المتهم يميني متشدد مناهض للهجرة ومعاد للمسلمين

TT

يمتلك سلاحين مرخصين.. واستخدم الأسمدة في صناعة المتفجرات > خدر من الجو قبل اعتقاله بالغاز المسيل للدموع بعد يوم على الهجوم الدموي في النرويج الذي حصد أرواح العشرات، ما زال الغموض يسود الموقف حيال منفذ العملية ودوافعه الحقيقية، وتتسابق وسائل الإعلام المحلية لنقل معلومات حوله، إذ تشير مصادر إلى أنه ينتمي إلى فرع ماسوني وإلى تيار ديني مسيحي متشدد يعارض هجرة الأجانب إلى البلاد، كما كان له تحفظات خاصة على المهاجرين المسلمين وتتهم الشرطة النرويجية مواطنا نرويجيا أشقر ذا عيون زرقاء (32 عاما) بتنفيذ عمليتي إطلاق النار والتفجير اللتين وقعتا أول من أمس وخلفتا ما لا يقل عن 92 قتيلا. وذكرت وسائل الإعلام أن الرجل يدعى أندرياس بيرنغ ببريفيك.

وبخلاف المعلومات التي تم جمعها من خلال شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، لا يعرف سوى القليل عن الرجل حيث أرسل جملة واحدة على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» استنادا إلى مقولة للفيلسوف جون ستيوارت ميل قال فيها «رجل واحد لديه عقيدة يساوي قوة 100 ألف لديهم اهتمامات فقط». ويرجع تاريخ الرسالة إلى يوم 17 يوليو (تموز) الجاري، أي قبل خمسة أيام من وقوع حادث إطلاق النار الذي قتل فيه ما لا يقل عن 84 شخصا في معسكر للشباب بجزيرة أوتويا إضافة إلى سبعة آخرين سقطوا في تفجير بوسط العاصمة أوسلو. ينحدر أندرياس بيرنغ ببريفيك من العاصمة النرويجية ويعتقد أنه على صلة باليمين المتطرف. ووفقا لصفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فإنه مسيحي محافظ ويحب الصيد ويلعب لعبة «وورلد أوف ووركرافت» التفاعلية على الشبكة الدولية. ويتردد أنه يمتلك سلاحين مرخصين على الأقل.

وذكرت قناة «إن آر كيه» النرويجية أنه غير متزوج وليس لديه أطفال ويعيش بمنزل يقع عند الحافة الشرقية لأوسلو. لكنه قام بتغيير محل إقامته قبل شهر إلى منطقة ريفية صغيرة في رينا شمال أوسلو. ووفقا، لبيانات السجل التجاري، فإن الرجل كان يقوم هناك بزراعة الخضراوات والقاوون. وتحدثت وسائل الإعلام عن احتمالية قيامه باستخدام الأسمدة في صناعة المتفجرات. وعلى صفحته على «فيس بوك»، يستشهد ببريفيك برئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل والمقاوم النرويجي في حقبة النازية ماكس مانوس كنموذجين ومثلين أعلى له. إلا أن المدخلات الوحيدة المسجلة على الإنترنت باسمه هي روابط لأغان مصورة معظمها من موسيقى الترانس. كما أنه يدرج الموسيقى الكلاسيكية على قائمة هواياته. ومن بين الكتب المفضلة له «نقد العقل المحض» لإيمانويل كانت و«ثروة الأمم» للكاتب آدم سميث. وبرز اسم ببريفيك مرارا على أحد المواقع المعادية للإسلام حيث سجل تعليقات تنتقد الإسلام وتعكس الشعور القومي. ويقسم ببريفيك العالم لأناس متعددي الثقافات وأناس محافظين ثقافيا. وفي تعليقات قديمة له، يصف التعددية الثقافية بـ«الماركسية الثقافية» و«أيديولوجية الكراهية والعداء لأوروبا» التي تهدف إلى تدمير دول الأمة والمسيحية. وكتب يقول إن المحافظين على هويتهم الثقافية - والذين ينتمي إليهم - يوصفون بأنهم عنصريون وهو الأمر الذي اعتبره سيئا مثل اضطهاد اليهود ومحاكم التفتيش. وفي أحد التعليقات، هاجم ببريفيك البدائل النرويجية والجماعات المعادية للفاشية والتي قال إنها كانت ترهب المحافظين سياسيا عن عمد.

وفيما دون ملفه الشخصي على الإنترنت، لا تعرف الشرطة سوى القليل من المعلومات عنه. وقال رئيس الشرطة أويستين مايلاند الذي يرأس التحقيقات: «حتى الآن لا نعرف شيئا أكثر مما جمعته وسائل الإعلام».

وأكد أحد شهود العيان من بين الناجين من عملية إطلاق النار على جزيرة أوتويا صحة الصورة المنشورة للمهاجم، والمأخوذة من صفحته الشخصية على المواقع الاجتماعية.

وكان بريفيك ينشط ضمن حزب «فريمسكريت بارتيت» الذي يخصص جزءا كبيرا من خطابه لقضية الهجرة الخارجية إلى النرويج وضرورة الحد منها، وقد أكد هيرالد منهايم، أحد قادة الحزب، أن بريفيك كان بالفعل ينشط ضمن صفوفه، وقال إن اللقاء معه كان يشبه «الاجتماع مع (زعيم ألمانيا النازية أدولف) هتلر قبل انفجار الحرب العالمية الثانية». وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «داغبلادت» النرويجية عن منهايم نفسه قوله إنه يرأس فرعا محليا في أوسلو للجمعية الماسونية، وقد كان بريفيك أحد الأعضاء فيه أيضا، وتحمل بعض المواقع الإلكترونية آثار مشاركات لشخص يتطابق اسمه مع بريفيك، بينها مشاركة على منتدى «دوكيومنت» تعود لعام 2009 قال فيها إن المراهقين غير المسلمين هم «في موقف حرج» حيال إمكانية تعرضهم للتحرش من مراهقين مسلمين.

الى ذلك ذكرت محطة «إن آر كيه» التلفزيونية في النرويج أمس، معلومات لم يتم تأكيدها رسميا بعد عن ملابسات القبض على شخص مشتبه في تنفيذه للهجوم بإطلاق النار على معسكر للشباب في جزيرة يوتويا القريبة من العاصمة النرويجية أوسلو أمس الجمعة، الذي أسفر عن مقتل 85 شخصا حتى الآن. وقالت المحطة استنادا إلى مصادر في الشرطة إن قوات مكافحة الإرهاب النرويجية هاجمت هذا الشخص من الجو وقامت بتخديره عن طريق الغاز المسيل للدموع.

وأضافت المحطة أن وحدة مكافحة الإرهاب انتقلت على الفور بطائرة هليكوبتر إلى جزيرة يوتويا التي تبعد 40 كيلومترا عن العاصمة أوسلو فور تلقيها أنباء عن الهجوم. ورفضت الشرطة الإفصاح عن ملابسات القبض على النرويجي المصنف ضمن تيار اليمين المتطرف والذي تم نقله بعد القبض عليه إلى أوسلو. وعرضت محطة «إن آر كيه» التلفزيونية صور فيديو لهذا الشخص الذي تنكر في زي شرطي، حيث كان يصوب مسدسه قبل إلقاء القبض عليه في اتجاه شاب ممدد على الأرض وإلى جوارهما العديد من القتلى أو المصابين.