ناشطون في بيروت يواكبون الانتفاضة السورية لحظة بلحظة وينسقون مع الإعلام

يحرصون على عدم الاحتكاك بأي طرف لبناني أو استفزازه

TT

يمكن لمن يتجول في الكثير من المناطق اللبنانية، لا سيما مناطق الاصطياف والأسواق التجارية الكبرى في بيروت وضواحيها، أن يصادف الكثير من المواطنين السوريين الذين يقصدون لبنان للاستجمام والسياحة والتسوق، على الرغم من أن عدد الوافدين هذا العام أقل بكثير عن السنوات الماضية، وفق ما تؤكده أرقام وزارة السياحة اللبنانية.

وإذا كان من السهولة أن يستدل على هويتهم السورية من خلال لهجتهم وأرقام سياراتهم السورية، إلا أن ثمة سوريين آخرين يوجدون في لبنان ويعملون ليل نهار بعيدا عن الأضواء في سبيل دعم الحراك الشعبي الذي تشهده الكثير من المدن السورية. وعلى الرغم من أن أعدادهم ليست بكبيرة، فإنهم يقومون بدور فاعل جدا من خلال تفاعلهم مع الأحداث الميدانية في الداخل السوري ومواكبتها إعلاميا وسياسيا.

عمر إدلبي، الممثل الرسمي للجان التنسيق المحلية في لبنان، واحد من أولئك الناشطين الذين قصدوا بيروت بعد أن ضاق هامش حراكهم في سوريا، فخلق لنفسه من خلال إقامته القسرية في بيروت إطارا جديدا للمساهمة في دعم المطالب والمظاهرات الشعبية. يقول «كنت موجودا في سوريا حتى منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، لكن الضغط الذي تعرضت له بسبب نشاطي الميداني في إطار لجان التنسيق المحلية في سوريا، منذ انطلاقتها كمبادرة فردية بين مجموعة من الحقوقيين والناشطين والصحافيين، اضطرني للمغادرة إلى لبنان». يقول إدلبي لـ«الشرق الأوسط».

وفيما تبقى أسماء باقي أعضاء لجان التنسيق في سوريا سرية، اختار إدلبي ترك بلده الأم، حيث يقول «ليكون حراكي في بيروت وتواصلي مع وسائل الإعلام والناشطين أكثر سهولة». ويؤكد أن «التواصل قائم لحظة بلحظة مع الداخل السوري، والمكتب الإعلامي للجان التنسيق يعمل على مدى 24 ساعة بالتعاون مع المراسلين والناشطين والمعارضين السياسيين». كما يلفت إلى أن التنسيق قائم مع الناشطين والمعارضين السوريين في بيروت، لا سيما عند وجود ضرورات للتنسيق معهم».

وعن هامش الحراك المتاح للناشطين السوريين في لبنان في ظل وجود مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، يوضح إدلبي «إننا من حيث المبدأ نتحرك ضمن الممكن، ونحن حريصون على عدم الدخول في اللعبة السياسية اللبنانية وعلى عدم استفزاز أي من الأطراف السياسية»، مضيفا «إننا ميالون لعدم التواصل المباشر في الوقت الراهن أو الاحتكاك بأي فريق لبناني على حساب فريق آخر لأن هدفنا هو تحرير سوريا من نظام الاستبداد وليس تحديد سياستها الخارجية».

ويبدأ عضو هيئة التنسيق الإعلامية في حركة شباب «17 نيسان» السورية محمد دياب، المقيم في بيروت، حديثه من حيث انتهى إدلبي، ليشير إلى أنه يعمل بحذر وحرص شديد من دون أن يعرف أحد بما يقوم به. وعن المهام التي يضطلع بها من بيروت، يقول دياب: «إذا كان الناشطون الميدانيون في سوريا يعملون على تنظيم المظاهرات وتنسيق الحراك والتوصل فيما بينهم، فإن عملنا هو في تأمين المواكبة الإعلامية لعملهم ومتابعته سياسيا من خلال المؤتمرات واللقاءات والتنسيق معهم».

ويوضح دياب أن حركة «17 نيسان» لديها ثقلها الميداني وتحديدا في درعا، وهي تواكب كل التطورات من خلال المعلومات الواردة إليها عبر شبكة مراسليها والناشطين في سوريا، والذين يشكلون المصدر الرئيسي للتأكد من دقة الأخبار التي تصلنا.

وعن التعاطي اللبناني مع أحداث سوريا، يؤكد دياب «تفهمنا للظروف السياسية السائدة في لبنان، ونحن لا نلوم أحدا، وإن كان لدينا بعض العتب، وأعتقد أن أحدا من السوريين لا يريد توريط لبنان»، مضيفا «إننا نحترم جميع الفرقاء اللبنانيين، ولا نطلب إلا أن نشعر بقليل من الحماية والأمن».