مجموعات شبابية مدنية تعمل على ردم الفجوة الطائفية بين أبناء حمص

تقوم بنقاشات ميدانية وزيارات في الأحياء المحتقنة لتوضيح أخطاء المتظاهرين

TT

تضطلع مجموعة من الشباب المدني في مدينة حمص السورية بالقيام بدور ميداني في ردم الفجوة الطائفية التي بدأ ظهورها في الأيام الأخيرة، على خلفية إقدام مجهولين على قتل أحد عشر شابا من الطائفة العلوية والتمثيل بجثثهم ورميها بالقرب من أحياء يسكنها العلويون، مما استتبع رد فعل علويا اقتصر على تكسير بعض المحال التجارية المملوكة لمواطنين سنة في شارع الحضارة في حمص.

ويعمل الشباب المتطوعون على شرح حقيقة ما يحصل وإيضاح الصورة للناس في الأحياء التي تقطنها طائفة واحدة أو أكثر، والتأكيد على أن النظام هو المستفيد الوحيد مما يحصل. وهم يحذرون المتظاهرين من أن تتخذ خطواتهم أي توجه طائفي، منبهين بأن مؤيدي النظام هم الوحيدون المستفيدون من الورقة الطائفية، وذلك من خلال زيارات متبادلة وبيانات يتم توزيعها في الأحياء وعبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

وأدت الأحداث الأخيرة التي تشهدها سوريا منذ منتصف شهر مارس (آذار) الفائت إلى تحرك العديد من المجموعات الشبابية في أطر مدنية، منها على سبيل المثال تجمع «نبض» للشباب المدني السوري وتجمع «شمس». وعن نشاط هذه التجمعات، أشار أحد منسقي تجمع «نبض» في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «لدينا صفحة على (فيس بوك) مخصصة لنشر البيانات، ونقوم ميدانيا بنشر بيانات في الشوارع تؤكد على سلمية الثورة ومدنيتها وأن هدفها الأول هو بناء دولة ديمقراطية مدنية يتساوى جميع أبنائها في الحقوق والواجبات».

ولفت إلى «اننا نقوم بتوضيح الأخطاء التي قد يقوم بها المتظاهرون عبر نقاشات ميدانية، كل في شارعه وحيه، إضافة إلى زيارات متبادلة للأحياء التي يشهد بعضها احتقانات طائفية لنشرح الصورة لهم، انطلاقا من أن التجمع يضم شبابا من كل الطوائف».

ونفى الناشط إمكانية أن تطيح أحداث حمص الأخيرة بمسار الثورة وتحرفها نحو نزاع أهلي أو طائفي، لأن «الثورة اتخذت طابع السلمية وشعار (لا للطائفية) منذ بدايتها، وما حدث بعد أربعة شهور لا يتعدى كونه حوادث فردية سرعان ما بدأ يتداركها العقلاء من الطرفين».

ويتهم الناشط النظام بسعيه لخلق سيناريو طائفي في المدينة، إذ إنه «منذ البداية يقوم بمحاولة جر الطائفة العلوية وإيهامها بأن هناك أناسا من السنة يودون قتلهم لكي يذهب العلويون مع الأمن ويقتلوا المتظاهرين، وهو الذي قام في بداية الثورة بإدخال سيارات تحمل رشاشات وأطلق النار في الأحياء العلوية ليتهم السنة بذلك».

وعلى خلفية الإشاعات عن وجود أصوليين في المدينة، ينفي الناشط الموضوع ويقول «غير صحيح على الإطلاق، والدليل أن النظام قام عقب اعتصام حمص ببث بعض عناصر الأمن في الجوامع لكي يدعوا إلى الجهاد، وفي اليوم التالي أصدرت الداخلية بيانها عن وجود السلفية، في حين كان الاعتصام حضاريا وخاليا من أي مظهر من مظاهر العنف كما كان خاليا من الشعارات الإسلامية وضم مشاركين من جميع الطوائف».

وعن سبب تعامل النظام مع حمص دون سواها بقمع دموي، رأى الناشط أن مرد ذلك إلى أن «خروج حمص من يد النظام يعني نهايته، فإذا انضمت حمص إلى حماه وتحررت من قبضة النظام فهذا يعني أن المنطقة الوسطى برمتها أصبحت خارج السيطرة، ومن جهة ثانية مدينة حمص تقطنها كمدينة طائفتان، والنظام يعمل على إشعال الفتنة بينهما، أما حماه فهي غير متعددة الطوائف في قلب المدينة».