أمين سر التقدمي الاشتراكي: كلام جنبلاط عن ثورة في سوريا توصيف لحالة قائمة

نائب عوني يشكك في الانتفاضة السورية

صورة مأخوذة من موقع شبكة (شام نيوز) الإخبارية لجانب من مظاهرة حوران
TT

اختلفت قراءات القوى السياسية الرئيسية في لبنان للانتفاضة السورية وأبعادها وأهدافها، وتأسيسا على ما أعلنه رئيس جبهة النضال الوطني الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط من موسكو، بأن «ما يحصل في سوريا هو ثورة حقيقية»، يرى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه جنبلاط أن «هذه الثورة تستدعي المسارعة إلى تحقيق الإصلاحات التي وعد بها الرئيس بشار الأسد»، في حين اعتبر تيار المستقبل أن «الأمور في سوريا بلغت مرحلة اللاعودة، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: أي سوريا يريدها الشعب السوري في المرحلة المقبلة؟». أما التيار الوطني الحر، فأكد أن «لا وجود لثورة في سوريا في ظل وجود مجموعات مسلحة تقتل عناصر الأمن والجيش وإعلام يشوه الحقائق».

وأوضح أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض أن «ما أعلنه (رئيس الحزب) النائب وليد جنبلاط عن وجود ثورة حقيقية في سوريا هو توصيف لحالة قائمة، ويأتي من منطلق حرصه على استقرار سوريا وأمنها وضرورة المسارعة إلى تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها الرئيس (السوري) بشار الأسد».

وأكد فياض في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «وليد بيك بموقفه هذا لا يضع نفسه ناطقا باسم أحد ولا يعني أنه يأخذ على عاتقه أي أمر يجري في سوريا، بل يقول ذلك من منطلق أن الحرص على استقرار سوريا يوازي الحرص على أمن واستقرار لبنان، لأن أي خلل في سوريا سيرتد خللا على لبنان». وقال: «إن ما يخشاه وليد جنبلاط أن تتحول الاحتجاجات المعارضة للنظام السوري القائمة حاليا إلى حالة مذهبية شبيهة بالتي مر بها لبنان، لذلك من المهم أن تسارع القيادة السورية إلى تحقيق الإصلاحات من داخل النظام». معتبرا أن «الفرصة ما زالت متاحة، وهناك متسع من الوقت للرئيس الأسد، لينقل ما وعد به في خطاباته وتصريحاته إلى حيز التنفيذ وأن تبدأ الخطوات العملية على الأرض». وردا على سؤال أجاب «إذا قلنا إن ما يحصل في سوريا ثورة فهذا لا يعني تدخلا بالشأن الداخلي لسوريا، إلا أننا ننبه إلى الأمر بقدر ما يعنينا في لبنان، وبقدر حرصنا إلى أن تبقى دولة قوية ومستقرة لأن في ذلك قوة واستقرارا للبنان».

من جهته، اعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح (الذي يترأسه العماد ميشال عون) النائب زياد أسود أن «الذين يراهنون على سقوط النظام السوري مخطئون جدا، فالاستقرار السوري مهم للبنان، ونحن انتهت مشكلتنا مع السوري منذ خروجه من لبنان». وفيما يشبه الرد غير المباشر على قول رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، أن ما يجري في سوريا هو ثورة حقيقية، قال أسود لـ«الشرق الأوسط»: «الثورة يجب أن تنطلق من أهداف سلمية وليس عبر السلاح أو المجموعات المسلحة لتحقيق أهداف أخرى، فإذا كانت للإصلاح شيء وإذا كانت لإسقاط النظام شيء آخر، وحقيقة ما يحصل هو محاولة لإسقاط النظام وليس للإصلاح». مشيرا إلى أن «هناك شكوكا حول سلمية الثورة في سوريا، خصوصا أن الإعلام شوه الحقائق وجعل الصورة شائكة وضبابية من خلال معلومات مشوهة ومتناقضة عن حقيقة ما يجري». وحول ما إذا كان سقوط أكثر من 1500 ضحية من المدنيين الذين كانوا يتظاهرون سلميا فضلا عن اعتقال الآلاف غير كاف لمعرفة ما إذا كانت الانتفاضة في سوريا سلمية أو مسلحة، قال أسود: «لا أعلم كم هو دقيق هذا الأمر في ظل التشويه الإعلامي، وبصراحة لدي شكوك كثيرة، ولا أدري كيف يولف هؤلاء (المحتجون) بين المطالبة بالإصلاحات، وانتشار المجموعات المسلحة التي تواجه وتقتل عناصر الجيش والأمن، لذلك لست مقتنعا بأن في سوريا ثورة شعبية حقيقية».

من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت إن «سوريا تعيش ثورة حقيقية، وهي صورة طبق الأصل من الثورات العربية»، مشيرا إلى أن «الرئيس السوري بشار الأسد اعترف بوجود مشاكل كبيرة تحتاج إلى الحل، وهذه المشاكل كانت سببا لاندلاع هذه الثورة». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، سأل فتفت «لماذا لم يبادر النظام الثوري إلى تحقيق الإصلاحات قبل اشتعال فتيل هذه الثورة؟، ولماذا تجاهل كل النصائح التي وجهت إليه من الدول الصديقة؟».

وقال فتفت «هناك ظلم كبير يلحق اليوم بالشعب السوري، وهذا ما جعل الأمور تصل إلى نقطة اللاعودة، وباعتقادي لم يعد أحد مقتنع أن هذا النظام قادر على تحقيق الإصلاحات المطلوبة، ولذلك فإنه بات مستحيلا عودة الأمور إلى الوراء، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أي سوريا يريدها الشعب السوري للمرحلة المقبلة؟». وعن رأيه عما إذا كانت الفرصة ما زالت سانحة للنظام الحالي لتحقيق الإصلاحات، لفت إلى أن «الأمور أصبحت بالغة التعقيد، خصوصا بعد كل هذه المجازر، وبعد الانشقاقات في الجيش والأمن، لقد فقدوا الفرص». وختم فتفت قائلا: «إن موقفنا مما يحصل في سوريا هو كموقفنا من الثورات التي حصلت في تونس ومصر، وتلك التي تحصل في البحرين وليبيا واليمن، وهو أننا مع ما يقرره الشعب في هذه الدول».

كذلك نبه عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس إلى «المخاطر التي تطرأ وتدق أبواب لبنان»، وشدد على «أهمية الحوار وعدم المراهنة على سقوط أنظمة، وإن كان المقصود هو سقوط النظام السوري فإن سوريا قوية وقلعة محصنة وستصمد أمام كل المؤامرات».