كروكر: انسحاب ولكن بطيء

سادس سفير أميركي لدى أفغانستان قدم أوراق اعتماده إلى كرزاي

TT

خلال عشر سنوات منذ غزو أفغانستان، وبعد أن أجاز الكونغرس اختيار سادس سفير أميركي هناك، ريان كروكر، الذي قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، والذي كان قد افتتح السفارة الأميركية هناك بعد الغزو مباشرة، اعترف كروكر بأنه سيكون «سفير الانسحاب البطيء»، لكنه ركز على كلمة «البطيء».

وفي خطاب شبه شخصي، أشار إلى افتتاحه السفارة الأميركية لدى أفغانستان قبل عشر سنوات، وأشار إلى تجربة أربعين سنة في العمل الدبلوماسي. وقال إنه بينما «تحسنت تدريجيا» الخسائر البشرية وسط قوات حلف الناتو في أفغانستان، يتزايد عدد القتلى المدنيين. وأيضا، قال إن الحكومة الأفغانية «ما زالت هشة».

واعترف بأنه سيكون سفير مرحلة جديدة في تاريخ أفغانستان بالنسبة للسياسة الأميركية هناك. وقال: «لقد حان الوقت لنا لنخطو خطوة إلى الوراء، ولنترك للشعب الأفغاني أن يخطو خطوة إلى الأمام. وهو يفعل ذلك في الوقت الذي أتحدث فيه الآن». لكن، حذر كروكر من أن القوات الغربية في أفغانستان يجب أن «تتحرك بعناية». وأضاف: «لن يكن هناك اندفاع للخروج».

وعن حركة طالبان، قال: «بصراحة، تركنا أفغانستان بطريقة خاطئة في أوائل التسعينات. بسبب تلك الأخطاء، حصل الآتي: قامت الحرب الأهلية، وظهرت حركة طالبان، وصارت باكستان قلعة لتنظيم القاعدة، ووقع هجوم 11 سبتمبر (أيلول)». وأضاف: «سنكون حريصين على ألا تتكرر هذه الأخطاء». وقال مراقبون في واشنطن إن كروكر هو سفير الولايات المتحدة السادس لدى أفغانستان منذ الإطاحة بحكومة طالبان في عام 2001. وكان السفير الخامس هو كارل ايكنبري.

وفي نفس الوقت، حدثت تغييرات في القيادة العسكرية في حلف الناتو؛ تولى الجنرال جون ألن في الأسبوع الماضي قيادة القوات من الجنرال ديفيد بترايوس. لكن، سيشارك بترايوس في الخطة العامة في الحرب الأفغانية، كمدير لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

وقال المراقبون إن كروكر عاد إلى أفغانستان بعد عقود في العالم العربي، منها سنوات في إيران والعراق وباكستان. وإنه كان تقاعد من وزارة الخارجية في عام 2009 بعد عودته من العراق. وصار عميد كلية العلوم السياسية في جامعة إيه آند إم (ولاية تكساس).

في البداية، رفض كروكر ترك العمل الأكاديمي، لكنه وافق على الخروج من التقاعد. وقال إنه يشعر «بإحساس شخصي عن الواجب». وفي رسالة إلى الشعب الأفغاني بمناسبة عودته إلى أفغانستان، وأيضا وجه الرسالة إلى باكستان وإيران وإلى الأميركيين، قال بأنه لن تكون هناك قواعد عسكرية أميركية دائمة على الأراضي الأفغانية.

وقال: «ليس هذا جزءا من سياسة الولايات المتحدة. وليست لدينا مصلحة في استخدام أفغانستان كقاعدة للتأثير على البلدان المجاورة».

وكان مسؤولون في حكومة أفغانستان قالوا إنه إذا قدمت أميركا مساعدات عسكرية في المستقبل، وإذا تولت تدريب الشرطة إلى أفغانستان «خلال السنوات العشر المقبلة»، فإن الجيش الأميركي والشرطة الأميركية سوف يحتاجون إلى العيش في القواعد العسكرية التي ستتركها القوات الأميركية. وأيضا، سوف يحتاجون إلى ممرات آمنة لوصول الإمدادات إليها.

وأضاف المسؤولون الأفغان أنه إذا كانت أميركا ستواصل المساعدة «في حماية أفغانستان من الإرهابيين»، ستحتاج إلى مطارات لأسطولها من طائرات المراقبة، التي ثبت أنها مفيدة في الكشف عن تحركات طالبان، خصوصا قرب الحدود مع باكستان.