اتهام شاب بالإرهاب بعد التحقيقات في «مجزرة» أوسلو

شاهد عيان: المسلح بدأ بإطلاق النار على الناس في الجزيرة ثم فتح النار عليهم في المياه

اعتقال نرويجي مسلح بسكين خارج فندق التقى فيه رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرغ بعائلات الضحايا أمس (أ.ب)
TT

اتهمت الشرطة النرويجية أمس شابا يبلغ من العمر 32 عاما، قالت إنه أصولي مسيحي له علاقة باليمين، بتفجير مركز حكومي وإطلاق النار في جزيرة قريبة مما أسفر عن مقتل 91 شخصا على الأقل.

وصرحت الشرطة أنه لم يعرف بعد ما إذا كان الشاب، الذي يدعى أندرس بهرنغ بريفيك، بحسب وسائل الإعلام النرويجية، جزءا من مؤامرة أكبر أم لا. وقد تم استجوابه بموجب قوانين الإرهاب المطبقة في الدولة وكذا يتم استجوابه في التحقيقات الخاصة بالهجمات التي تعد الأكثر تدميرا في النرويج منذ الحرب العالمية الثانية، على حد قول الشرطة. وقال روجر أندريسن، أحد مسؤولي الشرطة، في مؤتمر صحافي تلفزيوني: «لسنا متأكدين مما إذا كان وحده متورطا في الهجمات أم أن هناك آخرين. الذي نعرفه على وجه اليقين هو أنه من اليمين وأصولي مسيحي». حتى هذه اللحظة لم يثبت وجود أي علاقة بين بريفيك وجماعات مناهضة للجهاد، على حد قول روجر.

وقال يوهان فريدركسن، رئيس شرطة أوسلو، إن المسؤولين لم «يتفاجأوا» بأن شابا نرويجيا أشقر ذا عينين زرقاوين هو الذي يقف وراء الهجمات. وأضاف: «نفكر في سيناريوهات مختلفة». لم يتمكن ينس ستولتنبرغ، رئيس الوزراء النرويجي أمس من التكهن بالسبب وراء الهجمات. وقد صرح لصحافيين في مؤتمر صحافي قائلا «مقارنة بدول أخرى لا يمكنني القول إن لدينا مشكلة كبيرة مع المتطرفين اليمينيين في النرويج. لكن لدينا بعض الجماعات وقد تتبعناهم وتعرف الشرطة بوجود بعض الجماعات اليمينية».

ومع استمرار انكشاف تفاصيل العملية، وصل جنود إلى أوسلو أول من أمس لتأمين المباني الحكومية.

لقد حولت التفجيرات التي نتجت عن قنبلة أو أكثر العاصمة الإسكندنافية النظيفة إلى مشهد يذكرنا بالهجمات الإرهابية في بغداد أو أوكلاهوما التي أثارت ذعر الناس وأدت إلى انفجار نوافذ المباني الحكومية ومنها مبنى يضم مكتب رئيس الوزراء.

وحتى مع إغلاق الشرطة لجزء كبير من المدينة عقب الانفجار، دخل شاب يرتدي ملابس الشرطة الرسمية إلى معسكر للشباب في جزيرة يوتويا التي تبعد نحو 20 ميلا عن شمال غربي أوسلو وفتح النار على من بها، بحسب ما أفاد به أحد المسؤولين الأمنيين في النرويج. وقال أحد الشهود العيان لـ«في جي نيت»، الموقع الإلكتروني لإحدى الصحف القومية: «لقد قال إنه كان تفتيشا روتينيا معتادا على خلفية الهجمات الإرهابية في أوسلو». وصرحت الشرطة أن المشتبه به استخدم «مسدسا آليا» في الهجوم، لكنها رفضت الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى.

وبحسب تصريحات الشرطة يوم السبت، التي أذاعها التلفزيون الرسمي، قُتل 84 شخصا على الأقل بعضهم في السادسة عشرة من العمر على تلك الجزيرة. ومن المرجح أن يتزايد عدد القتلى في ظل تواصل التنقيب عن الجثث في المياه المحيطة بالجزيرة.

وصرح أدريان براكون، الذي كان يعمل في كابينة معلومات على الجزيرة، لقناة «بي بي سي» أن كل من في يوتويا تقريبا البالغ عددهم 700 شخص تجمعوا بعد تقارير حول تفجيرات أوسلو.

وعندها صرح براكون لقناة «بي بي سي» أن رجلا يرتدي ملابس الشرطة وصل إلى الجزيرة وفتح النار على المجموعة. ويوضح قائلا «كان الناس يسقطون موتى أمام عيني. لقد ركضت من المعسكر إلى منطقة الخيام ورأيت الرجل المسلح وبدأ شخصان التحدث إليه وبعد ثانيتين تم إطلاق النار عليهما». وقد وصف من أطلق النار بأنه «هادئ وواثق من نفسه ومتحكم في أعصابه». وقال براكون: «لقد ظل يصيح بنا قائلا إننا جميعا سنموت».

وقال بجورن جارلبيرغ لارسن، أحد أعضاء حزب العمل، الذي تحدث هاتفيا مع مراهقين على الجزيرة التي لا يربطها باليابسة أي جسر، إن الشباب المذعورين قفزوا في المياه وبدأوا يسبحون بينما تبعد الجزيرة كثيرا عن الأرض. وأضاف: «اختبأ آخرون. لم يرغب أي من الذين تحدثت معهم في الإفصاح عن المزيد. إنهم مرتعدون إلى درجة الموت». ولم يستطع الكثيرون الهروب في الوقت المناسب. وصرح إليس وهو أحد المشاركين في المعسكر يبلغ من العمر 15 عاما لوكالة «أسوشييتد برس»: «لقد بدأ بإطلاق النار على الناس في الجزيرة، ثم بدأ بعد ذلك إطلاق النار على الناس في المياه».

وقال براكون إنه قفز إلى المياه، لكنه أدرك أنه لن يستطيع الوصول إلى اليابسة وعاد أدراجه. وصرح لقناة «بي بي سي»: «لقد رأيته يقف على بعد 10 أمتار مني ويطلق النار على الذين كانوا يسبحون في المياه. لقد كان يصوب سلاحه الآلي نحوي وأخذت أصرخ به وأرجوه ألا يقتلني. لا أعرف إن كان استمع إلي أم لا، لكنه لم يطلق علي النار». وقال براكون إنه كان متجمدا تحت الأمطار الباردة مع عدد من الناس عندما عاد الرجل المسلح في وقت لاحق. وقال بحسب ما أفادت به قناة «بي بي سي»: «لقد بدأ إطلاق النار مرة أخرى وكان الناس يتساقطون قتلى أمام عيني وعلى أرجلي وفي المياه. عندما سقط الناس صرعى، كان علي الاختباء وراءهم على أمل ألا يراني». اقترب الرجل المسلح جدا من براكون، حتى إنه كان يشعر بأنفاسه وسخونة ماسورة السلاح. وأضاف: «لكنني لم أتحرك وكان هذا هو ما أنقذ حياتي».

* خدمة «نيويورك تايمز»