منسق الأمم المتحدة يحذر من انعكاس الوضع في سوريا مواجهات طائفية في لبنان

«14 آذار» تتخوف من فتح حزب الله جبهة داخلية.. ومقربون من الحزب: الأزمة قد تنعكس اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا

TT

حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، مايكل ويليامز، من «انعكاس الأزمة في سوريا مواجهات طائفية في لبنان»، وقال عقب اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول لبنان أول من أمس، إن «الأزمة في سوريا تلقي بثقل ضخم على لبنان، حيث يسود قلق كبير في هذا الشأن»، منبها إلى «مواجهات طائفية محتملة في لبنان» وأن «ما سيحصل لاحقا (في سوريا) يثير القلق» في لبنان. واعتبر القيادي في تيار المستقبل، مصطفى علوش، أن «تحذير الأمم المتحدة من انعكاس الأزمة في سوريا مواجهات طائفية في لبنان، تحذير منطقي»، معربا عن «تخوفه من اندلاع مواجهات طائفية في لبنان في حال تطورت الأمور في سوريا باتجاه سقوط النظام». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، اعتبر علوش أن «الجهات اللبنانية المرتبطة بسوريا ستتجاوب ومن دون أدنى شك مع تعليمات أو رغبة النظام السوري بفتح جبهة لبنانية»، وأضاف «كما أن حزب الله إذا ما استشعر بقرب سقوط النظام قد يقدم على مغامرة داخلية تدخلنا في دوامة طويلة من العنف». وأوضح علوش أن «الوقائع والمعطيات على مر التاريخ تؤكد أن الوضع في سوريا ينعكس مباشرة على لبنان، وأن النظام السوري لطالما استخدم لبنان ساحة لتوجيه الرسائل المتعددة الأوجه، هذا إن لم نتطرق للتركيبة الطائفية في كل من لبنان وسوريا والتي لا بد أن تكون عاملا إضافيا يشجع على انفلات الأمور».

ووضعت مصادر في قوى 14 آذار موقف ويليامز في خانة «القراءة الدولية الواقعية»، معتبرة أن «سقوط النظام في سوريا ستكون له من دون أدنى شك انعكاسات كبيرة على الوضع اللبناني»، وقالت «هناك فريق سيشعر بالانعكاسات الإيجابية، وفريق آخر بالانعكاسات السلبية».

وتوقعت المصادر أن يسعى فريق 8 آذار «لاستباق الأمور وفتح جبهات لبنانية داخلية للتخفيف من وطأة ما يحصل في سوريا في نظر المجتمع الدولي»، وأضافت «سقوط النظام في سوريا يعني الكثير، فهو لن يسقط وحده، ولن يقبل بذلك، فهو ليس نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، لكنه أشبه بنظام القذافي، فهو أكثر دموية وأكثر شراسة ولن يتوانى عن حرق كل الأوراق التي بجعبته، ولا شك أنه سيأمر الخلايا الأمنية التابعة له لبنانيا بالتحرك سعيا لإثبات وجهة نظره القائلة بأن استقرار المنطقة من استقرار سوريا».

إلا أن مصادر مقربة من حزب الله قالت إنه «لا إمكانية لانعكاس ما يحصل في سوريا مواجهة طائفية في لبنان، لأن سوريا بتاريخها أكبر من أن تقسم طائفيا». وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك إمكانية بعيدة، لا سمح الله، أن تنعكس الأزمة السورية اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا على لبنان، لكن ليس أبعد من ذلك». واعتبرت المصادر أن «بعض فرقاء (14 آذار) يحلمون بانعكاس الوضع السوري لبنانيا»، لافتة إلى أن «البعض يحلم بالعودة للحكم من البوابة السورية». وأضافت «لا مبعوث دوليا يريد مصلحة لبنان، وهم لطالما سعوا لتأمين مصلحة إسرائيل، ونحن نطمئن ويليامز وغيره بأن النظام سيخرج قويا من الأزمة الحالية بعد سلسلة الإصلاحات التي قدمها والخطوات المشجعة التي ينتهجها لحل أزمته».