تركيا تستضيف اليوم ملتقى تنسيقيا لنشطاء الثورة السورية

بهية مارديني: لقاء إسطنبول يهدف إلى توحيد العمل على الأرض

TT

يبدو أن تركيا أصبحت ملاذ كل المعارضين والناشطين السوريين، فبعد استضافتها مؤتمر أنطاليا الشهير الذي يعد أول تجمع لمعارضين سوريين عبر عقود، ثم مؤتمر الإنقاذ مطلع الشهر الحالي، تستضيف إسطنبول الملتقى التنسيقي الأول لنشطاء ومجموعات عمل الثورة في سوريا بدءا من اليوم ولمدة أربعة أيام.

ويهدف الملتقى إلى تطوير مجالات التنسيق بين نشطاء ومجموعات عمل الثورة، إلى جانب زيادة التعارف والتعاون بين النشطاء، كما يحتوي على دورات تدريبية في 5 مجالات مختلفة يتبعها ورشات عمل متخصصة يمكن للناشط المشارك أن يختار المشاركة في إحداها، وهي المجال الإعلامي، والمجال السياسي والاستراتيجي، والمجال الحقوقي، والمجال الإغاثي، ومجال التنسيق مع الداخل إضافة إلى «الدعم اللوجيستي».

وقالت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية لحرية الرأي والتعبير في سوريا، إحدى المشاركات في الملتقى، إن هذا الملتقى يعد خطوة كبيرة في إطار التنسيق بين الناشطين السوريين لتوحيد العمل الثوري على الأرض والعمل على تقوية صلابة الثورة السورية. وأوضحت مارديني لـ«الشرق الأوسط» قبيل سفرها لإسطنبول أن المجالات الخمسة التي سيجري تدريب الناشطين عليها هي أكثر المجالات التي تحتاجها الثورة السورية حاليا.

وكشفت مارديني عن أن اليوم الأول يحتوي على تدارس أوراق عمل مختلفة مقدمة من المشاركين تحتوي على قصص نجاح أو تجارب متكاملة أو دراسات تتعلق بالثورة. ويكتسب الملتقى، في رأي مارديني، أهمية خاصة لأنه يتحدث عما يحدث على الأرض السورية، لافتة إلى أنها مع أي جهد يبذل لإيقاف سفك الدماء في سوريا، قائلة: «لا بد من دعم كل عمل جاد يدعم ثورة الشعب السوري السلمية».

وأضافت: «الثورة السورية بحاجة إلى مثل تلك الملتقيات، لأنه لا توجد حياة سياسية في سوريا، وتبدو الأمور من الصعوبة بمكان أن يتصدر المعارضون والنشطاء فجأة المشهد السياسي، كما أن الشباب السوريين في هذا المؤتمر يبدو دورهم بارزا ومهما في إيصال صوت الداخل إلى الخارج وفي التواصل بين الطرفين».

وأوضحت مارديني أن الثورة السورية لا بد أن تستفيد من كل هذا الحراك، لأنه يعطي زخما ويكشف جرائم النظام السوري ضد الشعب الأعزل وانتهاكاته الإنسانية الكثيرة في ظل تعتيم إعلامي رسمي مؤلم وغياب إعلامي عالمي. ويشير مراقبون إلى أن المعارضة السورية تحاول قدر المستطاع الاستفادة من الخلاف الواضح بين أنقرة ودمشق عبر الحصول على دعم تركي، ولو عبر استضافة مؤتمراتها وحمايتها من بطش نظام الأسد، كذا الاستفادة من أجواء الديمقراطية في تركيا والاستفادة من الحراك السياسي والتواصل مع المجتمع المدني الذي نضج في تركيا. وهو ما علقت عليه مارديني قائلة «تركيا تبدو الآن كملاذ آمن للمعارضة السورية».

ومع استمرار الحركة الاحتجاجية التي دخلت شهرها الخامس، شكل الناشطون على الأرض لجانا واتحادات في مدن ومناطق عدة للتواصل فيما بينها ومع المجموعات والناشطين في المدن الأخرى عبر وسائل الاتصال الحديثة، من بينها صفحة «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» على «فيس بوك».