المواطنين طالبوا خلالها بالإصلاح ومكافحة الفساد ومحاربة البطالة.

وانطلقت عقب صلاة الجمعة من أمام مسجد المرج الكبير بمدينة الكرك (140 كيلومترا جنوب عمان) مسيرة بمشاركة واسعة من ممثلي الحراك الشبابي والشعبي في محافظة الكرك، وهتف المشاركون بالمسيرة ضد المماطلة في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وانتقدوا أداء رئيس الحكومة الأردنية ومجلس النواب وأكدوا على دعم حرية الإعلام ورفض قمع الحريات وطالبوا بمحاربة الفساد وإصلاح النظام.

وقال شهود عيان إن المسيرة شهدت مشادات كلامية ومناوشات بالأيدي كادت تصل حد العراك بين ممثلي الاتجاه الإسلامي الذين انتقدوا النظام السوري وممثلي الاتجاهات السياسية الأخرى الذين عبروا عن تضامنهم مع هذا النظام وطالبوا بأن يتمحور موضوع المسيرات في الشأن الداخلي الأردني فقط.

ويشهد الأردن منذ يناير (كانون الثاني) الماضي مسيرات واعتصامات متواصلة تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ومكافحة للفساد في البلاد.