شهداء حماه يتجاوزن الـ136 ومظاهرات بعد التراويح تتحدى القمع

دبابات سورية تقصف دوار بلال عشوائيا في أعنف هجوم على المدينة

متظاهرون في مدينة حماه يحملون مصابا بفعل القصف المدفعي أول من أمس (أ.ب)
TT

أكدت مصادر محلية في مدينة حماه لـ«الشرق الأوسط» أن شهداء حماه الذين سقطوا يوم الأحد الدامي، تم دفنهم من دون تشييع في حديقة تقع قريبا من جامع السرجاوي، وفي حديقة أخرى بالقرب من مشفى الحوراني. وقدرت المصادر عدد شهداء حماه خلال أول من أمس بـ130 شهيدا، سبعون منهم دفنوا قريبا من السرجاوي والباقون قريبا من مشفى الحوراني. وأشارت المصادر إلى عدم وجود رقم دقيق بعد لعدد الشهداء، قبل أن تتابع أنه يوم أمس سقط أيضا نحو 6 شهداء نتيجة القصف المدفعي على المدينة، ليكون العدد نحو 136 شهيدا. ويشار إلى أن وحدات من الجيش السوري اقتحمت المدينة بشكل مفاجئ فجر يوم الأحد، من أربعة محاور وقامت بقصف عشوائي، رافقه إطلاق رصاص ودخول قوات الأمن إلى المدينة.

وفي دير الزور، سقط 12 شهيدا على الأقل لدى اقتحام الجيش لمدينة دير الزور الذي ترافق مع إطلاق نار واشتباكات بين الجيش والأهالي الذين حاولوا منع تقدم الدبابات وقوات الأمن، وسادت أجواء من التوتر الشديد في المدينة بعد انتشار نبأ اعتقال الشيخ نواف راغب البشير شيخ مشايخ قبيلة البقارة في سوريا، وسقط شهيد يوم أمس في مدينة البوكمال في محافظ دير الزور برصاص قوات الأمن. وانتصارا للمدن التي اقتحمتها الدبابات، عمت المظاهرات مساء أمس وأول من أمس معظم المناطق والمدن السورية بعد صلاة التراويح. وفي ريف دمشق، سقط شهيدان على الأقل في مدينة الكسوة وحي القدم، بحسب ما أفادت به مصادر حقوقية، نتيجة تفريق المظاهرات بالرصاص الحي. كما خرجت مظاهرتان كبيرتان في منطقة الميدان، وتم تفريقهما بالقوة وبالغازات المسيلة. وعمت المظاهرات ريف دمشق: جديدة عرطوز، وفي عربين، والتل، والزبداني، ودوما، وحرستا، وزملكا، على الرغم من حملات الاعتقالات والملاحقات. وقال ناشطون إن يوم أمس الاثنين الأول من رمضان ومع الفجر دخلت 22 دبابة جديدة مدينة الزبداني، وقام رجال الأمن والجيش بنشر حواجز على كل الدوارات في المدينة، وقاموا بإغلاق كل الطرق الفرعية، ونشر قناصة بالزبداني ومضايا، كما دخلت الكثير من ناقلات الجنود للمدينة، بعد خروج مظاهرة حاشدة ليل الأحد في الزبداني بعد صلاة التراويح بحجم مظاهرات يوم الجمعة. ويشار إلى أنه كان في المنطقة 15 دبابة قبل دخول الـ22 دبابة يوم أمس.

وفي مدينة درعا البلد، تم تفريق مظاهرة تحدت حظر التجول المفروض على المدينة وراحت النساء تزغرد في الشوارع، وتم تفريق المظاهرات بالرصاص الحي، كما خرجت مظاهرات في داعل (ريف درعا)، ونعى يوم أمس ناشطون من درعا العقيد الركن محمد مصفى مفضي الحاج علي (أبو أنس) وهو من أبناء بلدة خربة غزالة في حوران، وقال الناشطون إن العقيد أبو أنس قتل على يد الأمن يوم الأحد (أول من أمس) في الساعة الواحدة ظهرا، وكان في مكتبه في كتيبة الصواريخ في بصر الحرير. وقد وصل جثمانه إلى خربة غزالة يوم أمس عند الساعة الواحدة ظهرا من مستشفى تشرين العسكري، وقام أهالي البلدة بطرد باص للأمن وتلفزيون الدنيا والتلفزيون السوري الذين كانوا يرافقون الجثمان، وأضاف الناشطون أن أحد الضباط برتبة عميد في مشفى تشرين العسكري حاول تهدئة أسرة العقيد القتيل، ولكن ابنه البكر رفض ذلك ورفض إجراء مقابلة مع تلفزيون، وأعاد الناشطون سبب اغتيال العقيد لموقفه من المتظاهرين العزل ورفضه الحل الأمني.

أفاد ناشط حقوقي أن دبابات تابعة للجيش السوري قامت مساء أمس بقصف أحد الأحياء السكنية في ضواحي مدينة حماه التي أوقع هجوم الجيش السوري عليها منذ أول من أمس 136 قتيلا. وقال هذا الناشط الموجود في المكان: «هناك عشر دبابات تقصف بشكل عشوائي دوار بلال، وهو حي سكني في ضواحي حماه»، وكان صوت القصف مسموعا عبر الهاتف. وبدأ القصف المكثف بعد صلاة العشاء، وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال في شمال غربي المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية بالقرب من مسجد عمر بن الخطاب. وقال شهود عيان لـ«رويترز» في اتصال هاتفي إن القذائف تسقط مرة كل عشر دقائق.